إيران تضع شرطين للموافقة على أي اقتراح نووي جديد: المصلحة الوطنية العليا والحق في تخصيب اليورانيوم

TT

طهران ـ الوكالات: أعلنت ايران انها لن تقبل اي مقترح اوروبي جديد فيما يتعلق بملفها النووي إلا اذا احترم هذا المقترح شرطين اساسيين هما مصالحها الوطنية العليا وحقها في امتلاك التكنولوجيا النووية المدنية، خصوصا استكمال دورة الوقود التي يتم خلالها تخصيب اليورانيوم. ويأتي ذلك فيما اكدت موسكو ان العمل يسير حثيثا لبدء تشغيل مفاعل «بوشهر» النووي فى طهران 2005، مؤكدة ان وكالة الطاقة الذرية ليست لديها تحفظات على استكمال المفاعل وتشغيله طالما برهنت طهران على انه لاغراض مدنية حصريا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي امس «لم نتلق بعد المقترحات الاوروبية لكنها لن تكون مقبولة الا اذا احترمت مصالحنا الوطنية واعترفت بحقوقنا الشرعية في الحصول على التكنولوجيا النووية المدنية، وخصوصا دورة الوقود النووي». واضاف «ان حقوقنا غير قابلة للمساومة لكننا سنحصل على حقوقنا بالتفاوض والحوار». واوضح «ان مسألة متى وكيف سنقوم بانتاج الوقود النووي قرار تتخذه الدولة ولكن يجب ان يتم احترام شروطنا». واشار آصفي الى ان المسؤولين الايرانيين والاوروبيين اجروا «محادثات جيدة خلال الايام الماضية وسوف تستمر هذه المحادثات». وشدد المسؤول الايراني على ان إيران لا تريد ان يرفع ملفها الى مجلس الامن كما تسعى الى ذلك واشنطن لكنه اوضح ان مثل هذا الاحتمال «لا يخيفنا».

وكانت باريس ولندن وبرلين قد اعلنت قبل ثلاثة ايام خلال اجتماع لمجموعة الثماني في واشنطن انها ستقدم الاسبوع المقبل مقترحات جديدة لايران لكي تتوقف عن نشاطات تخصيب اليورانيوم مقابل استيراد الوقود النووي لمحطاتها النووية المقبلة، ومن ضمن المقترحات الاوروبية بدء محادثات بين طهران وواشنطن حول اقامة علاقات سياسية في المستقبل وتوقيع اتفاقيات تجارية كبيرة مع اوروبا، وضمان حصولها على الوقود النووي من روسيا. غير ان طهران لم تبد اي حماس لهذه المقترحات، دون ان ترفضها ايضا. وفي لهجة تحذير، دعا وزير الخارجية الفرنسي اول من امس طهران الى «تعليق كامل» لتخصيب اليورانيوم، مشددا على انه ليس هناك «متسع من الوقت» بانتظار الاجتماع المقبل للوكالة الدولية للطاقة الذرية في 25 اكتوبر (تشرين الأول).

الى ذلك، دعا وزير الخارجية الروسى سيرجي لافروف طهران الى بذل جهود اكثر من اجل طمأنة المجتمع الدولي حول مشروعاتها النووية. ودعا لافروف في تصريحات لوكالة انباء «ايتار تاس» الروسية امس طهران الى التصديق على البرتوكول الاضافي لمعاهدة حظر الانتشار النووي التي وقعت عليها العام الماضي، ووقف تخصيب اليورانيوم.

واكد المسؤول الروسي ان بلاده ستواصل عملها لضمان بدء تشغيل مفاعل «بوشهر» النووي شمال طهران عام 2005، مشددا على ان وكالة الطاقة الذرية ليس لديها شكوك او مخاوف من بناء استكمال «بوشهر» وتجهيزه للعمل طالما وافقت طهران على اعادة الوقود المستنفد الذى سيتم استخدامه في المفاعل. غير ان لافروف اعترف بان هناك بعض النقاط الخلافية التي ما زالت تعوق توقيع الاتفاق بين موسكو وطهران لإعادة الوقود. وكانت طهران قد وصفت اول من امس شرط اعادة الوقود النووي الى موسكو بعد استخدامه بأنه «شرط مذل»، وقالت انها ليست مضطرة للاعتماد على الوقود الروسي او غيره طالما كانت قادرة على انتاج وقودها النووي الخاص.