المنافسة بين جورج بوش وجون كيري على أشدها في ولاية فلوريدا ذات الأهمية القصوى

TT

تشتد المنافسة بين الرئيس جورج بوش وخصمه جون كيري في ولاية فلوريدا التي ترتدي اهمية جوهرية في الانتخابات الرئاسية وحيث ينشط كل من المرشحين لاقناع الناخبين المترددين واولئك المتضررين من جراء الاعاصير، قبل اسبوعين من موعد الانتخابات.

وزار بوش وكيري يوم السبت مدينة ويست بالم بيتش التي حل بها اعصاران الشهر الماضي، بينما وصل كيري اول من امس الاحد الى اورلاندو. وكان مفترضا ان يعود الرئيس الى فلوريدا فجر اليوم بتوقيت غرينتش بينما يواصل كيري جولاته في هذه الولاية.

وتضم فلوريدا 27 من الناخبين الكبار، وهو ما يضعها في طليعة الولايات المترددة، علما ان اي مرشح يجب ان يحصل على تأييد 270 من كبار الناخبين للفوز في الانتخابات. واثبتت دراستان نشرت نتائجهما اول من امس اشتداد المنافسة بين المرشحين. فقد عكس استطلاع للرأي اجرته صحيفة «واشنطن بوست» على 1555 شخصا تفوقا طفيفا لبوش على كيري بنسبة 50% مقابل 47% بهامش خطأ قدره ثلاث نقاط، بينما اشار استطلاع للرأي في مجلة «نيوزويك» على 1004 اشخاص الى فوز الرئيس بتأييد 47% من الناخبين لقاء 46% لكيري بهامش خطأ قدره اربع نقاط.

وحصل كيري اول من أمس على دعم صريح من عدد من الصحف بينها صحيفة «نيويورك تايمز» النافذة التي وصفت ولاية بوش بأنها «كارثة»، وحيت في افتتاحية طويلة «المعرفة الواسعة والفكر الواضح» لدى كيري مستشفة فيه مزايا «زعيم كبير».

كذلك اعلنت صحف «ديتون ديلي نيوز» من اوهايو و«ستار تريبيون» من مينيابوليس (مينيسوتا) و«بوسطن غلوب» من ماساتشوستس و«سان فرانسيسكو كرونيكل» من كاليفورنيا و«ميامي هيرالد» من فلوريدا دعمها لكيري في مبادرة ستعطي المرشح الديمقراطي دفعة كبيرة مهمة في الولايات التي لم تحسم خيارها بعد.

وتوقع حاكم فلوريدا الجمهوري جيب بوش، شقيق الرئيس معلقا على زيارة كيري اول من امس، ان يوجه المرشح الديمقراطي نداء مباشرا الى قاعدته الديمقراطية التقليدية في جنوب شرق فلوريدا والتي يحتاج اليها للفوز في الولاية بأكملها.

كما اقر جيب بوش، متحدثا لشبكة «ايه بي سي» التلفزيونية باحتمال ان تؤدي الاعاصير الاربعة التي حلت بفلوريدا منذ منتصف اغسطس (اب) الماضي دورا في الانتخابات الرئاسية لصالح خصم شقيقه. وقال حاكم فلوريدا مبديا مخاوفه: «المشكلة الاكبر هي المشاركة. فالاعاصير ضربت مناطق ذات قناعات جمهورية راسخة وهؤلاء الاشخاص اصيبوا بنكبة كبيرة والعديد منهم لا يعتبرون السياسة اولى اولوياتهم في الوقت الحاضر». وعبر المعسكر الديمقراطي عن التحليل نفسه فقالت اليسون دوبسون، الناطقة باسم حملة كيري: «يبدو ان الاعاصير جمدت السباق الى البيت الابيض. الناس يحاولون اعادة ترتيب حياتهم».

ويسود الانقسام في ولاية فلوريدا مجموعة الناخبين المتحدرين من اميركا اللاتينية والمؤيدين بشكل تقليدي للجمهوريين. وتبقى الاقلية الكوبية ضمن هذه المجموعة الاقرب الى المحافظين، بينما يميل الاميركيون المتحدرون من كولومبيا او بورتوريكو او جمهورية الدومينيكان الى المعسكر الديمقراطي.

وسعى بوش خلال زيارته الى فلوريدا يوم السبت للفوز ايضا بتأييد مجموعة الناخبين اليهود في هذه الولاية، وهي الثالثة عدديا في العالم بعد مجموعتي اسرائيل ونيويورك، فأعلن توقيع قانون ينص على احصاء الاعمال المعادية للسامية في العالم.

وفي هجوم مضاد، وجه كيري فور وصوله الى فلوريدا الاحد رسالة في اتجاه مجموعة الناخبين السود. وندد سناتور ماساتشوستس بلهجة شديدة في بيانه بـ«عجز ادارة بوش حيال الوضع في منطقة دارفور غرب السودان التي تشهد ازمة انسانية خطيرة»، ووعد بـ«وقف هذه المجزرة في حال انتخابه.

وأمس أظهر استطلاع للرأي أجرته «رويترز» و«مركز زغبي» ان كيري زاد من سرعته في سباق البيت الابيض ليسير كتفا بكتف مع الرئيس الجمهوري جورج بوش في استطلاعات تشهد تذبذبا متواصلا. وفي أحدث نتائج للاستطلاع التسلسلي ـ الذي يحسب نتائج ثلاثة ايام متعاقبة ـ حصل كل من بوش وكيري على نسبة تأييد بلغت 45 في المائة. وكان الرئيس يتقدم على سناتور ماساتشوستس بفارق نقطتين قبل يوم واحد وحصل على نسبة تأييد بلغت 46 في المائة مقابل 44 لكيري. وكان الفارق قبل يومين اربع نقاط.

وكشف الاستطلاع ان سبعة في المائة من الناخبين لم يحسموا أمرهم بعد. وقال جون زغبي، خبير استطلاعات الرأي: «كما قلت من قبل فهذا هو نفس التأرجح الذي شهدناه عام 2000 حين تناوب المرشحان على المقدمة ولم يستطيع اي مرشح ان يحقق تقدما كبيرا ثابتا».

وولايتا اوهايو وفلوريدا من بين عشر ولايات متأرجحة ستحدد مصير 270 صوتا في المجمع الانتخابي يحتاجها المرشح للفوز برئاسة الولايات المتحدة. ومع تواصل الصراع المحتدم على كل صوت أظهر الاستطلاع تقدم بوش بفارق اربع نقاط على كيري في الضواحي بينما تعادل الاثنان في المدن الصغيرة في الوقت الذي تقدم فيه كيري بفارق مريح على بوش بين ناخبي المدن وحقق بوش تقدما قويا بين ناخبي الريف.

وحقق كيري، وهو كاثوليكي قوبل ببعض المعارضة من اساقفة كاثوليك لتأييده حق الاجهاض، تقدما بين الناخبين الكاثوليك على بوش، وهو بروتستانتي، بفارق اربع نقاط مئوية. واستطلعت اراء 1211 ناخبا يحتمل أن يدلوا بأصواتهم في الفترة من يوم الجمعة وحتى يوم الاحد بهامش خطأ قدره 2.9 نقطة مئوية بالزيادة أو النقصان. ويستمر الاستطلاع حتى اول نوفمبر وهو اليوم الذي يبسق الانتخابات. ويجمع الاستطلاع التسلسلي نتائج ثلاثة ايام متعاقبة ثم يسقط نتائج اليوم الاول مع اضافة نتائج كل يوم جديد. ويسمح للخبراء برصد اي تحول في مزاج الناخبين فور حدوثه. كما أظهر الاستطلاع أن المرشح المستقل رالف نادر حصل على تأييد واحد في المائة من الاصوات. ويتهم بعض الديمقراطيين نادر بأنه تسبب في خسارة ال غور المرشح الديمقراطي لانتخابات عام 2000 لأنه سحب منه عددا من الاصوات كان سيكفل له الفوز.