الحكومات اللبنانية بعد اتفاق الطائف: 5 للحريري و3 للحص وواحدة لكل من كرامي والصلح

TT

لم يتسنَ للرئيس سليم الحص تأليف الحكومة اللبنانية في عهد الرئيس الاول المنتخب بعد اتفاق الطائف رينه معوض، اذ تعرض الاخير لعملية اغتيال خلال الاحتفال بذكرى الاستقلال في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 1989. لكن الحص عاد وألّف الحكومة الاولى في عهد الرئيس الياس الهراوي الذي انتخب في اليوم الثاني للاغتيال. وكانت حكومة من 14 وزيراً كان الاتفاق على معالهما تم في عهد معوض. وابرز الداخلين اليها كانا رئيس حركة «امل» نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وهما قائدا التحالف العسكري المتحالف مع سورية آنذاك. لكن هذه الحكومة لم يكتب لها عمر طويل بسبب خلافات الرئيسين الهراوي والحص، فخرج الاخير بعدما شهدت فترة رئاسته العملية العسكرية التي اطاحت العماد ميشال عون ووحدت السلطة السياسية والامنية. فذهب الهراوي الى دمشق وصارح المسؤولين السوريين برغبته في تغيير الحكومة، فأبدى هؤلاء ـ كما يقول بري في مذكراته ـ التجاوب مع ما طرحه الهراوي وباركوا تكليف عمر كرامي.

ألف عمر كرامي حكومته في اواخر العام 1990. وكان عنوانها «الوفاق الوطني» الذي لم يتحقق بالكامل، فقد ضم كرامي الى حكومته سليمان فرنجية ابرز حلفاء سورية وسمير جعجع قائد «القوات اللبنانية» التي كانت خاضت حرباً ضد عون، بالاضافة الى الوزيرين بري وجنبلاط وايلي حبيقة. غير ان جعجع لم يحضر اي جلسة للحكومة ثم استقال منها بعد نحو 3 اشهر ونيف فعين جورج ديب ممثلاً له فيها.

سقطت حكومة كرامي تحت وطأة اضطرابات شعبية وضغوط غير شعبية في 6 مايو (ايار) 1992، بسبب الاوضاع الاقتصادية وانهيار الليرة اللبنانية، اذ بلغ سعر صرف الدولار آنذاك نحو 3000 ليرة (حالياً نحو 1500).

وفي 26 مايو (ايار) الف الرئيس رشيد الصلح حكومة لم تعمّر طويلاً اشرفت على الانتخابات النيابية ومهدت لوصول رفيق الحريري الى الحكم لاول مرة. وقد استقال جعجع من هذه الحكومة ايضاً.

ضم الرئيس الحريري الى حكومته الاولى ذراعه اليمنى، فؤاد السنيورة، فيما بقيت فيها رموز التحالف السابق المؤلف من بري (عبر وزراء ممثلين له بعد انتخابه رئيساً للبرلمان) وجنبلاط وفرنجية وحبيقة.

وفي العام 1995، شكل الرئيس الحريري حكومته الثانية بعدما قدم استقالة الحكومة الاولى عقب تمديد ولاية الرئيس الياس الهراوي في اكتوبر (تشرين الاول) من العام نفسه.

وفي العام 1996 عاد الحريري الى الحكومة بعد الانتخابات النيابية التي دخل فيها الى البرلمان للمرة الاولى نائباً عن بيروت.

وفي العام 1998 خرج الرئيس الحريري من الحكم مع انتخاب اميل لحود رئيساً للجمهورية، بعد ازمة الاستشارات النيابية، اذ احتج الحريري على تفويض بعض النواب رئيس الجمهورية تسمية رئيس الحكومة رغم انه تم اختياره من غالبية النواب، فأعيدت الاستشارات وسمي الرئيس الحص من قبل الغالبية النيابية. وقد حملت هذه الحكومة اسماء جديدة مثل وزير المال جورج قرم ووزراء آخرين من مؤسسات الرقابة كرئيس التفتيش المركزي فوزي حبيش. كما خلت من اسماء اخرى كالسنيورة وجنبلاط الذي لم يشارك رغم انه تمثل فيها بوزراء قريبين منه.

خاض لحود والحريري مواجهة حادة في بداية هذا العهد فأحيل الكثير من رموز الحريري للمحاكمة. ولكن الحملة الاعلامية التي شنت على الحريري جاءت بمفعول عكسي إذ اكتسح الحريري مقاعد بيروت النيابية كافة، وحقق انتصارات في الشمال والبقاع وجبل لبنان حملته مجدداً الى رئاسة الحكومة التي الفها في نهاية العام 2000، فعاد السنيورة الى المالية ومعه الوزير باسل فليحان للاقتصاد. وبدا من خلال تلك الحكومة ان الحريري يتولى ملف الاقتصاد ولحود الملف السياسي في البلاد.

وبعد حرب العراق عام 2003، شكل الحريري حكومته الثانية في عهد لحود والخامسة له وضم فيها الياس المر، وزيرا للداخلية، بدلاً من والده نائب رئيس الحكومة ميشال المر.