تفجيرات سيناء: شاهد مصري يؤكد رؤية سيارة خضراء تنفجر أمام فندق هيلتون.. وشالوم يلمح لـ«القاعدة»

TT

في الوقت الذي تسابق فيه فرق الإنقاذ الزمن لانتشال الضحايا، جثثا أو جرحى، من موقع فندق طابا الذي استهدف، وموقعين سياحيين قريبين آخرين مساء أول من أمس، آثرت مصر التريث حتى تنتهي التحقيقات، مشيرة إلى أنه من السابق لأوانه التحدث عن دور لتنظيم «القاعدة» أو غيره في التفجيرات الإرهابية، وطالبت بمكافحة شاملة للإرهاب بتبني الاقتراح المصري بعقد مؤتمر دولي لهذا الغرض. وجاء الموقف المصري عقب تصريحات مسؤولين اسرائيليين، من بينهم سيلفان شالوم وزير الخارجية الإسرائيلي تشير إلى ما وصف ببصمات للقاعدة. وقد أدان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط التفجيرات التي استهدفت أيضا مخيمين سياحيين في رأس السلطان ونويبع، جنوب طابا. وقال أبو الغيط في تصريحات صحافية إنه من «المبكر والسابق لاوانه التحدث عن تنظيم القاعدة او غيره من التنظيمات باعتباره مسؤولا عن تفجيرات طابا»، التي راح ضحيتها، حسب آخر الأرقام المرشحة للزيادة، 28 شخصا على الأقل معظمهم سائحون إسرائيليون. واعلن ان 7 مصريين قتلوا في الهجمات كما قتل روسي واصيب بريطانيان. وكان لايزال عدد كبير مفقودا حتى مساء امس ويعتقد ان هناك بعضهم تحت انقاض الجزء المنهار من فندق هيلتون طابا.

وقال الجنرال يائير نافيه المكلف الدفاع المدني في هيئة الاركان الاسرائيلية خلال مؤتمر صحافي امس عند مركز طابا الحدودي بين اسرائيل ومصر، ان منفذي الاعتداءات التي وقعت في طابا «اتوا من سيناء».

واشار من جهة اخرى الى ان السلطات فقدت الاتصال «مع نحو مائة اسرائيلي» كانوا يقومون برحلة في سيناء (مصر).

وفي مصر قال مصدر امني طلب عدم نشر اسمه ان الهجمات تحمل السمات التي ميزت هجمات الجماعات الاسلامية المتشددة في الاونة الاخيرة، «نحن نعمل على فرضية ان جماعة مرتبطة بالقاعدة نفذت تفجيرات السيارات». وقال مصدر امني مصري اخر انه يعتقد ايضا ان شركاء لتنظيم القاعدة الذي يتزعمه اسامة بن لادن هم على الارجح وراء الهجمات لان الناشطين الفلسطينيين لن يعرضوا علاقتهم بمصر للخطر بتنفيذ مثل هذه العملية ضد اسرائيليين على اراض مصرية. وقال المصدر الاول ان المفجرين لابد انهم تلقوا مساعدة حاسمة من داخل مصر لانهم من دون ذلك كانوا سيجدون صعوبة بالغة في تهريب المتفجرات.

وقد دعا ابو الغيط الى اعطاء الفرصة للتحقيقات التي نقوم بها للتوصل الى من قاموا بهذه التفجيرات وأن جهات التحقيق المصرية تقوم بالبحث عن مسؤولي هذه التفجيرات منذ اللحظات الاولى لوقوعها. وقال أبو الغيط «لقد اجريت وسلفان شالوم وزير الخارجية الاسرائيلي عدة اتصالات منذ اللحظة الاولى للحادث دارت معظمها حول كيفية تسهيل كافة الاجراءات التي تؤدي الى سرعة انقاذ الضحايا والبحث عنهم وتسهيل خروج السياح الاسرائيليين وكذلك تسهيل حصولهم على سياراتهم التي جاءوا بها والاسراع بنقل جثث الضحايا المصابين». وأضاف أبو الغيط أن تفجيرات طابا تؤكد ضرورة المواجهة الشاملة للارهاب وتبني الاقتراح المصري لعقد مؤتمر دولي لمكافحة الارهاب. وحول الجهود التي تبذل للحيلولة من دون تكرار مثل هذه الحوادث قال وزير الخارجية ان الامن المصري يقوم بدوره ومصر تقوم بدورها لحماية اراضيها ولحماية حدودها ولحماية السياحة بداخلها، ولكنه أضاف «يجب ان نعلم ان العمليات الارهابية هي عمليات تقع في كل مكان وفي كل بلد، واذا كانت هناك تنظيمات مصممة على تحقيق هذا الهدف فكثيرا ما تنجح هذه التنظيمات في تحقيق اعمالها».

في الوقت نفسه، راجت سيناريوهات حول أسلوب تنفيذ التفجيرات التي كانت تصريحات مصرية رسمية قد افترضت في البداية أنها ناجمة عن تسرب للغاز، غير أن مصطفى عفيفي محافظ جنوب سيناء رجح أن يكون انفجار فندق هيلتون طابا قد نجم عن طريق زرع الالغام داخل الفندق.

وقالت مصادر فرق الانقاذ في الفندق انه يرجح ان السيارة التي فجرت في مدخله هي من طراز فورد خضراء وان الانفجار أدى الى نسف سلم الطوارئ وحدوث ميل في الجانب الايمن من الفندق وتهدم جانب من واجهته الغربية.

في حين قال أحد شهود العيان وهو مصري يدعى اسماعيل سلام انه شاهد انفجار السيارة المفخخة أمام فندق طابا وانها من نوع «فولفو» وخضراء اللون، فيما ذكرت بعض الأنباء انه تم العثور على أربع جثث متفحمة رجحت أن تكون لانتحاريين.

في الوقت نفسه تجري السلطات الأمنية مراجعة شاملة للعناصر التي ترددت على المنطقة سواء من داخل مصر أو خارجها في الأيام القليلة التي سبقت الحادث من أجل التوصل الى خيوط تؤدي الى تحديد المسؤولية الجنائية. وقد أمر النائب العام المصري بنقل ملف التحقيقات من نيابة جنوب سيناء الى نيابة أمن الدولة العليا التي بدأت تحقيقاتها في الحادث.

وقال ان عدد القتلى حتى الآن 23 قتيلا أغلبهم من المصريين والاسرائيليين وبعض الجنسيات الأخرى من روسيا وموريتانيا وأخرى غير معروفة.

وكانت التفجيرات قد بدأت في العاشرة والنصف من مساء الخميس عندما انفجرت سيارة مفخخة أمام فندق هيلتون طابا.

ووقع الانفجاران الثانيان في منتجعين بمنطقة رأس السلطان بمدينة نويبع على بعد 60 كم من طابا وبفارق زمني 15 دقيقة لكل انفجار، ووقع الانفجار الثاني في منتجع جزر القمر وهو مخيم يضم 51 غرفة و102 سرير، والانفجار الثالث في مخيم البادية، والاثنان من الفنادق الرخيصة التي يفضلها السائحون الاسرائيليون.

ووفقا للناطق الاعلامي بجنوب سيناء ياسر امام فإن منفذ طابا البري عبره أمس حتى قبل الحادث بساعات 7867 سائحا اسرائيليا في آخر أيام الاحتفالات بالأعياد اليهودية، وأضاف ان 2182 اسرائيليا عبروا المنفذ بعد الحادث بينهم ذوو الضحايا ومسؤولو الجهات المختلفة التي وفدت لموقع الحادث حتى الساعات الأولى من صباح أمس غادر 3995 اسرائيليا بالطرق البرية عبر منفذ طابا بينما أعلنت سلطات الدفاع الاسرائيلية استعدادها لإجلاء أكثر من 15 ألف اسرائيلي من اجمالي أكثر من 45 ألف اسرائيلي يقضون اجازاتهم في طابا ونويبع ودهب.

وفي نويبع قال العميد محمد يحيى رئيس المدينة ان حصيلة انفجارات منتجعي نويبع بلغت قتيلن وعشرة مصابين بينهم اسرائيلي واحد والباقي مصريون.