الحاخام الأكبر في إسرائيل يمنع اليهود من دخول الحرم القدسي

TT

أصدر الحاخام الاكبر في اسرائيل، يونا مشيجر، أمرا يمنع بموجبه اليهود من الدخول الى باحة الحرم القدسي الشريف (المسجد الأقصى المبارك والصخرة المشرفة). وقال في فتوى اصدرها امس ان هذا المكان مقدس جدا بالنسبة لليهود، والدوس بالاقدام عليه حرام.

وجاءت هذه الفتوى، بعد ان نشرت انباء عن استعداد جماعات ارهابية يهودية لتفجير الحرم القدسي الشريف، بغية تعطيل تطبيق خطة الفصل، وقيام مئات اليهود المتدينين المتعصبين بدخول باحات الحرم واقامة صلاة يهودية فيها. بل ان عائلة يهودية اقامت في الشهر الماضي طقوس زفاف دينية في الحرم، وشرب افرادها النبيذ فيه.

يذكر ان اليهود المتدينين بمعظهم يؤمنون بأن الحرم القدسي الشريف مقام على انقاض هيكل سليمان، اقدس اماكن العبادة، ويعتبرون المشي في باحة الحرم تدنيسا للمكان المقدس، لذلك حظروا دخول اليهود الى الحرم طول الوقت قبل قيام اسرائيل. وجدد الحاخامان الاكبران هذا التحريم بعد احتلال اسرائيل للحرم والقدس، سنة 1967. والتزم اليهود بهذا الأمر حتى سنة 1993. ولكن بعد توقيع اتفاقيات اوسلو وبدء الحديث عن امكانية اقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، اقيمت حركة يمينية متطرفة باسم «امناء الهيكل»، راحت تدعو اليهود الى الصلاة في باحة الحرم.

وتبنى اليمين الاسرائيلي هذه الدعوة، ومنحها الشرعية السياسية، وانضم اليه بعض رجال الدين اليهود المتطرفين، الذين اصدروا فتوى تجيز الصلاة في باحة الحرم. وازالوا اللافتة التي كانت مرفوعة هناك، وتحظر دخول اليهود. وراحوا يفرضون الصلاة في احدى زوايا الباحة، وخصصت لهم الشرطة مكانا خاصا بذلك.

ولم تعترض السلطة الفلسطينية او دائرة الأوقاف على ذلك في حينه، وقالت ان المكان مقدس، ويجوز للجميع ان يصلوا فيه، طالما ان هذه صلاة فردية بهدف العبادة فحسب، لكنها اعترضت على الصلوات الاستفزازية التظاهرية ذات الأهداف السياسية. بيد ان المتطرفين اليهود ردوا على ذلك بالضبط بالنشاطات السياسية الاستفزازية، مما أثار موجة احتجاج عربية واسعة. فارتدعت الشرطة الاسرائيلية واصبحت تحدد عدد ووتيرة الصلوات اليهودية هناك.

يذكر ان ارييل شارون عندما كان زعيما للمعارضة سنة 2000، قام بزيارته الاستفزازية المشهورة الى باحة الحرم القدسي الشريف، مما اشعل نار الانتفاضة الفلسطينية.