انتخابات رئاسية اليوم للمرة الأولى في تاريخ أفغانستان

TT

للمرة الأولى منذ استقلال البلاد عام 1919، يختار الأفغان اليوم رئيسهم عبر الاقتراع المباشر، على خلفية حروب وازمات طيلة ربع قرن. وتأتي هذه الانتخابات بعد ثلاث سنوات على اعتداءات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 التي ادت بالولايات المتحدة وحلفائها لإسقاط نظام طالبان الأصولي في العام نفسه. والرئيس الافغاني حميد كرزاي، 46 عاما، المدعوم من واشنطن والذي انتخب من قبل «لويا جيرغا» (مجلس الأعيان) الذي يضم الاعيان وزعماء القبائل، في يونيو (حزيران) 2002، يبدو الاوفر حظا للفوز في هذه الانتخابات التي يخوضها ثمانية عشر مرشحا.

لكن ابرز منافسي كرزاي الذي ينتمي الى عرقية البشتون (تشكل الغالبية في افغانستان)، هو وزير التربية التاجيكي يونس قانوني، 47 عاما، الذي قاتل في السابق ضد طالبان تحت راية «تحالف الشمال» بقيادة احمد شاه مسعود. وفي عداد المرشحين الاخرين شيوعيان سابقان وشاعر فرنكفوني وخمسة مجاهدين سابقين قاتلوا ضد السوفيات اضافة الى سيدة وحيدة هي مسعودة جلال.

وقد دعي حوالي 10.5 مليون ناخب، تشكل النساء 41.5 في المائة منهم، للادلاء بأصواتهم في الدورة الاولى للاقتراع، واضافة الى ذلك سيتمكن ايضا اكثر من مليون افغاني ما زالوا لاجئين في ايران وباكستان من التصويت.

وفي وقت ينتشر فيه قرابة 30 الف جندي اجنبي على الاراضي الافغانية ويستمر «لوردات الحرب» في فرض سطوتهم على معاقلهم بينما يخيم ظل اسامة بن لادن في الكواليس، فإن انعكاسات هذه الانتخابات الرئاسية ستتجاوز حدود البلاد الواقعة في آسيا الوسطى متاخمة لباكستان وإيران وتاجيكستان وأوزبكستان.

وبمعزل عن انتخاب الرئيس، في بلد يحظى بالمساعدات الدولية وتنخره ظاهرة الاتجار بالمخدرات، فإن مستقبل الحرب على الارهاب، التي ينقسم بشأنها الغرب منذ ثلاث سنوات، يشكل احد الرهانات الكبرى في صناديق الاقتراع في افغانستان. فالافغان، الذين تشمل الامية حوالي 80 في المائة منهم، سيكون لهم تأثيرهم على الانتخابات الرئاسية الاميركية المرتقبة في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. اذ ان اجراء انتخابات افغانية شرعية ولا تعكرها اية اعمال عنف ـ وهما عنصران لم يتأكدا بعد ـ سيسمح للرئيس الاميركي جورج بوش بالمفاخرة بنجاح سياسته الخارجية والسعي لتبرير هدف مماثل في العراق. وقد خلت الحملة الانتخابية من المواضيع الاجتماعية الكبرى. واشار معظم المرشحين في المقابل الى الحاجة الى «الامن والسلام واتحاد الافغان» الذين عانوا من ربع قرن من النزاعات، لكن في ساعة الخيار سيؤدي الانتماء العرقي للمرشحين دورا مهما بدون شك. وهكذا يتوقع ان يصوت البشتون، الذين يمثلون 40 في المائة من التعداد السكاني، بكثافة لكرزاي، بينما سيفضل غالبية التاجيك يونس قانوني.

اما الهزارا في وسط البلاد (10 في المائة من تعداد السكان وهم اغلبية الشيعة في البلاد) فسيميلون كما يتوقع الى المجاهد السابق محمد محقق. كما ان الاوزبك في الشمال سيفضلون عبد الرشيد دوستم الذي يعد من اقوى «لوردات الحرب» واكثرهم رهبة. وفي موازاة الانقسامات العرقية ستؤدي الولاءات للوردات الحرب، الذين ما زالوا يفرضون سطوتهم على قسم كبير من البلاد وكذلك زعماء القبائل الذين يعطون تعليمات للتصويت، دورها ايضا في هذه الانتخابات.ويقترع الافغان اليوم في خمسة الاف مركز اقتراع موزعة في ارجاء البلاد بما في ذلك في المناطق الجبلية النائية. وما زال حوالي 18500 جندي، بينهم 16 الفا من الاميركيين، منتشرين في افغانستان منذ ثلاث سنوات في اطار عملية «الحرية الدائمة» التي تهدف اساسا الى تدمير معقل «القاعدة» والقضاء على زعيمها اسامة بن لادن الذي ما زال مختبئا ولم يعثر له على أي اثر حتى الان.

وبموازاة ذلك ينتشر تسعة الاف جندي في اطار «القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن» (ايساف) بقيادة حلف شمال الاطلسي، وهي مكلفة السهر على الامن في كابل وضواحيها، لكن مهمتها توسعت مؤخرا لتشمل مناطق هادئة نسبيا في شمال البلاد.

* تسلسل الأحداث الرئيسية

* 1989: انسحاب الجيش السوفياتي السابق بعد عشر سنوات من الحرب، وانتخاب صبغة الله مجددي رئيسا للحكومة المؤقتة التي كانت تتخذ من باكستان قاعدة لها.

* 1992: وصول مجددي الى كابل وتسلمه مهام منصبه رئيسا للبلاد. برهان الدين رباني يخلف مجددي في إطار اتفاق على تقاسم السلطة.

* 1993: اندلاع القتال بين فصائل سياسية متنافسة وسقوط آلاف الضحايا.

* 1994: الملا محمد عمر ينشئ حركة طالبان التي استولت على مدينة قندهار وتقدمت باتجاه العاصمة كابل.

* 1996: طالبان تفرض سيطرتها على كابل وتؤسس دولة إسلامية.

* 1997: المعارضة الأفغانية تنشئ حكومة جديدة بقيادة رباني في مزار الشريف.

* 1997: المعارضة الأفغانية تنشئ حكومة جديدة بقيادة رباني في مزار الشريف.

* 7 اكتوبر 2001: الولايات المتحدة تبدأ قصف أفغانستان لتعقب إسامة بن لادن وطالبان عقب هجمات 11 سبتمبر 2001.

* 13 نوفمبر 2001: قوات تحالف الشمال تدخل كابل.

* يونيو 2002: مجلس اللويا جيرغا ينتخب حميد كرزاي رئيسا لفترة انتقالية مدتها 18 شهرا.

* 4 يونيو 2004: الفصائل الافغانية المتنافسة توافق على دستور لأفغانستان تمهيدا لإجراء انتخابات حرة بعد حوالي ربع قرن من الحرب.