احتدام الحرب الكلامية الدامية بين المرشحين قبل أسبوعين من انتخابات الرئاسة الأميركية

TT

شكك الرئيس الاميركي جورج بوش في «قدرة السناتور جون كيري على قيادة البلاد» بينما قال مرشح الحزب الديمقراطي ان خصمه «تجاهل الطبقة الوسطى» مع احتدام سباقهما الرئاسي وانتقاله الى ولايتين حاسمتين.

وفي الوقت الذي تظهر فيه استطلاعات الرأي أن المنافسة شديدة قبل 17 يوما من الانتخابات المقررة في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني)، قام بوش بجولة في فلوريدا حيث وصف كيري بأنه «انتهازي سياسي غير مؤهل للقيادة وسط تهديدات كبرى موجهة الى الولايات المتحدة».

وقال بوش ان تصويت كيري قبل عام معارضا لطلب 87 مليار دولار لتمويل حرب العراق «يتعارض مع تصويته في وقت سابق مؤيدا لاستخدام القوة». وأضاف الرئيس: «تناقضاته تشكك في مصداقيته وقدرته على قيادة امتنا». وكان برفقته شقيقه، جيب بوش، حاكم ولاية فلوريدا التي مكنت جورج بوش من الوصول الى البيت الابيض عام 2000 على حساب الديمقراطي، آل غور، بعد معركة لاعادة فرز الاصوات حسمتها المحكمة العليا الاميركية. وانتقد بوش أيضا تصريحات أدلى بها كيري في مركز تسجيل الناخبين في دي موين وقال فيها ان هناك احتمالا كبيرا لجعل الخدمة العسكرية الزامية اذا انتخب بوش لولاية ثانية، رغم أن الرئيس قال في مناظرة مع كيري بثت على شاشات التلفزيون الاسبوع الماضي ان هذا لن يحدث.

وقال بوش في تجمع انتخابي في دايتونا بيتش بولاية فلوريدا: «لن تكون هناك خدمة الزامية، وايا كان ما يحاول خصمي أن يقوله للناس ويخيفهم به فسيكون جيشنا كله من المتطوعين، الشخص الوحيد الذي يتحدث عن الخدمة الالزامية هو خصمي».

وزار كيري ولاية اوهايو، وهي ساحة مهمة أخرى في المعركة الانتخابية، حيث هاجم سجل بوش الاقتصادي. وقام كيري عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ماساتشوستس بعشرين زيارة العام الحالي للولاية التي تحتدم فيها المنافسة والتي فاز بها بوش بفارق طفيف في انتخابات عام 2000. غير أن اوهايو فقدت 173 ألف وظيفة في قطاع الصناعات التحويلية خلال رئاسته للبلاد. وقال كيري أمام اجتماع لاحد المجالس البلدية: «السيد الرئيس: ملايين الاميركيين الذين فقدوا وظائفهم في عهدك ليسوا شخصيات وهمية او خرافية، انها اسر تنتمي للطبقة المتوسطة.. وقد ادرت لها ظهرك على مدى اربع سنوات». وجاءت تصريحات كيري بعد تصريحات أدلى بها وزير الخزانة، جون سنو، وقال فيها: «المزاعم مثل تلك التي تقول ان بوش سيكون اول رئيس ينهي فترة بوظائف اقل مما كانت عليه عندما بدأ ولايته ليست أكثر من وهم وخرافات».

وحصل كيري امس على تأييد صحيفة «نيويورك تايمز» التي وصفت في مقالها الافتتاحي رئاسة بوش للبلاد بأنها «كارثة» واتهمته بتحويل الحكومة الى اليمين المتطرف. وأضافت أن لدى كيري صفات يمكن أن تشكل الاساس لرئيس عظيم وليس مجرد تحسن متواضع عن أداء الرئيس المنتهية ولايته.

وصعد بوش وكيري من حربهما الكلامية في الايام الاخيرة بعد المناظرة الثالثة والاخيرة بينهما يوم الاربعاء الماضي. واتهم المرشحان أحدهما الاخر بالانفصال عن الواقع في ما يتعلق بقضايا داخلية مثل الاقتصاد والرعاية الصحية وايضا في ما يخص العراق والحرب على الارهاب. وقال بوش في حشد انتخابي في ولاية فلوريدا اول من امس: «في وقت يشهد تهديدات كبرى لبلادنا... في وقت يشهد تحديات كبرى للعالم... يتعين على القائد ان يتمسك بالمبدأ وليس المواقف المتقلبة التي تمليها السياسة».

وفي الوقت الذي ركز فيه كيري على القضايا الاقتصادية، انتقد ايضا تعامل بوش مع حرب العراق. كما قال انه كان يتعين على بوش ان يبذل المزيد من الجهد للحيلولة دون حدوث نقص في مصل واق من الانفلونزا حدث بسبب مشاكل في شركة بريطانية.

وأضاف: «عندما يتعلق الامر بالواقع فإن لدى جورج بوش استراتيجية بسيطة: تجاهل الامر وانكاره وبعدئذ محاولة اخفائه». واستغل بوش خطابه الاذاعي الاسبوعي لمهاجمة كيري بوصفه «ليبراليا» في ما يتعلق بالضرائب والقضايا الاجتماعية مثل الاجهاض وزواج المثليين. وقال: «انه يعد الآن بتخصيص اكثر من 2.2 تريليون دولار جديدة للانفاق وسيتطلب تمويلها فرض زيادات ضريبية كبيرة على الشركات الصغيرة والطبقة المتوسطة». ووصف كيري، الذي بدأ امس حملة انتخابية في فلوريدا تنتهي اليوم، تصريحات بوش بأنها «أساليب تخويف».

* توفي بيار سالينجر، المتحدث السابق باسم البيت الابيض خلال ولايتي الرئيسين جون كنيدي وليندون جونسون، اول من امس عن 79 عاما نتيجة ازمة قلبية في مستشفى كافايون (فوكلوز)، كما اوضحت زوجته صباح امس، واضافت انه سيوارى الثرى في الولايات المتحدة.