ثاباتيرو عن اقتراحه «المثالي» إقامة حلف بين الغرب والإسلام:العالم بحاجة إلى أفكار مثالية أكثر من حاجته إلى أكاذيب

رئيس الوزراء الإسباني: اقترحت حلفاً بين الغرب والإسلام ليكون حلاً لظاهرة الإرهاب

TT

قال رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريغيث ثاباتيرو انه اقترح اقامة «حلف حضارات بين الغرب والعالم الاسلامي» كحل لظاهرة الارهاب الدولي، مضيفا انه عرض هذا الاقتراح امام الجمعية العامة للامم المتحدة لان المنظمة الدولية «هي الطريق الوحيد لجعل المبادرة فعالة». وفي رده على وصف اقتراحه بالمثالي، قال ان العالم بحاجة الى افكار مثالية اكثر من حاجته الى اكاذيب.

وقال ثاباتيرو في مقابلة اجرتها معه صحيفة «الباييس» الاسبانية، ونشرتها امس، بمناسبة مرور 6 اشهر على وصوله الى الحكم ان الهدف من فكرته هو «تقوية الاتصالات والتفاهم المتبادل بين الغرب والعالم الاسلامي او العربي». واعتبر ان الحرب في العراق والوضع بين اسرائيل والفلسطينيين احدثا ثغرات ليس بين الحكومات فحسب وانما ايضاً بين المجتمعات.

وقال ان الامم المتحدة هي التي يتعين عليها الترويج لفكرة التحالف بين الحضارات، مشيراً الى ان الامين العام للمنظمة كوفي انان تلقى الفكرة باهتمام و«سنعطيه مجموعة من الافكار ليقود هذا التحالف».

وكان ثاباتيرو قد اطلق فكرة اقامة حلف بين الغرب والعالم الاسلامي، في الخطاب الذي القاه في الامم المتحدة، واعتبرها البعض حينها «فكرة مثالية غير قابلة للتحقيق». وقال ثاباتيرو في مقابلة امس: «صحيح ان البعض اعتبرها مجرد فكرة مثالية لكن الواقع وما نعيشه الآن يثبت بأن النظام العالمي الجديد يحتاج الى افكار مثالية اكثر من حاجته الى الاكاذيب».

ورده على سؤال حول رفض الولايات المتحدة منح الامم المتحدة دوراً قياديا في السياسة الدولية قال: «ان السياسة التي تنتهجها حكومة الرئيس جورج بوش شيء، والسياسة التي تعتمد على قيم المجتمع الاميركي شيء آخر. قرأت منذ ايام خطاب قسم الرئيس الاميركي الراحل كينيدي قال فيه انه يجب على الدول القوية ان تخضع لسلطة الامم المتحدة. وانا مقتنع اننا سنعيش قريبا مرحلة استعادة مبادئ الشرعية الدولية مهما كانت نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية في 2 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل».

وحول اقتراحه تقوية دور الاتحاد الاوروبي في النزاع الاسرائيلي الفلسطيني، قال ثاباتيرو ان هناك عنصرين مهمين يتطلبان مبادرة حلف الحضارات: الوضع في العراق «الناتج عن الخطأ الكبير في التدخل» في هذا البلد، وتدهور الوضع بين اسرائيل والفلسطينيين. واضاف: «واضح انه بامكان الاتحاد الاوروبي القيام بتحسين الاوضاع. يجب على اوروبا استعمال كل ثقلها السياسي في العالم لانها تمثل افضل القيم».

وحول تحسن العلاقات الاسبانية المغربية منذ وصول حكومته الاشتراكية للحكم، قال ثاباتيرو: «حدث تغيير كبير في هذا الاتجاه، فقد انتقلنا في وقت قصير من ازمة جزيرة ليلى الى مهمة مشتركة في هايتي. هذا يلخص كيفية انتقالنا الى العلاقات الممتازة ولا يوجد في اسبانيا شخص عاقل لا يعتبر العلاقات مع المغرب مهمة».

وردا على سؤال حول المزاعم التي رددتها اوساط يمينية عن تورط للاستخبارت المغربية في تفجيرات 11 مارس (آذار) بمدريد، قال: «انه اتهام احمق. نحن نتعاون مع الاستخبارات وقوى الامن المغربية في مكافحة الارهاب. نحن نعتبر علاقاتنا مع المغرب مهمة من اجل مكافحة الارهاب والهجرة السرية، اضافة الى وجود 800 شركة اسبانية تعمل في المغرب والكثير من المصالح الاقتصادية» المشتركة.

وفي معرض حديثه عن موضوع الصحراء الغربية، وما يمكن ان يحدثه الموقف الاسباني الجديد على العلاقات مع الجزائر، قال ثاباتيرو: «لا اظن ان هذا سيؤثر على علاقاتنا مع الاطراف المعنية. علاقتنا جيدة مع الجزائر. زرت الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وهناك تعاون مهم معه، ولديه موقف عاقل من موضوع الصحراء رغم التوتر في العلاقات الجزائرية المغربية والذي تود اسبانيا ان تلعب دورا في ازالته». وتابع قائلاً: «الحل الوحيد لنزاع الصحراء التاريخي هو الاتفاق الذي تقوده الامم المتحدة والذي يجب ان يمر عبر المغرب وعبر جبهة البوليساريو».