برلين ـ رويترز: مهدت إلمانيا الطريق لتسليم إسبانيا رجل أعمال سورياً تتهمه الولايات المتحدة منذ فترة طويلة بتمويل تنظيم «القاعدة» وحققت معه الشرطة الالمانية فيما يتعلق بصلات مع عناصر «خلية هامبورغ»، الذين شاركوا في تنفيذ هجمات 11 سبتمبر (أيلول) على الولايات المتحدة.
وكان مأمون دركزنلي الالماني السوري الاصل، قد اعتقل يوم الجمعة الماضي في هامبورغ. وقال متحدث باسم وزارة العدل ان الحكومة ترى أنه ليس ثمة ما يمنع تسليمه رغم أنها تحتاج أولا الى موافقة من المحكمة. واذا خضع الى المحاكمة فان الرجل البالغ من العمر 46 عاما سيكون ثالث مشتبه فيه من خلية هامبورغ يمثل أمام المحكمة.
وكانت شركة الاستيراد والتصدير التي يملكها دركزنلي واحدة من 27 جماعة أو افراد أمرت الولايات المتحدة بتجميد أصولها بعد أسبوعين من هجمات 11 سبتمبر للاشتباه في صلاتهم باسامة بن لادن زعيم «القاعدة». وفي الشهر التالي، ظهر اسمه في قائمة عقوبات من الامم المتحدة تضم «الافراد الذين ينتمون أو لهم صلات بالقاعدة». وتلزم القائمة جميع الدول بتجميد أصول هؤلاء ومنعهم من دخول أراضيها.
الا أن دركزنلي بقي حرا رغم أنه أحد خمسة يحقق معهم الادعاء الالماني فيما يتعلق بهجمات 11 سبتمبر. وهناك مغربي برأت المحكمة ساحته وما زال آخر يخضع للمحاكمة.
وألقي القبض على دركزنلي يوم الجمعة وفقا لامر اعتقال صدر في اسبانيا حيث انه واحد من 35 شخصا اتهمهم قاضي التحقيق الاسباني بالتاثار غارسون في سبتمبر الماضي بالانتماء الى «القاعدة». وقال غارسون في لائحة الاتهام: «القاعدة تمد خيوطها حول العالم ومأمون دركزنلي من الشخصيات المهمة فيها».
وقالت لائحة الاتهام التي جاءت في مئات الصفحات ان دركزنلي له اتصالات شخصية وثيقة مع عماد الدين بركات المعروف بابو دحداح الزعيم المفترض لعمليات «القاعدة» في اسبانيا. وشملت اللائحة تسجيلات لعشرات الاتصالات والاجتماعات بين دركزنلي وآخرين من المشتبه فيهم، اضافة الى تفاصيل أربع زيارات قام بها الى اسبانيا بداية من عام 1997. وآخر زيارة كانت في يوليو (تموز) 2001، اي نفس الشهر الذي التقى فيه عطا مع شخصيات بارزة من «القاعدة» في اسبانيا للانتهاء من خطط هجمات 11 سبتمبر.
وتقول مذكرة الاتهام ان دركزنلي قام بعمليات «امداد ونشاط تمويلي» لـ «القاعدة». ووفقا لموقع الامم المتحدة على الانترنت، ولد دركزنلي في دمشق عام 1958، واستخدم العديد من الاسماء المستعارة ويحمل الجنسيتين الالمانية والسورية.
وحصل دركزنلي على الجنسية الالمانية بزواجه من المانية، الامر الذي عرقل تسليمه الى اسبانيا حتى الآن. وتغير ذلك في أغسطس (آب) الماضي، عندما تبنت المانيا أمر اعتقال أوروبيا جديدا يسرع عمليات تسليم المشتبه فيهم بين الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي.