وزير خارجية فرنسا يلتقي شارون اليوم سعيا لعلاقات «حارة» مع إسرائيل

TT

يلتقي وزير خارجية فرنسا ميشال بارنيه اليوم رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في اليوم الثاني من زيارته الى اسرائيل التي تدوم حتى غد.

وسعت الاوساط الفرنسية في باريس الى التركيز على ان الزيارة هي بالدرجة الاولى «ثنائية» وليست اقليمية ما يعني عمليا انها ستركز على تطوير العلاقات الثنائية في ميادين السياسة الاقتصادية والتعاون الثقافي والعلمي.

غير ان هذا التوجه وفق ما تراه اوساط دبلوماسية في باريس، ليس مضمون النتائج حيث يصعب الفصل بين ما هو ثنائي وما هو اقليمي.

وتقول هذه الاوساط ان ابلغ دليل على هذه الاستحالة هو توقيت الزيارة نفسها، فقد كان بارنيه يرغب في ان يقوم بزيارته الى اسرائيل في اوائل الصيف الماضي واستكمالا لزيارته الى القاهرة وعمان ثم الى رام الله. غير ان الحكومة الاسرائيلية التي تقاطع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وتقاطع أي مسؤول اجنبي يزوره في رام الله رفضت ان يزورها بارنيه في حينه او حتى بعد فترة قصيرة وطالبت بتأجيل الزيارة بضعة اشهر.

ولم يكن مؤكدا ان شارون سيستقبل بارنيه الذي يؤكد بقوة ان عرفات هو «الرئيس الشرعي» للفلسطينيين وانه «من الصعب» الوصول الى السلام من دونه او رغم ارادته.

وما زالت اسرائيل تتهم فرنسا بـ«الانحياز» الى جانب الفلسطينيين والعرب وبلعب دور داخل الاتحاد الاوروبي وفي مجلس الامن واروقة الامم المتحدة وكلها اتهامات ليست جديدة.

ورغم ان بارنيه اعلن في باريس الخميس الماضي ان «توثيق» العلاقة مع اسرائيل وبين هذه الاخيرة والاتحاد الاوروبي يمثل احد «محاور» سياسته الرئيسية.

الا انه في المناسبة عينها اعاد التذكير بمواقف بلاده التي من شأنها «اجهاض» أي تقارب «سياسي» مع اسرائيل.

ومن ذلك اصراره على الا تبقى الدولة الفلسطينية «افتراضية» وتأكيده ان لا سلام مع الاحتلال وتشديده على ان يلعب الاتحاد الاوروبي دورا «سياسيا» في الشرق الاوسط والا يكتفي بدور «المموّل» لمشاريع فلسطينية تجمدها اسرائيل او حتى تقضي عليها قواتها.

ولذا، من المستبعد ان تسفر زيارة بارنيه عن اعطاء شيء من «الدفء» للعلاقة الاسرائيلية ـ الفرنسية التي تعاني من اتهامات اسرائيلية لفرنسا بعدم محاربة معاداة السامية بشكل كاف، ما دفع رئيس الوزراء ارييل شارون الى الطلب، قبل حوالي الشهرين، من يهود فرنسا الهجرة الى اسرائيل «فورا» بسبب تصاعد الاعمال المعادية لهم «تحت تأثير المسلمين في فرنسا».