مؤيدو خطة شارون يقررون النزول إلى الشوارع لمواجهة عنف المعارضين

TT

ازاء الانفلات الذي يقوم به المستوطنون في المناطق الفلسطينية المحتلة والدعم غير المحدود الذي يحصلون عليه من اليمين المتطرف، بادرت مجموعة كبيرة من الجنرالات السابقين في الجيش والشرطة الاسرائيلية الى الخروج بسلسلة نشاطات جماهيرية لتأييد خطة الفصل التي يتبناها رئيس الوزراء، أرييل شارون، وتمريرها في الكنيست من دون اجراء استفتاء شعبي. وقال الجنرال عوزي ديان، رئيس مجلس الأمن القومي السابق، انه ورفاقه في هذه الحركة يقفون الى جانب شارون فقط في خطة الفصل «فالبعض منا ينتمي الى عدة أحزاب أخرى في اليمين وفي اليسار، وقررنا تجاوز أحزابنا واختلافات الرأي فيها من أجل قضية مبدئية أساسية هي ان لا تفرض الأقلية المتطرفة ارادتها على الأكثرية العاقلة».

وأكد ديان انه بموجب كل استطلاعات الرأي يتضح ان أكثر من 65% من المواطنين يؤيدون خطة الفصل، لكن صوت هؤلاء لا يسمع، وفقط الأقلية الرفضية التي تتقن لغة التهديد والزعيق تنجح في اسماع صوتها وتحاول اليوم ان تفرض ارادتها بالقوة. لهذا اضاف ديان «قررنا ان نطلق صوت تلك الأكثرية الصامتة».

وانضم الى هذه المجموعة عدد من الأدباء اليهود والشخصيات الجماهيرية المختلفة، بينهم بيبا أيلون، زوجة رئيس المخابرات العامة السابق عامي أيلون، التي تقود حركة جديدة للأمهات تدعى «شوفي» اي «عودي»، وهدفها النضال من أجل الانسحاب فورا من غزة. وحددت هذه المجموعة لنفسها أهدافا سياسية، الى جانب التصدي لزوبعة اليمين المتطرف، هي: احترام الحسم الديمقراطي، ومجابهة العنف وعدم السكوت عنه مهما يكن مصدره، ومحاربة الدعوة الى رفض الاوامر العسكرية لاخلاء المستوطنين.

وكان اليمين المتطرف من جهته قد أقام جسما مشابها ولكن من المدنيين برئاسة وزير الدفاع الاسبق، موشي أرينز، المعروف بقربه من وزير المالية الحالي، بنيامين نتنياهو. وهدف هذا الجسم اعلاء صوت معارضي خطة الفصل داخل اسرائيل ليقولوا ان المستوطنين ليسوا وحدهم في المعركة وان لهم تأييدا جارفا في اسرائيل.

وتضم هذه الحركة عددا كبيرا من أصدقاء شارون وجنوده السابقين الذين خدموا تحت قيادته في الجيش عشرات السنين وذهبوا ونفذوا اوامره في اخطر المعارك والحروب والعمليات الارهابية ضد الفلسطينيين، مثل مذابح خان يونس وغزة وقبيا في أواسط القرن الماضي.

الخطر على شارون يذكر ان التصريحات التي أدلى بها مسؤول في أجهزة الامن، وقال فيها ان محاولة لاغتيال أرييل شارون باتت أقرب من أي وقت مضى، أثارت فزعا جارفا في اسرائيل. واضطر الناطق بلسان شارون الى القول ان هناك سوء فهم حول الموضوع «فالحراسة على شارون محكمة جدا ولا خطر في ان يقترب منه أحد».

ولكن المراقبين في الكنيست يؤكدون ان التهديدات لشارون جدية جدا وخطيرة جدا وهي أعلى حتى من الانذارات التي أسمعت في الفترة التي سبقت اغتيال رابين قبل نحو تسع سنوات. وحتى داخل الكنيست تفرض الحراسة المشددة على شارون، وبشكل لم يسبق له مثيل، فعندما ينتقل فيها من مكتبه الى قاعة الاجتماعات العامة، يتم اغلاق الممرات ويمنع حتى الوزراء أو النواب من المرور فيها.

أما في اليمين الاسرائيلي فيعتبرون هذه الاجراءات زائدة والأنباء عن خطر اغتيال شارون مبالغ فيها وهدفها التمهيد لأجواء قمع المعارضة اليمينية لخطة الفصل.

من جهة أخرى تجددت الضغوط على الحاخام عوفاديا يوسيف، الزعيم الروحي للحزب الديني لليهود الشرقيين «شاس»، حتى يتخذ موقفا واضحا ومحددا من خطة الفصل.

يذكر ان يوسيف كان قد أعلن في الماضي رفضه للخطة، لكن شارون أرسل اليه وزير دفاعه شاؤول موفاز مرتين أمس وقبل أسبوع ليقنعه بأنها ضرورية لمصلحة اسرائيل وأمن سكانها. وبعد اللقاء أمس، قال يوسيف انه بحاجة الى الاجتماع مع المعارضين للخطة حتى يستمع الى حججهم، فهرع اليه في المساء وفد عنهم برئاسة الوزير بلا وزارة، عوزي لانداو.

وقال بعض المعلقين ان الحوار مع يوسيف لم يقتصر على الحديث عن هذه الخطة وحسب بل دخل في موضوع الأزمة المالية التي يعانيها حزبه والمدارس الدينية التابعة له. فوعده موفاز بضم حزبه الى الائتلاف ان هو رغب في ذلك، او تحويل الأموال اليه وهو في المعارضة اذا أيد خطة الفصل بينما حاول لانداو ان يقنعه بأن حكومة شارون ستسقط قريبا بسبب خطة الفصل وان من الخطأ البناء عليها.