الحكومة السودانية تقلل من شأن حركة مسلحة ظهرت في إقليم كردفان

TT

قللت الحكومة السودانية من شأن حركة مسلحة جديدة تقاتل في اقليم كردفان المجاور لدارفور، غرب البلاد باسم «شهامة». وتطالب الحركة الجديدة بإعادة النظر في اتفاقيتي قسمة السلطة واتفاق الترتيبات الإدارية لمنطقتي جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة جون قرنق. وترفض تصفية ولاية غرب كردفان وتوزيع مناطقها بين ولايتي جنوب وشمال كردفان.

وقال سلمان سليمان الصافي حاكم ولاية غرب كردفان (غرب) لـ«الشرق الأوسط» ان الحركة الجديدة التي يتزعمها احد ابناء منطقة غرب كردفان يدعى موسى علي محمدين، تتمركز الان في منطقة «ارورا» الواقعة في ولاية بحر الغزال جنوب المجاورة الى غرب كردفان من الناحية الجنوبية، وقال «حسب معلومانتا انه الان يسعى من تلك المنطقة الى تكوين حركة مسلحة ضد الحكومة باسم شهامة، بزعم المطالبة بالتنمية في المنطقة». وأضاف «لكننا نعرف تماما لماذا خرج موسى على محمدين، وليس كل ما يعرف يقال». وأوضح ان محمدين عنصر من عناصر المؤتمر الشعبي المعارض بزعامة الدكتور حسن الترابي المعتقل منذ مارس (اذار) الماضي.

وشدد سليمان على ان ولايته الان خالية من اي عمل مسلح. ومضى يقول «ان محمدين ليس لديه التأييد من اهل غرب كردفان». ونفى ان تكون للحركة الوليد صلات بحركة قرنق، رغم انها تتمركز الان في منطقة تتبع الى جنوب السودان وهى بحر الغزال، كما نفى ان تكون لها صلة بحركة التمرد في دارفور، ولكن سليمان قال ان حركة «شهامة» معزولة عن أبناء المنطقة وحتى من ابناء قبيلة المسيرية التي ينتمي لها محمدين زعيم الحركة ومن بطن «العجايرة».

ومضى الى القول «هى لا تجد الاستجابة من السكان الان». واضاف ان المجموعات القبلية في المنطقة تعمل بتوافق مع نظام الانقاذ الوطني وليس هناك ما يدعو الى العمل ضد الحكومة خاصة بعد المشروعات التنموية التي انجزتها الحكومة في الاعوام الماضية وتلك التي افتتحها رئيس الجمهورية عمر البشير الاسبوع الماضي في عدد من مدن وقرى الولاية ابان زيارته لها لمدة اربعة ايام». ومع ذلك، قال سليمان ان حكومته لا تستهين بالحركة الجديدة، وأعلن عن اتصالات تجريها حكومته مع الحركة الجديدة لإثنائها عن العمل المسلح. وقال «نحن لا نستهين بالامر ولدينا اتصالات مع محمدين وحتى لو كان لوحده وليس معه اى شخص اخر وذلك لإيماننا بضرورة ان تحل القضايا بالحوار»، ولكن والي غرب كردفان رفض الإفصاح عن كيفية تلك الاتصالات وموعدها.

وكان والي ولاية غرب كردفان السابق الفريق الطيب عبد الرحمن مختار اكد وجود «شهامة» لكنه اعتبرها جزءا من حركة «العدل والمساواة» في دارفور. وذكرت تقارير اول من أمس أن التنظيم الجديد يقوم بتوزيع منشورات باسمها في مدن الولاية تدعو السكان إلى الوقوف مع ثورتها المسلحة ضد حكومة الخرطوم. ويعتبر زعيم الحركة الجديدة محمدين، 47 عاما، من قيادات ميليشيا قوات الدفاع الشـــــعبي الموالية للحكومة في المنطقة في وقت سابق وشغل منصب المحافظ لمحافظة رشاد التابعة لولاية جنوب كردفان، ولكنه ابعد عن منصبه بعدما انحاز الى الترابي في صراعه مع الرئيس البشير في عام 2000 .