بارزاني يدعو من دمشق جيران العراق إلى عدم التدخل في قضية كركوك

TT

دعا زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي مسعود بارزاني، الدول المجاورة للعراق الى عدم التدخل في شأن مدينة كركوك في شمال العراق، معتبراً أنها «شأن عراقي داخلي».

وجدد بارزاني، عقب لقائه في دمشق امس نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام، وقوف حزبه ضد تعريب مدينة كركوك، وقال للصحافيين رداً على سؤال، إن المدينة «عراقية بهوية كردستانية، ويجب أن تكون نموذجاً للتعايش القومي بين الكرد والعرب والتركمان والكلدان والآشوريين وجميع من يعيش في العراق، وسنتصدى لأي مشروع يرمي إلى تغيير الواقع الديمغرافي في كركوك»، واوضح أن المدينة «تاريخياً وجغرافياً مدينة كردستانية، لكنها جزء من العراق، شأن اربيل ودهوك والسليمانية وبغداد والبصرة».

وردا على سؤال، عما إذا يمكن ان تتكرر التجربة البلقانية في كركوك في حال اتخذ التركمان موقفاً متعارضاً تماماً مع الموقف الكردي، قال بارزاني «هذه أوهام، فكركوك لن تكون بلقاناً، بل ستكون نموذجاً للتعايش القومي وهذه كلها أوهام ويوجد ناس يريدون أن يخلقوا مشكلة لا وجود لها». وعن موقف دول الجوار قال إن كركوك «مدينة عراقية بهوية كردستانية وهذا شأن داخلي عراقي وعلى دول الجوار أن لا تتدخل في هذا الأمر».

ووصف بارزاني التفجيرات التي استهدفت كنائس في بغداد اول من أمس بأنها «عمل إجرامي مدان نستنكره بشدة، وهذا من جملة الإرهاب الذي يعاني منه الشعب العراقي في هذا الوقت». وعن احتمال تأجيل الانتخابات المقررة في مطلع العام المقبل قال، «ليست هناك أية نية لتأجيلها، بل هناك تصميم على أن تجري الانتخابات في موعدها».

وعما يتردد عن اجتماع مزمع سوري ـ عراقي على مستوى وزيري داخلية البلدين، قال بارزاني «نحن نؤيد إجراء مثل هذه اللقاءات، ولا بد من أن يكون هناك تعاون أمني بين العراق وسورية، لكن ليست لدي معلومات حول ذلك».

واجرى بارزاني امس مباحثات مع نائب الرئيس السوري في اليوم الثاني لزيارته للعاصمة السورية. وقالت وكالة الانباء السورية الحكومية إن المباحثات «تناولت الوضع في العراق ومعاناة الشعب العراقي وأهمية تحقيق الوحدة الوطنية وتجنب الصراعات الداخلية، لأن الحفاظ على هذه الوحدة أمر جوهري لاستعادة الشعب العراقي لسيادته وإنهاء الاحتلال». من جهته قال الناطق باسم الجبهة التركمانية العراقية في دمشق ارشد الصالحي، ردا على تصريحات بارزاني، إن «مسألة كركوك لن تحل إلا بالحوار والتشاور مع دول الجوار، لأن أمن هذه الدول من أمن العراق». وقال الصالحي لـ«الشرق الأوسط» إن «الأمن القومي العربي سيتأثر سلباً جراء تغيير ديمغرافية كركوك ذات الخصوصية التركمانية». وأعرب الصالحي عن رفض الجبهة التركمانية لـ«النزوح الكردي الواسع إلى كركوك، مما أدى إلى تغيير معالم المدينة»، كما أعرب عن استعداد التركمان لـ«تقاسم الخبز مع الأكراد فيها». وأكد الصالحي أن تركمان العراق «سيدافعون عن حقوقهم بالسبل الديمقراطية وعبر المنظمات الدولية»، مناشداً الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والتيار الوطني العراقي، بما فيه المرجعيات الدينية، النظر باهتمام لقضية كركوك، محذراً من مغبة العنف والحروب ومن المزيد من الجراحات ونزيف الدم العراقي، وقال «علينا لملمة الجراحات وعدم الوقوع في أخطاء النظام العراقي السابق، ويكفي الشعب العراقي الحروب ونزف الدماء».