تصاعد حدة القتال والقوات الأميركية تفرض «حصارا ديناميكيا» على الفلوجة

حكومة بغداد تدعو السكان والعشائر إلى «طرد الإرهابيين الأجانب» وتفادي الحسم العسكري

TT

فيما تصاعدت حدة القتال أمس في مدينة الفلوجة التي فرض عليها الجيش الاميركي ما وصفه بـ «حصار ديناميكي» بعد غارات جوية استهدفت «مقاتلين أجانب بزعامة الاصولي أبو مصعب الزرقاوي»، دعت الحكومة العراقية على لسان وزير الدولة لشؤون الامن الوطني قاسم داود اهالي الفلوجة والعشائر الى طرد «الارهابيين» الاجانب من المدينة واعتبرت ان الباب ما زال مفتوحا لتفادي اللجوء الى الحسم العسكري.

وقال عدد من سكان المدينة ان انفجارات ونيرانا مكثفة صاحبت الاشتباكات التي دارت على الطرف الشرقي من الفلوجة بين دبابات أميركية ومقاتلين أطلقوا قذائف صاروخية وقذائف مورتر. وذكرت مصادر طبية ان الهجمات الجوية التي شنتها القوات الأميركية على الفلوجة الليلة قبل الماضية، أسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى واصابة خمسة. وقال سكان ان عشرات المنازل اصيبت باضرار في الاحياء الشرقية والغربية من المدينة. وجاء في بيان للجيش الأميركي أن طائرات حربية استهدفت نقطة تفتيش يشغلها «مقاتلو الزرقاوي في حي الجولان بالمدينة». وفرضت القوات البرية الأميركية ما وصفه الجيش بأنه«حصار ديناميكي» حول المدينة. وقال سكان امس ان الجيش الأميركي أقام نقطة تفتيش جديدة عند المدخل الشمالي للفلوجة تمنع الناس من الدخول أو الخروج من المدينة التي يسكنها 300 ألف نسمة. وفي بغداد قال قاسم داود وزير الدولة لشؤون الامن الوطني، ان اللجوء للقوة يأتي كخيار اخير لمعالجة الامور التي تؤثر على أمن البلاد وسلامة المواطنين. وأفاد في بيان انه «سبق للحكومة ان أوضحت، وفي مناسبات عديدة، انها لن تلجأ الى استخدام القوة لا في الفلوجة ولا في غيرها من المناطق، إلا كخيـار أخير وبعد التأكد من نفاد كل الوسائل السلمية».

وأكد أن استمرار تهديد «الإرهابيين لأبناء شعبنا واستخدام بعض المناطق والمدن والقصبات كمأوى لهم، من الأمور التي يصعب على الحكومة قبولها او تحمل استمرارها إلى ما لا نهاية».

وأضاف «لذا نعلن لكافة أبناء شعبنا وأهلنا في مدينة الفلوجة على وجه التحديد بأن الباب ما زال مفتوحا أمام كل بادرة أو جهد أو محاولة لتفادي اللجوء للحسم العسكري، خاصة ونحن نعيش أجواء شهر رمضان المبارك، شهر التسامح والمحبة والتآلف، فالواجب الوطني والديني يحتم علينا دحر الإرهابيين وفلولهم الجبانة».

وقال «نهيب بأبناء الفلوجة والعشائر العمل فورا على طرد الإرهابيين الأجانب وإخلاء جميع أحياء المدينة من هؤلاء القتلة ومن يساندهم من عناصر مجرمة تريد زعزعة الأمن والاستقرار في بلادنا والحيلولة دون قيام الحكومة بتنفيذ خطط إعمار العراق».

وأضاف ان «الحكومة عازمة ومصممة على العمل من أجل إعادة الاستقرار في كافة أنحاء البلاد وضمان سيادة القانون وحماية حقوق المواطنين». إلى ذلك قتل جنديان أميركيان وأصيب اثنان آخران عندما تحطمت طائرتا هليكوبتر أميركيتان في جنوب غربي بغداد أمس. وقال الجيش ان تحقيقا يجري في أسباب الحادث. وفي الرمادي اعلن ضابط شرطة ان هجوما استهدف امس رتلا اميركيا على الطريق بين الخالدية والرمادي، غرب بغداد.

وقال الملازم عبد الستار الدليمي ان مسلحين هاجموا الرتل بواسطة قاذفات صواريخ مضادة للدروع وأصابوا عربة همفي اندلعت فيها النيران.

من جهة أخرى، قال النقيب محمد الدليمي من شرطة الانبار ان مجهولين أقدموا صباح أمس على نسف مقر قائممقامية الرطبة، قرب الحدود مع الأردن. ولم يشر الدليمي الى وقوع إصابات.