سويسرا ستسلم الجزائري العقل المدبر للخلية الموقوفة في إسبانيا بشبهة الإعداد لهجوم في الذكرى الأولى لتفجيرات 11 مارس

التحقيق حول تحويل مشتبه فيه من المجموعة مبالغ مالية إلى بلجيكا وهولندا وأستراليا * الخطة كانت تهدف إلى قتل القضاة الذين يحققون في قضايا الإرهاب وحرق جميع ملفاتهم

TT

تعتزم السلطات السويسرية تسليم العقل المدبر لنشاطات الخلية التي اعتقل عناصرها اخيراً في اسبانيا بشبهة الاعداد لهجوم ضد المحكمة الوطنية في مدريد في الذكرى السنوية الاولى لتفجيرات 11 مارس (آذار)، حسبما افادت مصادر متطابقة امس. وقال المتحدث باسم وزارة العدل السويسرية فولكو غالي ان الرجل معتقل حاليا في زيوريخ تمهيدا لتسليمه، في اشارة الى الجزائري احمد أشرف الذي اعتقل في سويسرا في الآونة الاخيرة بناء على طلب من اسبانيا، ويعتبر من المقربين من «الجماعة الاسلامية المسلحة» الجزائرية.

وكانت الشرطة الاسبانية اعتقلت الاثنين والثلاثاء الماضيين ثمانية اشخاص يشتبه في انهم اعضاء في الخلية التي قالوا انها كانت تخطط لهجوم على المحكمة العليا في العاصمة الاسبانية. واكدت تقارير اعلامية اسبانية ان قائد الخلية هو اشرف الموجود في سويسرا.

وعلمت «الشرق الاوسط» من مصادر في التحقيق باسبانيا ان المجموعة كانت تخطط لتفجير المحكمة الوطنية بمدريد في الربيع المقبل وربما في الذكرى السنوية الاولى لتفجيرات 11 مارس الماضي. وتضيف المصادر ان الخطة كانت تهدف، اضافة الى التغطية الاعلامية، قتل القضاة الذين يحققون في قضايا الارهاب وحرق جميع ملفاتهم.

وحسب المصادر نفسها، فان خلية الاصوليين الجزائريين والمغاربة، خططت في البداية لعملية ضد المحكمة العليا، لكنها عدلت عن ذلك وقررت التركيز على المحكمة الوطنية، التي تبعد امتاراً عن المركز الرئيسي لحزب الشعب.

واضافت مصادر التحقيقات انه كان للمجموعة احتمالان، الاول: صدم شاحنة محملة بالمتفجرات بمدخل المحكمة الوطنية، الذي لا تفصله عن الشارع سوى بضعة امتار، والثاني: صدم الشاحنة بمدخل المرآب الذي يؤدي الى مبنى المحكمة. وابرزت المصادر ان اختيار المحكمة الوطنية يعود الى اسباب، بينها ان مبنى المحكمة يخلو من اي محيط امني لوجوده في وسط المدينة، وقتل القضاة والعاملين في مجال التحقيقات في قضايا الارهاب، وخصوصا القاضيين البارزين بالتاثار غارثون وخوان ديل اولمو. وذكرت المصادر ايضاً ان المجموعة التي لم يعثر بحوزتها على متفجرات حاولت الحصول على متفجرات عن طريق سائق شاحنة يلقب «البيلاو» وله علاقة بتهريب المخدرات لكنه عدل عن ذلك لاسباب غير معروفة. وقالت المصادر انه حسب المعلومات الواردة في التحقيق، فانه ليس هناك ما يشير الى علاقات بين المجموعة ومنظمة «ايتا» الباسكية.

وكشفت المصادر ان المعلومات التي اوصلتها الى هذه التحقيقات هي حصيلة اشهر من مراقبة الرسائل والاتصالات بين المعتقلين وادت الى تحديد قائد المجموعة الجزائري محمد أشرف الذي قبض عليه في سويسرا في سبتمبر (ايلول) الماضي. وكان أشرف قد فشل في محاولته الحصول على المتفجرات في اسبانيا وقرر الهرب الى سويسرا بعد رصده في لا موخونيرا (المريّا) حيث كان يقوم بمحاولة تجنيد عناصر لتنفيذ عمليات.

من جهة اخرى، بدأت السلطات الاسترالية، بناء على طلب اسباني، التحــــقيق في هـــوية شخــــص يشـــتبه في علاقته بافراد المجموعة التي اعتقلت اخيراً. وقالت السلطات انها لم تحدد بعد ما اذا كان هذا الشـــخص يحمل الجنسية الاسترالية او انه عبر الاراضي الاسترالية فقط . كذلك، قال متحدث باسم اجهزة الاستخبارات الهولندية امس ان هذه الاجهزة تحقق حول علاقات محتملة بين هولندا والخلية التي اعتقلت في اسبانيا. واوضح الناطق باسم اجهزة الاستخبارات الهولندية فنسنت فان ستين لوكالة الصحافة الفرنسية: «هناك بين الاشخاص الموقوفين رجل كان اوقف في ابريل (نيسان) الماضي في هولندا ويشتبه في انه قام بتزوير جوازات سفر لشبكة ارهابية». واضاف ان شخصا آخر اعتقل في اسبانيا الثلاثاء يحمل جواز سفر هولنديا وقد تكون هناك ايضا قضية تحويل اموال.

وتحقق اجهزة الاستخبارات الهولندية في عمليات تحويل مبالغ مالية الى هولندا وبلجيكا واستراليا يشتبه في ان المتهم قام بها. واكد المتحدث «اننا نتعاون مع اجهزة الاستخبارات الاسبانية، مشيرا الى ان اسبانيا لم تقدم حتى الان طلبا رسميا للقيام بمساعدة قضائية.