الوزراء الأوروبيون يفشلون في تجاوز انقسامهم إزاء مقترح إقامة مخيمات للاجئين في شمال أفريقيا

TT

فلورنسا (ايطاليا) ـ أ.ب: فشل وزراء داخلية اكبر خمس بلدان اوروبية في تجاوز انقساماتهم ازاء مقترح يدعو الى اقامة مخيمات للاجئين في منطقة شمال افريقيا. فقد رفض وزيرا الداخلية الفرنسي والاسباني امس هذا المقترح الالماني الداعي الى اقامة مخيمات يجري فيها تقييم وضع اللاجئين قبل وصولهم الى اوروبا. وكان هذا المقترح في صلب مباحثات وزراء داخلية فرنسا واسبانيا والمانيا وايطاليا وبريطانيا، طيلة اليومين الماضيين، في مدينة فلورنسا.

وفي مؤتمر صحافي اعقب الاجتماع غير الرسمي، قال وزير الداخلية الفرنسي دومينيك دو فيلبان: «بالنسبة لفرنسا، فانه من غير الوارد ان تقبل مخيمات او ملاجئ من اي نوع»، مضيفاً ان ان سياسة الهجرة يجب ان تقرر مع المنظمات الدولية والدول التي ينطلق منها المهاجرون وليس فقط من قبل دول الاتحاد الاوروبي. كذلك عبر وزير الداخلية الاسباني انتونيو الونصو عن اعتراضه على الفكرة التي تفتقر «الضمانات الانسانية».

وكان مقترح اقامة مخيمات للاجئين قد اطلقه وزير الداخاية الالماني اوتو شيلي، بدعم من ايطاليا. ولقيت الفكرة مزيجاً من القبول والاعتراض، سواء على المستوى الاوروبي او المحلي، مع بعض المخاوف من ان المخيمات المفترضة لن تمنح المهاجرين فرصة عادلة للحصول على اللجوء.

وقال شيلي امس انه لا يزال يؤيد الفكرة التي «تتعامل مع المشكلة في مهدها»، مضيفاً ان المخيمات ستنظر في طلبات اللاجئين قبل ان يغامروا بحياتهم ويقوموا بالرحلات الخطيرة عبر البحر المتوسط. وقال وزير الخارجية الايطالي جيوسيبي بيسانو امس ان اي خطة لاقامة مخيمات لللاجئين يجب ان تكون جزءاً من سياسة اوسع للتعامل مع ظاهرة الهجرة غير الشرعية.

وحضر وزير الداخلية البريطاني ديفيد بلانكيت ايضاً اللقاء في فلورنسا الا انه غادر قبل المؤتمر الصحافي لارتباطات برلمانية. وقالت بريطانيا انها ترحب بالمناقشات حول اقامة مخيمات اللاجئين في شمال افريقيا، وان هناك «حاجة ضاغطة» لمعالجة تدفق المهاجرين غير الشرعيين الى اوروبا.

وسنوياً يمر عشرات الآلاف من المهاجرين بدول شمال افريقيا قصد الوصول الى اوروبا. وتعاني من هذه الظاهرة ايطاليا اكثر من الدول الاخرى، على اعتبار ان قوارب اللاجئين تصل بشكل مستمر الى الجزيرة الايطالية الصغيرة لامبيدوسا، بسبب قربها من افريقيا اكثر من قربها من الاراضي الايطالية.

وتعرضت ايطاليا الى الانتقاد بخصوص سياستها الجديدة الخاصة بابعاد سريع للمهاجرين القادمين من ليبيا. وقالت منظمات حقوقية ان هذه الخطوة تمنع المهاجرين الحقيقيين من فرصة الحصول على اللجوء.

وقد بحث الوزراء في لقاء فلورانسا ايضا مكافحة الارهاب الدولي وتهريب المخدرات والجريمة. وفي بيان مشترك بعد المباحثات، قال الوزراء انهم يأملون ادخال التكنولوجيا الرقمية الخاصة ببصمات الاصابع على جوازات السفر التي تصدرها بلدانهم ابتداء من عام 2006 .