مستقبل لوكاشينكو يتقرر في استفتاء مواز للانتخابات البرلمانية في روسيا البيضاء

TT

كشفت وقائع الامس في روسيا البيضاء (بيلاروس) اهتماما متزايدا من جانب الاوساط السياسية المحلية والعالمية بنتائج الاستفتاء الذي اجري امس موازيا للانتخابات البرلمانية هناك. وكانت الاوساط المعارضة في البلاد قد اعربت عن مخاوفها من احتمالات تزوير نتائج الاستفتاء على تغيير الدستور بما يكفل للرئيس الحالي الكسندر لوكاشينكو (تنتهي فترة رئاسته عام 2006) الترشيح لفترة رئاسة ثالثة ورابعة وهكذا دواليك.

وتثير الصيغة المطروحة لهذا الاستفتاء الكثير من التساؤلات لما تتضنمه من ايحاءات حول امكانية الاستئثار بالمنصب مدى الحياة من دون اي قيود زمنية. وكان السؤال المطروح على الاستفتاء:« هل تسمحون لأول رئيس لجمهورية بيلاروس، الكسندر جريغوريفيتش لوكاشينكو، بالمشاركة كمرشح لرئاسة الجمهورية في الانتخابات الرئاسية، وهل تقبلون تغيير الشطر الاول من المادة 81 من الدستور إلى ما يلي: ينتخب الرئيس لمدة خمس سنوات من جانب شعب جمهورية بيلاروس على اساس الحق الانتخابي العام الحر المتكافئ المباشر في ظل تصويت سري»؟ وبذا تنتفي الحاجة إلى ما يتضمنه الدستور الحالي حول استحالة ان تنتخب شخصية واحدة لمنصب الرئيس اكثر من فترتين. وبينما خرجت المظاهرات في بيلاروس تندد بهذا التوجه خلال الفترة التي سبقت موعد اجراء الانتخابات واعربت الاوساط الغربية عن امتعاضها لما وصفته بـ«انتهاك الديمقراطية والجنوح نحو اساليب الحكم الشمولية»، اتخذ لوكاشينكو موقفا يحاول ان يضفي عليه شيئا من اللامبالاة. فقد قال في اول تصريحات ادلى بها عقب ادلائه بصوته في انتخابات واستفتاء امس: «أن يعرب الغرب عن قلقه مسألة ليست جديدة. فعلى مدى عشر سنوات وطوال فترة عملي، هناك من يعرب عن قلقه بشأن أحوال بلادنا».

وطالب الغرب بأن «يكف عن الاعراب عن قلقه بشأن الديمقراطية في بيلاروس وان يهتم بقضاياه الذاتية اكثر نظرا لأن مشاكله تزيد كثيرا عما هو موجود في بيلاروس». واردف قوله انه اذا اجاب الشعب في الاستفتاء بنعم فإنه سيعمل بشكل افضل وعلى نحو يتسم بمزيد من الثقة بما يعني انه ينتهج الطريق الصحيح... انه يعمل من اجل الشعب وليس لخدمة مجموعة او عشيرة. وكان لوكاشينكو قد انتقد ما صدر عن الكونغرس الأميركي من قرارات وبيانات تتهم سلطات بيلاروس بانتهاط الديمقراطية وحقوق الانسان وما اعربت عنه الجمعية البرلمانية الاوروبية من شكوك حول نزاهة الانتخابات والاستفتاء في بلاده. واصدرت وزارة خارجيته بيانا تقول فيه ان الخارجية الأميركية «تمارس الضغط على المراقبين الدوليين بهدف توجيهم نحو تسجيل تقديراتهم السلبية للعملية الانتخابية في بلادنا». ومن جانبها اشارت وكالة «ريا نوفوستي» الروسية إلى ما قامت به سلطات بيلاروس من اجراءات تهدف لاستمالة الناخبين مثل رفع المرتبات ومعاشات المتقاعدين بنسبة 150% والاشارة في نشرات الاخبار إلى ان اسعار المواد الغذائية التي ستباع على مقربة من اللجان الانتخابية ستكون معفية من الضرائب.

ورغم ذلك، اشارت اذاعة «صدى موسكو»، المعروفة بتوجهاتها الموالية للغرب، إلى ان الاستطلاعات التي أجرتها المؤسسات الدولية والروسية تقول ان الاغلبية في بيلاروس لا تؤيد مبادرة لوكاشينكو. وقالت ان الاوساط المعارضة هناك تعرب عن مخاوفها من ان السلطات ستقدم على تزوير نتائج هذا الاستفتاء. وكان ممثلو الاوساط المعارضة قد قاموا في وقت سابق بتوزيع المنشورات التي تدعو للمشاركة في المظاهرات التي ينظمونها احتجاجا على نتائج الاستفتاء.