بوش يحتفظ بتقدمه على كيري في الاستطلاعات والناخبون الكاثوليك منقسمون في تأييدهم للمرشحين

TT

أظهر استطلاع للرأي أجرته «رويترز» بالاشتراك مع «مركز زغبي» أعلنت نتائجه اول من امس احتفاظ بوش بتقدمه بأربع نقاط على كيري بين الناخبين لليوم الثاني على التوالي.

وأظهر استطلاعان للرأي أجرتهما مجلتا «تايم» و«نيوزويك» وأعلنت نتائجه في اليوم نفسه تقارب المرشحين بشكل كبير. وأظهر الاستطلاعان اللذان أجرتهما كل من المجلتين يومي الخميس والجمعة تقدم بوش بنسبة 48 في المائة مقابل 46 في المائة لصالح كيري بين الناخبين المسجلين، ويبلغ هامش الخطأ للاستطلاعين أربع نقاط.

وأظهرت استطلاعات للرأي أجريت عقب المناظرة تفوق كيري في جميع المناظرات مما ساعد على تضييق الهوة بينه وبين بوش الذي كان متقدما في سبتمبر (ايلول) بفارق كبير عقب المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري.

من جهة اخرى يسعى المرشحان للحصول على اصوات الناخبين الكاثوليك المنقسمين الذين ظل شعورهم بالانتماء الى الكنيسة يضعف تدريجيا. وقال جون وايت، استاذ العلوم السياسية في الجامعة الكاثوليكية الاميركية في واشنطن: «ليس هناك ناخبون كاثوليك في الواقع والناس لا يصوتون حسب انتمائهم الديني».

واضاف قوله: «الكاثوليك كانوا يشعرون قبل اربعين عاما بالتمييز حيالهم، لذلك كان ثمة شعور قوي بالانتماء الى الكنيسة تغذيه عقود من التمييز في التوظيف والتمييز العرقي والديني، لكن هذا كله انتهى».

وكان انتخاب المرشح الديمقراطي جون كنيدي ليصبح اول رئيس اميركي كاثوليكي في الستينات قد اثار ردود فعل عنيفة من جانب الاغلبية البروتستانتية. وقد هدأ التوتر اليوم ولم يثر انتماء جون كيري الى الكنيسة الكاثوليكية اي رد فعل محدد في الحملة الانتخابية.

وقال وايت: «هذا لا يعني ان الدين لا اهمية له. لو كان هناك مرشح مسلم للرئاسة لشهدنا جدلا كبيرا في هذا الشأن، فقد شهدنا جدلا حول الديمقراطي جو ليبرمان الذي كان اول يهودي يتم ترشيحه من قبل احد الحزبين الكبيرين عام 2000. لكن هذا الجدل كان محصورا».

ويشكل الكاثوليك، الذين يبلغ عددهم 65 مليونا، حوالي 23% من الاميركيين، وهم متحدرون من المهاجرين الايرلنديين او الايطاليين او البولنديين، الى جانب عدد متزايد من الناطقين بالاسبانية والآسيويين.

الا ان المرشحين لا يترددان في توجيه الرسائل للكاثوليك للحصول على اصواتهم. ويذهب كيري الى قداس الاحد بانتظام لكنه لا يعبر عن قناعاته الدينية بالحماسة التي يبديها بوش البروتستانتي الذي يقرأ الكتاب المقدس يوميا ويردد باستمرار ان الكنيسة غيرت حياته. ويرى جون وايت ان «الفارق الكبير في الناخبين ليس بين البروتستانت والكاثوليك، بل بين الذين يذهبون الى القداس بانتظام والآخرين. فالاوائل محافظون اكثر في قضايا مثل زواج مثليي الجنس او الاجهاض».

ويحاول المرشح الجمهوري اقناع المحافظين من الناخبين الكاثوليك بمعارضته الاجهاض وزواج المثليين والابحاث على الخلايا الجذعية الجنينية. وقد استقبله البابا يوحنا بولس الثاني في الفاتيكان في يونيو (حزيران). وفي اغسطس (آب)، شارك في دالاس في ولاية تكساس في الاجتماع السنوي العام للمنظمة الكاثوليكية الخيرية المحافظة «فرنسا كولومبوس» التي تضم 1.6 مليون عضو.

اما كيري، سناتور عن ماساتشوسيتس الولاية التي يشكل الايرلنديو الاصل الكاثوليك غالبية سكانها، فيدعم خيار المرأة الحر وان كان يعارض شخصيا الاجهاض. وقد ادى هذا الموقف الى توجيه تحذير له من قبل رجال الدين الكاثوليك الذين يرفضون التعامل مع السياسيين المؤيدين لحق الاجهاض.

وكشفت استطلاعات الرأي الاخيرة ان الكاثوليك منقسمون بين المرشحين مع تقدم لبوش. وافاد استطلاع اجراه معهد «بيو» في منتصف سبتمبر (ايلول) الماضي ان 49 في المائة من الكاثوليك يفضلون المرشح الجمهوري مقابل 42 في المائة يفضلون المرشح الديمقراطي. وعام 2000، صوتت غالبية الناخبين الكاثوليك للمرشح الديمقراطي آل غور لكن بفارق طفيف بلغ ثلاث نقاط عن بوش.