المناظرة التلفزيونية أعادت بعض البريق لجون كيري لكنها لم تأت خصما من دائرة التأييد للرئيس جورج بوش

TT

تبعا لاستطلاع أجرته «لوس أنجليس تايمز»، فقد تمكن السناتور جون كيري من تحسين صورته أمام الذين شاهدوا المناظرة التلفزيونية الأولى بينه وبين الرئيس جورج بوش لكنه لم يصل حد إقناعهم بتغيير خيارهم في الانتخابات الرئاسية المزمعة في الثاني من نوفمبر (تشرين الأول) المقبل.

وأظهر الاستطلاع انه رغم أن المناظرة، يوم الخميس الماضي، لم تنتقص من قدر الرئيس بوش في ما يتعلق بمعظم الأسئلة، فقد أعادت شيئا من البريق لحملة سناتور ماساتشوسيتس كانت قد فقدته تحت وطأة الهجمة الشرسة التي شنها الجمهوريين عليه منذ مؤتمر الحزب الديمقراطي في يوليو (تموز) الماضي. ويبقى السؤال الكبير هو ما إن كان بمقدور كيري البناء على هذا الأساس المشجع خصما من مؤيدي الجمهوريين المحتملين في الأيام المقبلة. وبين أولئك الذين شاهدوا المناظرة، تجاوزت نسبة الذين قالوا إن كيري هو الفائز بها بثلاثة أضعاف نسبة أولئك الذين قالوا الشيء نفسه عن بوش. وأيضا تقدم المرشح الديمقراطي ـ وإن كان بهامش صغير ـ على منافسه في إجاباته على الأسئلة التي تتعلق بالأمن القومي وبمعدن الزعامة. كما رفع أسهمه وسط مشاهدي المناظرة من 52 في المائة قبلها الى 57 في المائة بعدها.

على أن التقدم الكبير الذي أحرزه كيري يأتي في إقناعه المزيد من الناخبين بأن لديه أجندة للسنوات الأربع المقبلة أوسع أفقا من تلك التي يملكها بوش. فلدى سؤال المستطلعين عن المرشح صاحب الخطط الأكثر تفصيلا في حال انتخابه رئيسا، ارتفع هامش كيري أربع نقاط مئوية عن بوش بعد المناظرة رغم أن هذا الأخير كان يتقدم بهامش تسع نقاط قبلها. وتقول جوان سوليفان، وهي جمهورية تتمتع بعضوية الحزب في بريمين، ولاية مين: «أعتقد أن كيري كان الأفضل بلا شك في ما يتعلق بأجندته للسنوات الأربع المقبلة. فقد نجح في تقديم إجابات محددة وأكثر تفصيلا مقابل إجابات هلامية قدمها الرئيس بوش».

يذكر أن الاستطلاع الذي أجرته «لوس أنجليس تايمز» في أعقاب المناظرة ليلة الخميس ويوم الجمعة الماضيين، شمل عينة من 1368 من الناخبين المسجلين كانوا قد استجابوا لاستطلاع للصحيفة نفسها أجرته قبل المناظرة. فاتضح أن كيري كان يتخلف لدى هؤلاء بنسبة 45 الى 49 في المائة لصالح بوش في الاستطلاع الأول، لكنه تجاوز هذا الأخير بنسبة 48 في المائة له مقابل 47 لخصمه.

ولعل أفضل مثال لهذه الشريحة من الناخبين يأتي في رأي لوري غاي، وهي تعمل سكرتيرة في ممفيس، تنيسي، التي قالت إن رأيها لم يحسم بعد في أمر المرشح الذي ستصوت له في انتخابات الثاني من نوفمبر. وكانت في انتخابات عام 2000 قد صوتت لصالح بوش وما زالت تعتقد انه رئيس يتميز بالحزم في وجه الإرهاب ويفعل ما يقول. لكنها غير متأكدة مما إن كانت ستعيد اتجاهها الانتخابي هذه المرة، بل انها تعترف بأن المرشح الديمقراطي يروق لها أكثر من مرشح الجمهوريين. وتضيف: «لست متأكدة تماما من الوجهة التي يسير فيها جون كيري. لكن انطباعي عنه يتحسن يوما بعد آخر، ولا شك في انه عزز هذا الأمر لدي بعد مناظرة الخميس الماضي».

* في استطلاع آخر نشرته مجلة «نيوزويك» تقدم المرشح الديمقراطي على الرئيس بوش في إشارة واضحة إلى أن المناظرة التلفزيونية أثرت على التقدم الذي كان يحظى به بوش خلال الثلاثين يوما الماضية.

واظهر استطلاع شمل 1013 ناخبا مسجلا وأجراه «معهد برنستون لأبحاث استطلاعات الرأي» إن بطاقة جون كيري ـ جون إدواردز في انتخابات الرئاسة حصلت على 49 في المائة مقابل 46 في المائة لبطاقة بوش ـ تشيني. وأوضح الاستطلاع أن 61 في المائة من الأميركيين الذين شاهدوا المناظرة قالوا إن كيري فاز فيها بينما قال 19 في المائة إن بوش هو الذي فاز وقال 16 في المائة إنهما تعادلا.

وتراجع معدل الموافقة على أداء بوش لمهامه نقطتين عن الاستطلاع السابق الذي أجرته «نيوزويك» يومي التاسع والعاشر من سبتمبر (أيلول) الى 46 في المائة بانخفاض ست نقاط منذ المؤتمر العام للحزب الجمهوري قبل شهر. وقال 57 في المائة من كل من شملهم الاستطلاع إنهم غير راضين عن الطريقة التي تسير بها الأمور في الولايات المتحدة الآن.

وأوضح الاستطلاع أن 60 في المائة من الناخبين المسجلين قالوا أن سياسات إدارة بوش وجهودها الدبلوماسية «أدت الى مزيد من العداء للأميركيين في كل أنحاء العالم». وقال 51 في المائة إن هذه الإدارة «لم تبذل جهودا كافية لإشراك حلفاء رئيسيين ومنظمات دولية في محاولة تحقيق أهداف سياستها الخارجية».

لكن 46 في المائة من الناخبين المسجلين قالوا إنهم ما زالوا يريدون إعادة انتخاب بوش مقابل 48 في المائة قالوا إنهم لا يريدون أن يتم انتخابه من جديد. وعندما سئل الناخبون المسجلون عمن سيعالج الأمور بشكل أفضل بوجه عام، حصل بوش على 52 في المائة مقابل 40 في المائة لكيري في ما يتعلق بالإرهاب والأمن الداخلي. وحقق كيري هامشا أفضل في ما يتعلق بالاقتصاد فحصل على 52 في المائة مقابل 39 في المائة لبوش. وفي ما يتعلق بالرعاية الطبية حصل المرشح الديمقراطي على 56 في المائة مقابل 34 لبوش.

* خدمة «لوس أنجليس تايمز» (خاص بـ«الشرق الأوسط»)