بوش يعد الأميركيين باعتماد استراتيجية تقوم على «الحرب الاستباقية» ويزيد ميزانية الأمن الداخلي بـ 900 مليون دولار

TT

بعد ان أظهرت العديد من استطلاعات الرأي الأخيرة الأهمية القصوى لموضوعي الأمن والعراق لدى الناخب الأميركي، سارع الرئيس الجمهوري جورج بوش أمس بالإعلان عن مشروع قانون جديد يزيد ميزانية الأمن القومي والداخلي، وإلقاء خطاب شرح فيه خطته المستقبلية لمحاربة الإرهاب التي تعتمد على ان تشن أميركا حروبا استباقية.

وقال الرئيس الأميركي في خطابه في ولاية نيوجيرسي ان استعداداته لمكافحة الإرهاب هي أفضل بكثير من خطط منافسه بالحزب الديمقراطي جون كيري. وسخر بوش من تعليقات لكيري حول «الحرب على الإرهاب»، اذ قال كيري لجريدة «نيويورك تايمز» ان على أميركا ان تعود الى ما كانت عليه في الماضي «تعيد الارهاب الى مجرد شيء مزعج ولا تضخمه على النحو الحاصل الان». وقال بوش ان هدفه «هزيمة الإرهاب حيثما كان وان تبقى الولايات المتحدة في وضع الهجوم».

كما وافق بوش على مشروع قانون يمنح وزارة الأمن الداخلي مبلغ 33 مليار دولار كجزء من الميزانية للعام المالي الجديد الذي بدأ الشهر الجاري يخصص لمحاربة الإرهاب. ويزيد هذا المبلغ بحوالي 900 مليون دولار عما طلبه بوش من الكونغرس في بادئ الأمر ويخصص من المبلغ حوالي 3.6 مليار دولار تذهب للشرطة و876 مليون دولار للمدن التي تعتبر أماكن جاذبة للإرهابيين وحوالي 1.1 مليار دولار للولايات. وتأتي هذه الخطوات من جانب بوش كرد صريح على اتهامات كيري ان بوش لم يقم بفعل ما هو كاف لتمويل الأمن الداخلي او مكافحة الإرهاب.

وكان كارل روف، كبير مستشاري الرئيس بوش واحد المخططين الاستراتيجيين له، قد صرح للصحافيين أول من أمس ان الخطاب في نيوجيرسي، وهي ولاية ديمقراطية، سببه ان الكثير من اهل هذه الولاية قد عاينوا آثار الإرهاب اثر 11 سبتمبر (أيلول)، اذ يعمل الكثير من الولاية في مدينة نيويورك القريبة وقتل 700 شخص منهم في انهيار برجي التجارة. وقال روف «يمكنك رؤية البرجين من أماكن كثيرة في نيوجيرسي. والكثير من الناس والكثير من المجتمعات في نيوجيرسي شعروا بأثر 11 سبتمبر. اعتقد ان ذلك جعلهم أكثر إحساسا، بينما نقترب من النهاية، بالسؤال الجوهري وهو من هو الأقدر على حماية أميركا».

إلى ذلك، انتقد جون ادواردز المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس، بوش أمس، ورد على خطابه في نيوجرسى، قالا ان بوش يحاول استغلال مأساة قومية مثل 11 سبتمبر من اجل أغراضه الشخصية الانتخابية. وتابع ادواردز «ان بوش يتلاعب بمخاوف الناس، انه يستغل مأساة قومية من اجل منفعة شخصية. ان واحدا من اكبر علامات الضعف والفشل هو ان تلجأ الى سياسات الخوف، وهذا هو ما يفعله بوش اليوم».

وأضاف «انه يحاول مرة أخرى خداع الشعب الأميركي ليصدقوا انه هو الوحيد الذي يمكنه ان يحارب الإرهاب والفوز بالحرب على الإرهاب. لقد دافع جون كيري عن هذا البلد وهو شاب وسيدافع عنه كرئيس للولايات المتحدة». وأكد ادواردز ان بوش قدم سيلا متواصلا من الفشل خلال فترة ولايته، كما اتهم الرئيس بخلق بؤر جديدة للإرهابيين، موضحا انه سيفشل في الحرب ضد الإرهاب لانه لا يعرف كيف يقود. ان أعمال بوش الفاشلة تشهد بشكل اكبر من أقواله».