احتجاجات في مولتان الباكستانية بعد تفجيرات قتلت 42 من السنَّة

TT

شارك آلاف المسلمين السنَّة في احتجاجات غاضبة في مدينة مولتان بوسط باكستان امس وتوعدوا بالثأر من تفجيرات استهدفت تجمعا دينيا، وأدت الى مقتل 42 رغم تحرك حكومة اسلام اباد لمنع هذه التجمعات.

وأحرق انصار الزعيم السني المتشدد عزام طارق، الذي اغتيل في الهجمات، اطارات السيارات والدراجات النارية في مدينة مولتان، ورددوا هتافات ضد الحكومة وضد الأقلية الشيعية في باكستان التي القيت عليها مسؤولية هجمات أول من امس.

ونظم الاحتجاج رغم نشر السلطات للمئات من قوات الشرطة والجيش في مولتان ورغم مطالبة وزير الداخلية الباكستاني افتاب احمد خان الحكومات الاقليمية امس بحظر التجمعات والمواكب الدينية إلا في المساجد وحتى اشعار آخر. وكان عزام طارق يرأس «جند الصحابة» التي اتهمت سابقا بارتكاب الكثير من الهجمات على الأقلية الشيعية التي تمثل نحو 15 في المائة من سكان باكستان (150 مليون نسمة).

وكان هجوم اول من امس هو الأحدث في سلسلة من اعمال العنف الطائفي التي هزت باكستان في السنوات الاخيرة وجاء بعد عملية انتحارية اسفرت عن سقوط 30 قتيلا في مسجد خاص بالأقلية الشيعية بمدينة سيالكوت، شرق البلاد، في الثاني من اكتوبر (تشرين الاول). وأدت اعمال العنف الطائفية بين المتطرفين السنَّة والشيعة الى سقوط اكثر من اربعة آلاف قتيل منذ بداية الثمانينات.

وأمس أدانت الولايات المتحدة والأمم المتحدة هذا الاعتداء الأخير على السنَّة. وقالت وزارة الخارجية الاميركية في بيان لها انها «تدين بشدة اعتداء مولتان الارهابي وتوجه خالص تعازيها لعائلات الضحايا. مهاجمة اشخاص في حداد خلال تجمع عزاء عمل حقير وجبان».

وتابع البيان: «اننا نساند جهود الحكومة الباكستانية بهدف اعادة الهدوء الى مولتان ووضع حد لأعمال العنف ذات الطابع الديني وكل أشكال التطرف. لا مبرر لاستمرار دوامة العنف الدامي».

من جانبه، أدان الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان الاعتداء، وقال الناطق باسمه في بيان له ان «الامين العام يدين بشدة الاعتداء الذي وقع في مولتان وأعرب عن قلقه الشديد إزاء مخاطر اعمال العنف الدينية الطابع». واضاف ان انان «يطلب من السلطات ان تتخذ على الفور تدابير لمعاقبة مثل هذه الأعمال ويأمل في ان يمارس المسؤولون الدينيون نفوذهم بالدعوة الى الهدوء».