لبنان يجري اتصالات مع العراق لتأمين إطلاق اثنين من مواطنيه يحتجزهما «الجيش الإسلامي»

TT

أجرى وزير الاشغال العامة والنقل اللبناني نجيب ميقاتي اتصالات مع وزارة النقل العراقية لمتابعة وضع الشابين اللبنانيين المختطفين في العراق مروان ابراهيم القصار ومحمد جودت حسين خصوصاً بعدما اذيع في بيروت اول من امس ان جماعة عراقية تحتجز اثنين من اللبنانيين طالبت لبنان بسحب كل مواطنيه من العراق في رسالة نشرت على موقع «الجيش الاسلامي في العراق» في شبكة الانترنت. وكانت هذه الجماعة اعتبرت ان اللبنانيين يضرون بمصالح الشعب العراقي والمجاهدين من خلال التعاون مع قوات الاحتلال.

وكانت «الشرق الأوسط» قد زارت امس منزل محمد جودت حسين في محلة التربيعة في الاسواق الشعبية القديمة لمدينة طرابلس (شمال لبنان) والتقت والده ووالدته الحاجة وديعة حسين (45 سنة) وشقيقه احمد الذين تمنوا على «شركة الجبيلي اخوان» حيث يعمل محمد، القيام بكل ما في وسعها من اجل اطلاق سراحه وسراح زميله القصار.

وقد اجرى الوزير ميقاتي سلسلة اتصالات بهدف الوقوف على وضع اللبنانيين المختطفين في العراق، ومنها اتصالات مع وزارة النقل العراقية بهدف ايجاد السبل لتأمين الحد الادنى من السلامة للسائقين اللبنانيين. واكد: «ان اللبنانيين الذين يتوجهون الى العراق هم جميعاً من محبي الشعب العراقي، ويتوجهون الى العراق لسببين: الاول الواقع الاقتصادي السيىء الذي يعيشه البعض. والثاني الرغبة في الاسهام في مسيرة اعادة اعمار وانماء العراق الشقيق». وقال: «نأمل ان تثمر الاتصالات اللبنانية الجارية وان يعود المخطوفون الى اهلهم سالمين».

وكانت «شركة الجبيلي اخوان» اللبنانية قد اعلنت امس انها اوقفت كافة انشطتها في الاراضي العراقية اعتباراً من يونيو (حزيران) الماضي. واوضحت في بيان اصدرته «ان الشابين المهندس مروان ابراهيم القصار ومحمد جودت حسين اوفدتهما الشركة الى العراق بناء على طلب من شركة القصواء العراقية ممثلة بشخص مديرها العام محمد قاسم عبد الهادي العبيدي حيث وافقت الشركة على السماح بسفرهما الى بغداد بعد ان تعهد العبيدي بتحمل المسؤولية المالية والقانونية والامنية المترتبة على سفرهما وخلال اقامتهما في اراضي العراق».

وكان محمد (27 عاماً) غادر منزل والديه منذ عشرة ايام متوجهاً الى العراق عن طريق الاردن مع رفيقه المهندس مروان القصار حيث يعملان لحساب شركة الجبيلي في تركيب المولدات الكهربائية وصيانتها، الى ان تبلغت والدته خبر اختطافه قبل يومين من الشركة المعنية التي افادت ان محمد وزميله مروان هما فعلا في عداد المحتجزين لدى مجموعة تطلق على نفسها اسم «الجيش الاسلامي».

وذكر مراسل «الشرق الأوسط» في شمال لبنان ان الوالدة وديعة اصبحت مذذاك اسيرة شاشات التلفزة والانهيارات العصبية المتلاحقة التي تترافق مع كل موجز او نشرة اخبار تعرض صور المحتجزين حيث يظهر محمد في الصورة الاولى وهو يتحدث معرفاً عن نفسه.

وكان محمد عاد الى طرابلس بعدما امضى سنة كاملة في بغداد غداة الحرب حيث كان يعمل في تركيب وصيانة المولدات الكهربائية. وقد اوفدته الشركة الى العراق في مهمات جديدة انجز واحدة منها قبل نحو اسبوعين. وكان يفترض ان ينجز الثانية قبل اسبوع لكنه منع من الدخول الى العراق وعاد ادراجه. وعندما حاول الدخول للمرة الثالثة وقع في قبضة المجموعة المسلحة، ليكون قضية جديدة تضاف الى العديد من قضايا الشباب اللبناني الذي يدفع حياته وحريته ثمناً لفرصة عمل في الخارج تساعده على تأمين أبسط مقومات العيش له ولعائلته.

وتقول الحاجة وديعة: «والله ما كنت راضية لا انا ولا ابوه بالسفر الى العراق. بس شو فينا نعمل، محمد رجل طموح وبدو يشتغل ويعمل مستقبل ويساعدنا»، مؤكدة ان مدير الشركة المعنية موجود حالياً في الكويت وهو يتابع مع بعض المسؤولين في العراق موضوع ابنها وانه ابلغهم بضروة الحفاظ على تماسكهم.

ويقول احمد (الشقيق الاكبر لمحمد): «شقيقي انسان طيب، وامضى 11 سنة في خدمة شركة الجبيلي. ويقوم بما هو مطلوب منه كموظف. ونحن نتمنى على الشركة القيام بكل ما بوسعها لاطلاق سراحه. واناشد الخاطفين ان يفرجوا عن محمد».