مشاركة كثيفة للمعارضة اللبنانية في ولادة حركة يسارية تخللتها دعوات «لتصحيح» العلاقة مع سورية

TT

اجتمعت امس كل الرموز المعارضة لتمديد ولاية الرئيس اللبناني اميل لحود تحت سقف واحد في اعلان انطلاقة حركة «اليسار الديمقراطي» التي يقودها أعضاء سابقون في الحزب الشيوعي اللبناني. وكانت مجموعة مواقف عنوانها الرئيسي المطالبة بـ «تصحيح العلاقة مع سورية واعادة تصويب مسار الحكم في لبنان» وشكاوى من حملات «الترهيب والترغيب التي تمارس بحق المعارضين».

فقد انعقدت امس الهيئة التأسيسية لحركة «اليسار الديمقراطي» بمشاركة ممثلين لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ولقاء «قرنة شهوان» الذي يضم معارضين مسيحيين وترعاه البطريركية المارونية ورئيس حركة «التجدد الديمقراطي» النائب نسيب لحود وعميد الكتلة الوطنية كارلوس ادة ورئيس «المنبر الديمقراطي» حبيب صادق.

وقبل الشروع في عملية النقاش لمشروع وثيقة التأسيس والتصويت على الاقتراحات وصولاً الى انتخاب الهيئة التأسيسية للحركة، كانت كلمات استهلها عضو الهيئة التأسيسية الياس عطا الله الذي اعلن عن ثلاثة مبادىء تنطلق منها الحركة اولها «انها دعوة الى تغيير اجتماعي وثقافي حقيقي. ودعوة للمجتمع اللبناني لأن ينفض عنه اعوام الانحطاط الطويلة التي اوصلته اليها الحرب الاهلية، وان يثور على نفسه»، متبنياً «قيم الديمقراطية والاستقلال الوطني، ومصالحة العروبة مع نفسها ومع افقها التعددي الديمقراطي». وثانيها «الدعوة الى استعادة قيم النهضة الثقافية والفكرية التي ناضلت منذ القرن التاسع عشر من اجل العلمنة ورفض الاستبداد والدعوة الى الاصلاح الفكري والسياسي والديني في لبنان والمشرق العربي». وثالثها انها «حركة تتواصل مع كل تراث شعبنا في نضاله من اجل الحرية في وجه كل انواع الاستبداد بحقباتها وقواها الماضية والحاضرة». وانتقد عطا الله الحكومات والعهود المتعاقبة، وخص بالذكر عهد الرئيس اميل لحود «الذي طغى عليه الطابع الامني».

واشار الى ان المعارضة كانت على «استعداد كامل وعلى اساس احترام اتفاق الطائف لتسوية مبرمجة تزيل الاعطاب القائمة في العلاقة بين لبنان وسورية وذهب بعضنا وتحديداً وليد جنبلاط الى ابتداع لغة جديدة عبر مقولة اللبننة العربية للاستحقاق الرئاسي بما يحفظ الوجود العسكري السوري ويحفظ المقاومة من ضمن منطق المواجهة مع اسرائيل وليس كمنصة تدخل وتوليف للحياة السياسية اللبنانية»،مستغرباً كيف ان «صاحب هذا المنطق (جنبلاط) تعرض بقوة لهجوم رسمي سوري عبر استحضار خطير للماضي من خلال تناول سمعة (والده) كمال جنبلاط احد اهم رموز الفكر المتقدم والقيم والعروبة والديمقراطية وعبر إلغاء لكل احتمالات الحوار والحل متعمداً قسمة اللبنانيين الى فسطاطين صديق وعدو لا توسط بينهما وهذا امر بالغ الخطورة».

ثم القى ممثل جنبلاط وائل ابو فاعور كلمة تحدث فيها عن «الضجيج المفتعل لجوقات الترهيب والتخوين التي تصر على ايهامنا كل يوم ان اي تحسين او تنقية للعلاقات اللبنانية ـ السورية لمصلحة البلدين سيكون سبباً لانهيار الاستقرار الامني والسياسي ولتداعي السلم الاهلي».

ورأى رئيس حركة التجدد الديمقراطي النائب نسيب لحود «ان التمديد (للرئيس لحود) هو تمديد للأزمات والمآسي المزمنة التي تعاني منها البلاد» مطالباً بـ «تصحيح العلاقات اللبنانية ـ السورية والتعامل مع لبنان كدولة مستقلة وكحليف استراتيجي حقيقي لسورية وليس ارضاً ملحقة او مجرد حقل امني، واحترام اتفاق الطائف بكل متدرجاته، واجراء انتخابات نيابية حرة وديمقراطية في ظل قانون عادل واشراف نزيه ومحايد، ليس على طريقة وزارة الداخلية في السنوات العشر الاخيرة، ووقف الانحراف الامني المخابراتي القائم حالياً واحترام الحقوق السياسية للمعارضة ولكل القوى».

وألقى النقيب السابق للمهندسين عاصم سلام المقرب من تيار العماد ميشال عون كلمة اعلن فيها ان تياره يلتقي مع حركة اليسار على «اعتماد الخيار الديمقراطي القائم على دعم قيام دولة الحق والقانون، دولة احترام الحريات العامة والفردية وحرية التعبير والفكر».

وانتزع عميد «الكتلة الوطنية» كارلوس اده تصفيق الحضور عندما تحدث عن ان السلطة ستأتينا بمشروع انتخاب «صنع في عنجر» في اشارة الى مقر رئيس جهاز الامن والاستطلاع في القوات السورية اللواء الركن رستم غزالي. وتحدث سمير فرنجية باسم لقاء «قرنة شهوان» فاعتبر ان المواجهة قائمة بين موقف للسلطة الذي يعتبر ان الحرب لا تزال مستمرة وان اللبنانيين ليسوا شعباً كسائر شعوب المنطقة، بل مجموعة من الطوائف والقبائل والعشائر المتناحرة التي تحتاج على الدوام الى من يضبط حركتها ويمنعها من تجديد الاقتتال في ما بينها. وموقف آخر ـ وهو موقف المعارضة ـ يرى ان اللبنانيين استخلصوا العبر والدروس من تجربة الحرب».

ورأى رئيس «المنبر الديمقراطي» حبيب صادق ان الحركة اختارت «الزمن الاصعب لانطلاقتها فالبلد فاقد القيادة، مطوق الارادة ومطارد في حريته ورزقه والامان».