أعلن عبد الفتاح شحلي، مسؤول الأنظمة المعلوماتية بوزارة النقل والتجهيز المغربية، ان المغرب قدم طلباً الى لجنة النقل الأوروبي التابعة للاتحاد الأوروبي قصد الانضمام الى برنامج «غاليليو» الأوروبي للاتصالات الفضائية، وذلك من أجل الاستفادة من الخدمات المتعددة ذات الصبغة المدنية. وأوضح شحلي لـ «الشرق الأوسط» ان طلب المغاربة لقي استحسانا من طرف المسؤولين الأوروبيين، خاصة وان الفنيين المغاربة يطمحون الى المساهمة في تطوير البرمجيات التطبيقية عبر الأقمارالاصطناعية.
ويعتقد شحلي ان الاتحاد الأوربي لن يرفض طلب المغرب، وسيجري معه مشاورات في هذا الشأن، ولم يحدد أجندة التوقيع على الاتفاق، واكتفى بالقول ان المغرب لن يشارك في هذا البرنامج كمستهلك خدمات بل كمطور لها. وأبرز شحلي ان برنامج «غاليليو» عبارة عن مجرة تضم 30 قمرا اصطناعيا تغطي الارض بأكملها، ويتوفر على مزايا عديدة لا يتوفر عليها البرنامج الأميركي «ج ب س» الأكثر استخداما في العالم حاليا خصوصا في الرحلات الجوية، من بينها الدقة في الرصد.
ونفى شحلي ان يكون برنامج «غاليليو» الأوروبي منافسا للبرنامج الأميركي «ج ب س»، بيد انه لاحظ ان الأميركي يتضمن نوعا ما أخطاء في تقدير المسافة الأرضية قد تصل الى بضعة أمتار بينما البرنامج الأوروبي لن يتجاوز الخطأ في التقدير بضعة سنتمترات. كما انه يتوفر على دقة متناهية في رصد الحركات الجوية والأرضية للطائرات والسفن والعربات المختلفة، وله خاصية اعطاء اشارة الالتقاط في حالة الطلب، فيما يتاخر برنامج «ج ب س» غالبا في الاستجابة لكونه مرتبطاً بالجانب العسكري .
وقالت مصادر متطابقة لـ «الشرق الأوسط» ان المغرب بحكم موقعه الجغرافي وقربه من أوروبا مهتم بتطوير هذا النوع من الاتصالات الفضائية واستخدامها في تتبع حركات النقل الجوي والرفع من كفاءة المراقبة الجوية في أفق تحرير قطاع النقل الجوي والسماح لشركات خاصة استعمال الفضاء المغربي فيما يعرف ببرنامج «السماء المفتوحة».
ويهدف كذلك الى تعزيز دور المراقبة في الملاحة ومراقبة السواحل البحرية والأرصاد الجوية والمناخ والزراعة والصيد البحري، وسيعزز المغرب برنامجه في حماية الثروة السمكية على ضوء احتمال توقيع اتفاق جديد للصيد الأوروبي مع الاتحاد الأوروبي علاوة على رصد حركات المهاجرين السريين النازحين عبر الحدود الجزائرية والموريتانية.
وأكدت المصادر ان برنامج «غاليليو» الأوروبي الذي تشرف عليه وكالة الفضاء الأوروبية، تقدر تكلفته بنحو 7 بلايين يورو، لاقامة شبكة من الاقمار الاصطناعية مرتبطة بشبكة من الرادارات الأرضية. وسيرصد المغرب موازنة لم تحدد قيمتها الاجمالية ستخصص لتمويل مشاريع برنامج «غاليليو» داخل المغرب.