المناظرة الرئاسية الثانية: بوش سعى لاستعادة زمام المبادرة

موضوع العراق وموثوقية الرئيس يبقيان في واجهة الحملة الانتخابية الأميركية

TT

خاض الرئيس الأميركي جورج بوش، مرشح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية مع منافسه الديمقراطي السناتور جون كيري (من ولاية ماساتشوستس)، ثاني مناظراتهما الرئاسية فجر أمس ـ بتوقيت لندن. وأجريت هذه المناظرة في حرم جامعة واشنطن بمدينة سانت لويس كبرى مدن ولاية ميزوري (وسط الولايات المتحدة).

بوش الذي أجمع المتابعون على انه خسر المناظرة الأولى، واتاح لمنافسه الديمقراطي الاقتراب منه في استطلاعات الرأي العام، حاول منذ البداية استعادة زمام المبادرة. وحاول استغلال هذه المناسبة للتأكيد على ثوابت سياسته ازاء العراق والحرب على الارهاب، بجانب تكراره مواقف ادارته وحزبه المعروفة على صعيد السياسات الداخلية الاقتصادية والمعيشية، وعلى راسها خفض الضرائب ومصير القطاع الصحي.

قبل المناظرة كان فريق بوش يدرك ان هذه هي الفرصة الذهبية لكي يعود الرئيس بقوة الى الواجهة، بالرغم من تقرير فريق التفتيش على اسلحة الدمار الشامل في العراق بأن العراق لم يكن يمتلك مثل هذه الأسلحة.

وبالنتيجة تحول موضوعا العراق والحرب على الارهاب مجدداً الى مسألة الموثوقية والصفات القيادية المطلوبة لمن يتبوأ الرئاسة. والحقيقة ان هذا الجانب ما زال يهيمن على مساجلات الحملة الانتخابية وسط اختلاف واضح المعالم بين استراتيجيتي الادارة الجمهورية والمعارضة الديمقراطية.

فبوش عاد الى التشكيك بصلابة كيري وانهزاميته، بينما شدد كيري على عدم مصداقية ما قاله بوش وادارته للشعب الأميركي لتبرير خيار اللجوء الى القوة. وانسجم جوهر الموقفين مع ما تطرق اليه المرشحان لمنصب نائب الرئيس، ديك تشيني وجون ادواردز، خلال المناظرة التي اعتبر المراقبون انها انتهت «بالتعادل»، في وقت سابق من الأسبوع الجاري.

حتى في الشأن الداخلي، ركز بوش على ايجابيات سياسات خفض الضرائب الهادفة الى تنشيط الاقتصاد وانعاشه، وهي سياسات يعتبرها الديمقراطيون تسهيلات يستفيد منها الاغنياء من مناصري الحزب الجمهوري على حساب المواطن العادي والطبقتين المتوسطة والفقيرة. وفي المقابل هاجم المرشح الديمقراطي اداء الجمهوريين الاقتصادي وخططهم المعيشية والصحية، وما دأب على وصفه خلال الحملة الانتخابية «تصدير الوظائف الى الخارج»، والقول ان بوش هو اول رئيس منذ عقد الثلاثينات يقدم اداء سلبياً في مجال خلق الوظائف. هذا، وجرت المناظرة التفاعلية مع الجمهور الحاضر المكون من ناخبين يعتزمون التصويت في 2 نوفمبر (تشرين الثاني) ويدعمون احد المرشحين ولكن من دون المشاركة فعلياً في الحملة الانتخابية. وعرض كل سؤال مسبقاً على مقدم المناظرة تشارلز غيبسون، الصحافي في شبكة «ايه بي سي». وخصص لكل من المرشحين دقيقتين كحد اقصى للرد على أي سؤال، ودقيقة ونصف الدقيقة للتعقيب. وللعلم سيلتقي المرشحان في مناظرة ثالثة واخيرة تبث مباشرة على التلفزيون كسابقاتها في 13 اكتوبر (تشرين الأول) الجاري، لكنها ستخصص حصراً لمسائل السياسة الداخلية.

* تحسن وضع كيري في بنسلفانيا... وبوش متقدم في فلوريدا

* على صعيد آخر، جاءت المناظرة الثانية أمام خلفية مزيد من التحرك في قوائم استطلاعات الرأي العام. ويوم أمس أفاد استطلاع «كيستون» ان كيري يتقدم الآن على بوش بفارق 6 نقاط مئوية (49% مقابل 43%) بين المقترعين المحتملين في ولاية بنسلفانيا الكبيرة (21 صوتاً انتخابياً) ـ ثاني أكبر ولايات شمال شرقي الولايات المتحدة بعد نيويورك ـ وكان الفارق لصالح كيري في آخر استطلاع في الولاية نقطتين مئويتين فقط. كذلك استطلاع جديد في ولاية نيوهامبشير الصغيرة (شمال شرقي الولايات المتحدة، ولها 4 اصوات انتخابية) التي اسهم تحولها عام 2000 من تأييد الديمقراطيين الى الجمهوريين في فوز بوش الى تقدم المرشح الديمقراطي بفارق سبع نقاط مئوية (49% مقابل 42%). الا ان الأخبار الطيبة للرئيس الجمهوري جاءت من ولاية فلوريدا (27 صوتاً انتخابياً) ـ التي كسبها عام 2000 بقرار وفارق بضعة مئات من الاصوات ـ اذ افاد مسح «مايسون ديكسون» لعينة من 625 مقترعاً محتملاً، ان بوش يتقدم على كيري بفارق 48% مقابل 44%.