.. وتعلن تقديم مليوني دولار مساعدة للفلوجة ومفاوض المدينة المفرج عنه يؤكد الرغبة في حل سلمي

TT

أعلن رئيس الوزراء اياد علاوي امس، ان الحكومة قررت تقديم مليوني دولار كمساعدة انسانية للمدينة. وقال امام المجلس المجلس الوطني المؤقت «قررنا ارسال مساعدات انسانية عاجلة وتخصيص مبلغ مليوني دولار لهذا الغرض»، في حين اعلن خالد الجميلي كبير مفاوضي مدينة الفلوجة بعد أن افرجت عنه القوات الأميركية امس ان المدينة الواقعة تحت سيطرة المقاتلين ما زالت تتعطش للسلام بالرغم من وقف المحادثات مع الحكومة العراقية المؤقتة، في حين تواصلت المعارك في المدينة يوم اول من امس بين القوات الاميركية والمقاتلين تخللتها غارات جوية اميركية استهدفت مواقع في الفلوجة. وقال رئيس الوزراء اياد علاوي امس ان الحكومة قررت تقديم مبلغ مليوني دولار كمساعدة انسانية لمدينة الفلوجة. وقال امام المجلس الوطني المؤقت «قررنا ارسال مساعدات انسانية عاجلة وتخصيص مبلغ مليوني دولار لهذا الغرض». وأضاف «بدأنا مفاوضات مع اهل الفلوجة وما تزال مستمرة، فهناك عناصر ارهابية من خارج العراق متمركزة في المدينة وضواحيها، كما ان هناك عناصر اجرامية من النظام السابق تعمل على تخويف سكان المدينة». وتابع علاوي «أبلغناهم اما ان تقدموا على ذلك بأنفسكم او ان تدعونا نتولى ذلك». وأكد «اننا سنستنزف كل الطاقات من اجل التوصل الى حل سلمي يحفظ كرامة اهل الفلوجة، لكننا في الوقت ذاته لن نتساهل في مسألة حفظ الأمن».

وقال الجميلي بعد الافراج عنه انه لا يعلم ما حدث فيما يتعلق بالمفاوضات لانه كان «منقطعا عنها لأربعة أو خمسة أيام».

وكانت قوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) اعتقلت الجميلي ومدير شرطة الفلوجة صابر الجنابي واثنين من عناصر الشرطة بينما كانوا ينقلون عائلاتهم الى خارج المدينة لتأمين سلامتهم يوم الجمعة الماضي، وذلك بعد تصاعد المواجهة العسكرية بين قوات الحكومة العراقية والقوات الاميركية من جهة، والمسلحين الذين يسيطرون على المدينة من جهة اخرى. وما زال ضباط الشرطة محتجزين لدى القوات الأميركية.

وأشار الجميلي الى استمرار المعارك والقصف الجوي الاميركي، وقال انه لا يعتقد أن «سكان الفلوجة يرغبون في هذا النوع من السلام وانما يريدون سلاما حقيقيا وليس السلام الذي يطعن من الخلف ويضرب ويدمر المنازل ويقتل النساء». وتساءل عمن «يسأل عن السلام في الوقت الذي تسقط فيه القنابل وتقتل فيه النساء».

وانهارت المحادثات التي تهدف للتوصل لهدنة وعودة قوات الامن العراقية للفلوجة الاسبوع الماضي بعد أن هدد رئيس الوزراء علاوي بمهاجمة المدينة الا اذا سلمت الأصولي أبو مصعب الزرقاوي وأتباعه. وقال الجميلي أن الفلوجة علقت المفاوضات بالرغم من أنها أحرزت تقدما بسبب اعتقالات مثل اعتقاله وبسبب السياسات الأميركية. والجميلي عضو في مجلس يضم شخصيات قبلية بارزة وزعماء المقاتلين في الفلوجة.

ويقول الجيش الأميركي والحكومة العراقية المؤقتة ان الفلوجة أصبحت قاعدة أساسية لشبكة الزرقاوي التي يلقى باللوم فيها على تفجيرات انتحارية بالعراق واعدام رهائن. ويرغب الجيش الأميركي والحكومة العراقية في القضاء على جماعة الزرقاوي واستعادة السيطرة على كل المناطق الواقعة تحت سيطرة المقاتلين قبل الانتخابات المقرر اجراؤها في يناير (كانون الثاني) المقبل.

وتحدى الجميلي الحكومة مطالبا اياها بأن تثبت انها جادة فيما يتعلق باحلال السلام في المدينة، مضيفا ان البحث عن الزرقاوي مجرد حجة أميركية لمهاجمة الفلوجة مقارنا ذلك بالتأكيدات الأميركية قبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة ضد العراق العام الماضي بأن الرئيس العراقي السابق صدام حسين يملك أسلحة للدمار الشامل. وقال الجميلي انه اذا كان الأميركيون يرغبون في ابداء حسن نواياهم فعليهم وقف الغارات الجوية ولكن هذا لا يحدث.

وكانت الشرطة العراقية اعلنت امس افراج الجيش الاميركي عن الجميلي. وقال سلام محمد من شرطة المدينة ان «الاميركيين قاموا بتسليمه لنا وواكبناه حتى منزله».

واعتبر عبد الحميد جدوع العضو الاخر في الوفد المفاوض الذي كان اعلن اعتقال الجميلي ان «اطلاق سراح هذا الاخير خطوة في الاتجاه الصحيح».

واجاب ردا على سؤال عن عودة محتملة للمفاوضات مع الحكومة، ان الافراج عن الشيخ خالد «خطوة في الاتجاه الصحيح، واذا توقف القصف سيكون ذلك خطوة ايجابية ثانية ومن الممكن حينها اعادة فتح قنوات التفاوض».

الى ذلك قصفت طائرات أميركية الفلوجة اول من امس وخاض الجنود معارك ضد مقاتلين متهمين بتشكيل درع لحماية مقاتلين أجانب يتزعمهم الاصولي أبو مصعب الزرقاوي.

وذكر بيان صحافي تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منه امس ان قوات مشاة البحرية تبادلت اطلاق نار مع المسلحين في شرق وجنوب الفلوجة واستمر ذلك لاكثر من تسع ساعات قصف الجيش الاميركي خلالها عشرة مواقع في المدينة.

وقال ان «القوات المشتركة نفذت منذ الرابع عشر من الشهر الجاري عمليات منسقة لتحديد وعزل المجاميع المسلحة لمنعها من تنفيذ هجمات في انحاء العراق المختلفة».

وقال شهود عيان ان المعارك هدأت عند الغروب مع انسحاب القوات الأميركية من المواقع الامامية. وقال مسؤولون بمستشفيات ان أربعة مدنيين بينهم طفل قتلوا خلال أعمال العنف. وأصيب 12 بينهم طفل وامرأة.