روما - رويترز: لم يضيع الايطاليون الذين طردهم الزعيم الليبي معمر القذافي من ليبيا قبل ثلاثين عاما وقتا أمس للتخطيط لرحلات لما يعتبرونه وطنهم للقيام بجولة في انحاء البلاد بعد تعهد الزعيم الليبي برفع حظر دخول نسل «المستعمرين».
وقال سلفاتور فولو، 63 عاما، وهو واحد من بين اكثر من 20 ألف ايطالي طردوا من ليبيا عام 1970 «اعددت جواز سفري. يوم الاثنين سأذهب الى السفارة الليبية». وقال مازحا «لنرى ما اذا كنت سأحصل على تأشيرة دخول». ورغم ان العديد من الاوروبيين يقضون عطلاتهم في ليبيا، فان فولو واخرين ممن ولدوا في ليبيا المستعمرة الايطالية السابقة التي حكمتها روما طوال الفترة من 1911 وحتى ،1943 منعوا من دخول ليبيا بعد قليل من تولي القذافي السلطة في انقلاب ابيض عام 1969.
وقام القذافي الذي ما زال يسعى للحصول على تعويضات من ايطاليا بنزع ملكية ممتلكات الايطاليين الذين كانوا يعيشون في ليبيا. لكن الزعيم الليبي حريص هذه الايام على رأب الصدع مع ايطاليا التي قام رئيس وزرائها سيلفيو برلسكوني هذا الاسبوع بثالث زيارة له الى ليبيا خلال عام. وقال القذافي أول من امس بينما كان برلسكوني يقف الى جواره، انه رغم الماضي فان ايطاليا كانت صديقا لليبيا. وقال انه «خلال سنوات العقوبات والحظر والمواجهة كانت ايطاليا في صف ليبيا». واضاف القذافي ان «اولئك الايطاليين الذين ابعدوا من ليبيا عام 1970 وما زالوا على قيد الحياة يشعرون بحنين ورغبة لزيارة ليبيا. مجرد زيارة للاماكن التي ولدوا وعاشوا بها». وقال «انني اطلب من الشعب الليبي ان يقبل هذا الطلب».
ولم تكن مساعدة ليبيا هذا الاسبوع المرة الاولى التي تساعد فيها طرابلس ايطاليا في مشاكل تتعلق بالهجرة غير المشروعة. وسمح القذافي لايطاليا بان تنقل جوا الى ليبيا اكثر من الف مهاجر بشكل غير مشروع كانوا قد تدفقوا على الشواطئ الجنوبية لايطاليا رغم الانتقادات الشديدة من جماعات حقوق الانسان. وقالت طرابلس انها نقلت المهاجرين جوا فيما بعد الى مصر على نفقة ايطاليا. ورفع تحسن العلاقات بين روما وطرابلس الروح المعنوية للمبعدين الايطاليين الذين فقد معظمهم الامل في امكان العودة الى ليبيا. وقال رومانو كاردينالي الذي كان يملك محلا للادوات الرياضية في طرابلس في الماضي «رغم انني ضد حكومة برلسكوني لكن يتعين على القول انها الحكومة الوحيدة التي استطاعت تحقيق هذه النتيجة». وقالت جيوفانا اورتو رئيسة الرابطة الايطالية للعودة الى ليبيا، ان الجماعة ما تزال تسعى من اجل استرداد ممتلكات تقدر بنحو 250 مليون يورو (300 مليون دولار) نزع القذافي ملكيتها. لكن فولو واورتو واخرين ممن ولدوا ونشأوا في ليبيا قالوا ان استعادة الممتلكات لا تمثل اولوية قصوى. وقال فولو «نحن غرباء حتى في ايطاليا.. في قرارة نفسي فانا ليبي تماما.. قلبي هناك (في ليبيا)».