مدير الأخبار في إذاعة فرنسا الدولية يرغم على الاستقالة بعد انتقادات لإسرائيل

TT

أرغم ألان مينارغ الصحافي الفرنسي المعروف مدير الاخبار والمدير العام المساعد لإذاعة فرنسا الدولية، التي تضم اذاعة مونت كارلو الناطقة بالعربية، على الاستقالة امس بعد الحملة العنيفة التي تعرض لها بسبب تصريحات انتقد فيها السياسة الاسرائيلية وميل اليهود الى «الانعزال» في غيتوات، ووصفه اسرائيل بـ«دولة عنصرية»، بمناسبة لقاء في مقر استقبال الصحافة الاجنبية في باريس لتقديم كتابه الجديد «حائط شارون» في 6 اكتوبر (تشرين الأول) الجاري.

واشتدت الحملة بعد حديث ادلى به لتلفزيون LCI الاخباري ثم في 12 اكتوبر لاذاعة «كورتوازي». وفي الحديث الاخير، عزا مينارغ تجمع اليهود في البلدان الاوروبية قديما لرغبة لديهم للانعزال، داعما بما حصل في مدينة البندقية حيث ظهر اول غيتو لليهود في العالم.

وكانت هذه التصريحات كافية لإثارة حملة شعواء ضد مينارغ الذي عين في مناصبه الجديدة في يوليو (تموز) الماضي. وجاءت اولى ردود الفعل من العاملين في اذاعة فرنسا الدولية ثم من النقابات الفاعلة فيها وذلك على خلفية حملة ضاغطة من المنظمات اليهودية وتلك المتعاطفة معها تدعو الى إقالة مينارغ من مناصبه. فنهار السبت الماضي، دعا جيل وليام غولدنادل وهو نائب رئيس جمعية فرنسا ـ اسرائيل «مسؤولي الجالية اليهودية وكل الرجال ذوي الارادة الحسنة» الى تنظيم مظاهرة امام مقر الاذاعة الفرنسية للمطالبة بإقالة مينارغ الذي يعرف العالم العربي جيدا وسبق له ان تجول فيه طيلة 15 عاما وله عنه عدة كتب قيمة. وقال غولدنادل انه ينوي تقديم دعوى ضده امام المحاكم. وسبقه الى ذلك تييري الأشقر، مسؤول الاعلام في منظمة بناي بريث اليهودية، فرع اوروبا الذي اعتبر تصريحات مينارغ دعوة لـ«تأجيج الحقد العرقي».

غير ان رصاصة الرحمة اطلقت على مينارغ من قبل وزارة الخارجية الفرنسية. فقد اعلن هيرفيه لادسو، الناطق باسمها يوم الجمعة الماضي ان تصريحات مينارغ عن اسرائيل «غير مقبولة» مما يعني باللغة غير الدبلوماسية ان عليه ان يرحل، خصوصا ان الخارجية الفرنسية هي الجهة الحكومية المشرفة على الاذاعة التي يعين مجلس الوزراء رئيسها فضلا عن انها تعتبر «الناطقة» باسم الحكومة الفرنسية في الخارج وناقلة صورة فرنسا اليه.