إيران مستعدة للتفاوض على «مدة تعليق» تخصيب اليورانيوم وتؤكد فشل بوش في التعامل مع ملفها «تفاوضيا وعسكريا»

TT

أعلنت ايران انها مستعدة للتفاوض مع الدول الاوروبية حول «مدة تعليق» برنامجها لتخصيب اليورانيوم، مشددة على انها «لن تتفاوض ابدا» حول وقف التخصيب بشكل تام لإرضاء شركائها الاوروبيين والولايات المتحدة. وتضع هذه التأكيدات مسؤولي دول الثماني الذين يبحثون حاليا حزمة اقتراحات لتقديمها لطهران لوقف تخصيب اليورانيوم، امام موقف صعب، اذ بات واضحا ان طهران سترفض اي صيغة اوروبية للوقف التام للتخصيب، فيما لا تزال هذه النقطة هي الجوهرية في كل العروض الاوروبية حتى الان. واذا ما فشلت المفاوضات التي تجري الان لتقريب وجهات نظر الطرفين، فإن الولايات المتحدة ستتخذ خطوات هي الاكثر جدية من نوعها لرفع الملف الايراني الى مجلس الامن الدولي خلال الاجتماع المقبل لوكالة الطاقة المقرر في 25 نوفمبر (تشرين الثاني). وقال حسن روحاني، أمين عام المجلس الاعلى للامن القومي الإيراني للتلفزيون الرسمي، امس «اذا رغبت الدول الاوروبية الثلاث في التفاوض بخصوص الترتيبات الفنية مثل طول مدة تعليق ايران لبرنامج تخصيب اليورانيوم فستكون هذه الامور محل تفاوض. ولكن اذا كانت القضية هي منع ايران من ممارسة حقها فان ممثلينا لا يسمح لهم حتى بإجراء محادثات بخصوص هذه القضايا مع أحد». وأكد روحاني، الذي يرأس ايضا فرق التفاوض الايرانية في الموضوع النووي، ان اي تعليق لليورانيوم سيكون «لفترة محدودة» متفق عليها مع شركاء طهران الدوليين. وتابع «ليس مقبولا لدينا أن يقول لنا أحد انه من الممكن أن تمتلك الدول الاوروبية أو الولايات المتحدة دورة الوقود ومحطات تعمل بالطاقة النووية في حين لا يسمح بذلك لإيران». وتابع روحاني «لا يمكن لاحد ان يقول لنا ذلك. انه امر مخالف للمنطق ومخالف للقواعد الدولية ولمعاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية. لن نتنازل عن حقوقنا. لقد قررنا ان تكون لنا محطات نووية وان ننتج جانبا من الطاقة التي نحتاجها بواسطة المحطات النووية. هذا الامر لا مساومة فيه».

وكرر المسؤول الايراني طلب بلاده الى وكالة الطاقة الذرية بغلق ملفها النووي نهائيا خلال الاجتماع المقبل، مؤكدا ان طهران اجابت على كل الاسئلة التي طرحتها فرق التفتيش التابعة للوكالة، مشددا على ان بلاده ليس لديها المزيد لتقوله او لتفعله. وتابع «اذا لم يغلق الملف الايراني خلال الاجتماع المقرر الشهر المقبل، فان سمعة وكالة الطاقة ستتضرر لان العالم كله سيعرف ان الوكالة واقعة تحت ضغط بلدان مثل الولايات المتحدة ». وحول المقترح الذي تحدث عنه المرشح الديمقراطي للرئاسة الاميركية جون كيري بشأن البرنامج النووي الايراني، قال روحاني ان «الديمقراطيين كانوا على حق في القول انه كان على الولايات المتحدة الانضمام الى المفاوضات بدلا من التهديد لان التهديد هو الخيار الاسوأ». واضاف «الديمقراطيون على حق في القول ان الجمهوريين فشلوا بشأن الملف النووي الايراني تفاوضيا وهم على حق ايضا في القول ان الجمهوريين فشلوا في رفع الملف النووي الايراني الى مجلس الامن». وتابع «ولكن عندما يقول الديمقراطيون ان الولايات المتحدة على استعداد لتقديم الوقود والمحطات النووية الى ايران فيجب ان يعلموا ان العديد من الاوروبيين مستعدون لذلك». وكان المرشح الديمقراطي اقترح ان تتنازل ايران عن برنامجها النووي المدني وبصورة خاصة عن تخصيب اليورانيوم مقابل التزام الغربيين بمدها بالمفاعلات النووية والوقود النووي.

وحذر روحاني من تبعات مواصلة الضغط على بلاده، مؤكدا ان هذه الضغوط ستؤدي الى رد فعل عكسي، بدون ان يذكر تفاصيل اضافية. غير ان مسؤولين ايرانيين كبارا اكدوا مرارا خلال الايام القليلة الماضية ان طهران قد تحذو حذو النموذج الكوري الشمالي للرد على ضغوط الوكالة. وكانت بيونغ يانغ قد انسحبت من معاهدة الحد من الانتشار النووي اثر ضغوط مماثلة. كما تطرح طهران عددا اخر من البدائل للرد على الضغوط الغربية من بينها منع مفتشي وكالة الطاقة من زيارة المواقع النووية الايرانية وعدم التصديق على البروتوكول الملحق لمعاهدة الحد من الانتشار النووي. ومن المتوقع أن تتقدم القوى الكبرى الثلاث بالاتحاد الأوروبي، وهي بريطانيا والمانيا وفرنسا، بعرض لايران الاسبوع الحالي بهدف اقناعها بالتخلي عن مواصلة تخصيب اليورانيوم. ووفقا لمسؤولين اوروبيين واميركيين فان العرض لن يكون اكثر من تقديم مغريات اقتصادية وتقنية وربما دبلوماسية بهدف اقناعها بوقف التخصيب وانتاج دورة الوقود النووي وبناء آلات الطرد المركزي، غير انه من المستبعد ان توافق ايران على عرض من هذا النوع.