منظمة الأمن والتعاون في أوروبا: لا شيء يبرر طلب إجراء انتخابات جديدة في أفغانستان

TT

أعلنت «منظمة الأمن والتعاون في اوروبا» امس ان طلب اجراء انتخابات جديدة تقدمت به مجموعة من المرشحين الى اول انتخابات رئاسية مباشرة في افغانستان اجريت اول من امس «غير مبرر». وقال روبرت باري، رئيس بعثة المنظمة لمراقبة مجريات الانتخابات انها «كانت نزيهة في أغلبها وديمقراطية لكن يتعين التحقيق في ما اذا كان هناك حبر يستخدم في تسجيل الناخبين أدى الى وقوع تزوير». وقالت المنظمة، التي أرسلت 40 خبيرا معتمدا: «مثل هذه الدعوات تلقي بالشكوك أيضا حول موقف ملايين المدنيين الافغان الذين أسرعوا الى التصويت».

ورفض الرئيس الافغاني حميد كرزاي المرشح الاوفر حظا في الوصول الى كرسي الرئاسة مطالب منافسيه الـ15 (بين 17) بإجراء انتخابات جديدة. وحثت «مؤسسة افغانستان للانتخابات الحرة والنزيهة»، وهي منظمة مستقلة لمراقبة الانتخابات الافغانية نشرت 2300 مراقب لمتابعة الانتخابات، المنظمين على «فرز الاصوات بدون خضوع لمؤثرات خارجية».

وقال محمد سعيد نيازي رئيس المؤسسة المؤلفة من 13 منظمة انتخابية غير حكومية في مؤتمر صحافي بكابل انه ما زال يجري دراسة في ما إن كان نوع من الاقلام استخدم في التصويت بمراكز الاقتراع وتسبب في اثارة الجدل مجرد مشكلة فنية أم انه انتهاك لقوانين الانتخابات.

واضاف: «نسبة المشاركة الكبيرة تمثل بادرة مشجعة على المشاركة الشعبية في العملية الديمقراطية. ومع انه لابد من بحث مشكلة الحبر الذي استخدم بطريق الخطأ، فقد لوحظ ان ثمة اجواء ديمقراطية سادت في اغلب اللجان الانتخابية».

واستخدم في اللجان الانتخابية نوعان من الاقلام; الاول يسجل به الناخب اختياره في البطاقة الانتخابية والآخر يستخدم لتلوين أصابعه بما يثبت انه أدلى بصوته لمنع تكرار التصويت أكثر من مرة. وتردد أن ثمة اقلاما استخدمت بطريق الخطأ، اذ تسهل ازالة آثارها على الأصابع مما قد يساعد على التزوير حتى قالت هيئة ادارة الانتخابات المشتركة بين السلطات الافغانية والامم المتحدة انها تدخلت وعالجت المشكلة بعد ساعات من بدء التصويت.

وفي منتصف يوم الاقتراع اول من أمس، أعلن جميع المرشحين الخمسة عشر المنافسين لكرزاي المدعوم من واشنطن مقاطعتهم للانتخابات وقالوا انهم «لن يعترفوا بنتائجها بسبب الخلل في نظام منع ادلاء الناخب بصوته أكثر من مرة».

وفي اطار شكوك حول عمليات التسجيل المتعجلة وفي وقت متأخر لنحو 10.5 مليون ناخب، من بين 28 مليون نسمة هم تعداد افغانستان، ترددت اتهامات بشأن تصويت بعض الناخبين اكثر من مرة في انتهاك واضح لنزاهة الانتخابات. وقال نيازي: «اقترحنا فتح تحقيق. اذا لم تكن قضية الحبر مجرد خطأ فني، فستحوم الشكوك حول شرعية الانتخابات». إلا انه اضاف ان التقارير الاولية تشير الى أن الانتخابات «كانت حرة ونزيهة بدرجة كبيرة».

ودعا مراقبون دوليون وأفغان الى اجراء تحقيق شامل في الخلاف حول الحبر وناشدوا المرشحين قبول النتائج. وقالت منظمة الامن والتعاون في بيانها: «كما في بلاد اخرى، لابد أن يكون هناك تحقيق شامل وشفاف مع الشكاوى التي قدمت واتاحة الفرصة لتقديم دليل على تلك المزاعم».

ورفض كرزاي دعوات منافسيه لاجراء انتخابات جديدة، قائلا انه يتعين على منافسيه «احترام ارادة الشعب. أود نصح رفاقي المرشحين الخمسة عشر بأنه يتعين علينا جميعا احترام خروج ملايين الافغان من بيوتهم تحت المطر والثلج ووسط الغبار والانتظار ساعات للادلاء بأصواتهم. لا يمكن حرمان ملايين الناخبين لأن 15 شخصا فقط قالوا: لا». وفي مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية امس، قال كرزاي ان الانتخابات «شكلت هزيمة للارهاب لأن أمن الاقتراع كفلته مشاركة الشعب الافغاني. لقد برهن الشعب على ان الارهاب هزم فعلا في هذا البلد».

وأضاف: «انسحاب المرشحين امر ارفضه بشدة لأنه يتجاهل ارادة الشعب الافغاني التي عبر عنها يوم السبت».

وكان الافغان قد صوتوا بكثافة عالية ولم تعكر هذه العملية اي احداث خطيرة تذكر. وقال مسؤول دولي، تابع العملية الانتخابية بين اللاجئين الافغان في باكستان المجاورة، ان 80 في المائة تقريبا من الافغان المسجلين في الجداول الانتخابية هناك أدلوا باصواتهم.

وقال بيتر اربين، رئيس لجنة الانتخابات في باكستان والمسؤول في «منظمة الهجرة العالمية»، ان اجمالي عدد الناخبين الافغان في باكستان يبلغ 583 الفا من بين 740 الفا مسجلين هناك. وأضاف: «نحن مرتاحون كثيرا لمستوى المشاركة ونعتقد أن ذلك يظهر بوضوح تحمس الافغان للمشاركة في انتخاب رئيسهم».

وقال ان المؤشرات «توضح ان النساء أدلوا بأصواتهن وفق نسبة تمثيلهن من اجمالي الناخبين التي لا تتعدى 28 في المائة. وأضاف اربين ان 260 الف لاجئ افغاني في ايران أدلوا بأصواتهم وهو ما يتجاوز نصف عدد الافغان اللاجئين هناك الذين يحق لهم الادلاء بأصواتهم ويتراوح بين 400 الف و600 الف. وتابع أنه لا يعتقد أن اعلان منافسي كرزاي مقاطعة الانتخابات كان له أي تاثير على الناخبين في باكستان أو ايران.