محللون : تركيا تزيل عقبة أساسية أمام انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.. لكن الطريق طويل

TT

اسطنبول ـ أ.ف.ب: ازالت تركيا عقبة اساسية على طريق انضمامها الى الاتحاد الاوروبي، غير ان المؤكد هو ان الطريق لا يزال طويلا، وان المحللين يختلفون حول تفسير التوصيات الصادرة عن المفوضية الاوروبية.

وثمة اجماع داخل الحكومة على ان الهيئة التنفيذية الاوروبية، بإصدارها توصية الاربعاء ببدء مفاوضات انضمام تركيا، قامت بخطوة تاريخية بالنسبة لكل من الاتحاد الاوروبي وتركيا، بالرغم من الشروط الصارمة المرفقة بسير هذه المفاوضات.

وهذا هو ايضا رأي جنكيز اكتار، الاختصاصي في شؤون الاتحاد الاوروبي، الذي يقول: «من المستحيل ان نكون متشائمين. فقد بدأت حقبة جديدة في العلاقات بين تركيا واوروبا». واوضح انه «سيكون ثمة حوار للمرة الاولى. تركيا قامت بكل شيء حتى الآن وحدها وبحسب قدراتها. اما الآن، فستبدأ المفاوضات الحقيقية».

غير ان حسن اونال، اختصاصي العلاقات الدولية، في جامعة بلكنت كان اقل تفاؤلا. ووصف الخبير تقرير المفوضية الذي سيستند اليه القادة الاوروبيون، خلال قمتهم في 17 ديسمبر (كانون الاول) في بروكسل لاتخاذ قرار بشأن احتمال بدء مفاوضات الانضمام مع تركيا، بأنه «حقل ألغام حقيقي».

وقال ان التقرير «صيغ بطريقة تسمح مثلا للمسيحيين الديمقراطيين (معارضين لانضمام تركيا) في حال وصولهم الى السلطة في المانيا عام 2006 التأكيد بسهولة: لم نعدكم يوما بالانضمام». وتابع الباحث: «من جهة اخرى، في حال وقعت معجزة انتعاش اقتصادي خلال السنوات المقبلة في تركيا وفي الاتحاد الاوروبي ـ واذا لم يصل المسيحيون الديمقراطيون الى السلطة ـ فإن الطريق الى انضمام كامل سيكون مفتوحا. باختصار، فقد التزم الاتحاد الاوروبي جانب الحذر في توصياته».

ويشير اونال بصورة خاصة الى عبارة مثيرة للمخاوف في التقرير تتحدث عن «مفاوضات مفتوحة النتائج». وقال ان ذلك «مثير للكثير من الريبة. فلم يرد شيء من هذا القبيل بالنسبة للمرشحين الآخرين. ما معنى ذلك؟ هذا يعني انه في وسعهم رفض تركيا استنادا الى اي اساس حتى في حال استيفاء الشروط».

غير ان جنكيز اكتار يرد على هذا قائلا: «بالطبع سيتحدثون عن مفاوضات مفتوحة النتائج. لكن هذه العبارة والشروط الاخرى التي حددتها المفوضية انما هي وسائل تسعى الى طمأنة دول الاتحاد الاوروبي». ويضيف: «ليس هناك اليوم سياسي اوروبي واحد يمكن ان يؤكد صراحة ان تركيا ستكون عضوا كامل العضوية عام 2006، فذلك سيثير انزعاجا».

والواقع ان اكتار مرتاح للشروط التي فرضتها المفوضية. ويوضح ان ذلك «سيبقي الحكومات التركية متيقظة»، وسيحافظ على دفع الاصلاحات التي بدأتها تركيا قبل سنتين من اجل تحقيق المعايير الاوروبية.

وعبر عصمت بركان، كاتب الافتتاحية في صحيفة «راديكال» الليبرالية، عن وجهة النظر نفسها فكتب «لو كنت اوروبيا لا يريد حقا تركيا داخل الاتحاد الاوروبي بدون ان اجرؤ على قول ذلك، لكنت اقترحت مفاوضات غير مشروطة». وذكر بان الاتفاق الاول بين تركيا والاتحاد الاوروبي يعود الى عام 1963، معتبرا انه «في حال عدم وضع شروط، فإن المفاوضات قد تستمر عشرين الى 25 سنة اضافية». وخلص الصحافي الى ان «شروط الاتحاد الاوروبي ستسرع الأمور ومن المرجح ان تنجز تركيا العملية في غضون عشر سنوات».