مئات الجنود الإسرائيليين سيقاومون بالسلاح عمليات إخلاء المستوطنات والمخابرات الإسرائيلية تحذر قادة اليمين المتطرف من مغبة هذا التطور

TT

مع تصاعد الضغوط السياسية الداخلية على رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، للتراجع عن خطة الفصل او لاخضاعها الى الاستفتاء الشعبي، تتنامى جرأة اليمين المتطرف في اسرائيل لدرجة التهديد بالمقاومة المسلحة لدى اخلاء المستوطنات في قطاع غزة وشمال الضفة الغربية.

فقد تبين ان مجموعة من المتطرفين الذين اتهموا في الماضي بالانتماء الى عصابات الارهاب اليهودية وتنفيذ أو التخطيط لتنفيذ عمليات ارهاب ضد الفلسطينيين، عادوا الى ساحة النشاط العملي. وقاموا خلال مظاهرات اليمين في الاسبوع الماضي بجمع اسماء من جنود الجيش الاسرائيلي النظامي والاحتياطي، الذين أبدوا الاستعداد لحمل السلاح ومقاومة اخلاء المستوطنات المذكورة عند تطبيق خطة الفصل، وهم يواصلون هذا النشاط حتى اليوم.

وعلم ان دائرة اليهود في المخابرات العامة «الشاباك» استدعت في الأيام الأخيرة عددا من قادة حركات اليمين المتطرف في اسرائيل وحذرتهم من مغبة هذا التطور الخطير، وأبلغتهم بانها ستمارس ضدهم القانون بصرامة.

وتقدر المخابرات الاسرائيلية ان هناك المئات من نشطاء اليمين المستعدين لممارسة العنف. واذا لم يعالجوا كما يجب، يمكن ان يتضاعفوا ليصبحوا عدة ألوف، معظمهم مسلحون بسبب خدمتهم في الجيش او عملهم في الحراسة داخل المستوطنات في المناطق المحتلة.

ويقف في وسط هذه الحركات تنظيم «كاخ»، الذي اسسه رجل الدين اليهودي مئير كهانا، الذي يدعو الى ترحيل العرب عن سائر فلسطين. وقتل كهانا في الولايات المتحدة عى يد اصولي مصري اسمه سيد نصير عام 1995، لكن تلاميذه واصلوا النشاط. وفي سنة 1994، عندما قام احد هؤلاء التلاميذ وهو باروخ غولدشتاين، بارتكاب مذبحة الخليل اخرجت الحركة عن القانون. لكن اعضاءها استمروا في النشاط تحت اسماء اخرى. وانقسموا الى قسمين، احدهما برئاسة نوعم فدرمن دايتان بن جبير (وهما من المستوطنين في قلب الخليل) وميخائيل بن حورين (ويسكن في احدى مستوطنات هضبة الجولان السورية المحتلة)، والثاني برئاسة باروخ مارزل، وهو مستوطن في الخليل، وخاض الانتخابات الأخيرة للكنيست ولم يعبر نسبة الحسم، لكنه حصل على 37 ألف صوت.

كما ان هناك تنظيمات اخرى لليمين المتطرف بينها «شبيبة التلال»، وهم الذين يقودون الاستيطان في البؤر الاستيطانية الجديدة التي تطلب الولايات المتحدة ازالتها ويعجز عن ذلك شارون حتى الآن، و«النساء بالأخضر»، وهو تنظيم نسائي يعمل بالأساس ضد التنظيمات النسائية اليسارية، وتنظيم «زو ارتسينو» (هذه ارضنا)، الذي انضم الى الليكود برئاسة موشيه فايغلين، ليحاول التأثير على سياسته من الداخل، و«متسوداة يهودا» (قلعة يهودا)، التي تعمل بالأساس في منطقة الحرم القدسي الشريف في القدس المحتلة. وتهدد بالتشويش على خطة الفصل عن طريق اثارة القلاقل في الحرم، وحركة الحاخامات السبعة، الذين يصدرون الفتاوى الدينية التي تجيز محاربة خطة شارون بكل الوسائل، وتشجيع التمرد على الأوامر العسكرية باخلاء المستوطنين.

وتستمد هذه القوى التشجيع الكبير من نشاط السياسيين اليمينيين الواسع ضد خطة الفصل. وهم الآن يتبنون فكرة فرض الاستفتاء الشعبي على شارون حول هذه الخطة، متأملين ان ترفضها الاكثرية مثلما حصل في الاستفتاء في الليكود.

يذكر ان غالبية قادة المعسكر اليميني في اسرائيل يؤيدون هذا الاستفتاء ويضغطون على شارون لقبوله. وفي يوم امس اتضح ان الرئيس الاسرائيلي موشيه قصاب، ايضا يؤيد الاستفتاء. وحاول اقناع شارون بذلك خلال جلسة بينهما. كذلك فعل وزير المالية بنيامين نتنياهو وغالبية اعضاء كتلة الليكود في الكنيست.