لبنان: جرحى في اشتباك مسلح بين حركة «أمل» و«حزب الله»

TT

اندلع امس اشتباك مسلح في بلدة زبدين (منطقة النبطية في جنوب لبنان) بين حركة «امل» التي يرأسها رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري و«حزب الله». وأدى الاشتباك الذي استخدمت فيه القذائف الصاروخية (آر. بي. جي) والاسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة الى سقوط جرحى وحصول اضرار مادية في الممتلكات كما افزع السكان الذين فروا الى مناطق ريفية مجاورة.

وتعرضت احدى سيارات قوى الامن الداخلي لاطلاق النار خلال محاولتها دخول البلدة لوضع حد للاشتباك ما استدعى تدخل قوة من الجيش اللبناني.

وكان الاشتباك قد اندلع على خلفية تلاسن حصل اول من امس بين عناصر من حركة «امل» وآخرين من «حزب الله» كانوا يعلقون لافتات في زبدين استعداداً لاحتفال ينظمه الحزب. وتطور التلاسن الى اشكال استخدمت خلاله العصي والسكاكين والآلات الحادة ما ادى الى اصابة حسين قاسم فوعاني بجروح. وقد سوي الاشكال بعد تدخلات عائلية الا ان التسوية انهارت. وتحول الامر قبل ظهر امس الى اشتباك عنيف وتبادل لاطلاق النار استمر ما يزيد على ساعة ونصف الساعة ما ادى الى وقوع عدد من الجرحى عرف منهم ابراهيم ومحمود الشعار. كما تعرض منزل مدير مكتب رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ويدعى هاني قبيسي المعروف بأبو حسن قبيسي، لاطلاق قذيفة «آر. بي. جي». وبعد اتصالات ومتابعات على مستويات رفيعة توقف الاشتباك ودخلت القوى الامنية الى البلدة، اضافة الى اللجنة الامنية المشتركة بين «امل» و«حزب الله» التي اكدت على وقف النار وازالة المظاهر المسلحة ورفع الغطاء عن العناصر الذين تسببوا في الحادث وتسليمهم الى الجيش اللبناني. وقال متحدث باسم «حزب الله» وأنيس قبيسي رئيس بلدية زبدين والمنتمي لحركة «أمل» ان أعضاء الجماعتين تشاجروا الليلة الماضية في البلدة بعد أن اتهم مؤيدون لحزب الله أعضاء بحركة أمل بمحاولة افساد احتفال كانوا يقيمونه هناك. وقال المتحدث باسم «حزب الله» ان مسؤولي الحزب و«أمل» كانوا قد طلبوا من قوات الامن اللبنانية التدخل. وفي وقت لاحق أمس، عقدت قيادتا «حزب الله» وحركة «امل» لقاء جرى خلاله التداول في ملابسات الاشكال الذي وقع في بلدة زبدين وآلية تذليل مسبباته وذيوله. وأقرتا سلسلة اجراءات ميدانية مشتركة لمعالجة كامل مسببات الحادث وآثاره وتداعياته. واعتبرتا انه «ذو اسباب وابعاد فردية لا تمت الى اي واقع آخر». ودعت القيادتان القوى الامنية الى اتخاذ الاجراءات الكفيلة محاسبة المتسببين بالحادث بعيداً عن أي اعتبار. وأبدتا حرصهما على «ارساء الاستقرار الكامل». واعلنتا انهما «لن تتهاونا مع كل من يحاول العبث بمناخ التهدئة وأمن المواطنين وسلامتهم».

وعادة ما تندلع الاشتباكات بين أتباع التنظيمين حول تعليق أعلام الجماعتين أو صور زعمائهما مما كان يسفر في بعض الاحيان عن سقوط قتلى ولكن اشتباكات أمس كانت أشد مواجهة من هذا النوع منذ سنوات. وتخوفت مصادر جنوبية من توقيت الحادث خصوصاً انه جاء في اطار سلسلة اشكالات وحوادث مختلفة بين الطرفين.