الحزبان مرتاحان لنجاحهما في حملات تسجيل الناخبين

TT

بعد انفاق الحزبين الجمهوري والديمقراطي ملايين الدولارات وبذلهما جهوداً جبارة لتسجيل ناخبيهما، وبالتالي تأهيلهم للاقتراع في انتخابات الرئاسة الأميركية يوم 2 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، يبدو ان الحزبين يتزاحمان بقوة وتكافؤ في خمس ولايات محورية، بينما حقق الديمقراطيون سبقاً في ولايتين أخريين، لمسح احصائي اعلن عن حصيلته أخيراً.

وتبعاً للمعلومات المتوافرة لصحيفة الـ«واشنطن بوست» فإن التزاحم ما يزال متكافئاً في ولايات فلوريدا وكولورادو ونيفادا ونيوهامبشير ونيومكسيكو، بينما حقق الديمقراطيون نجاحات في ولايتي بنسلفانيا وآيوا. الا ان المحللين والناشطين يرون ان الجهود غير المسبوقة التي يبذلها مخططو الحملتين الانتخابيتين ونشطاؤهما وكذلك جهود الجماعات المستقلة تزيد الحملتين ثراء وزخماً وتجعلهما أقوى تواصلاً مع قاعدة الناخبين والجدد منهم خصوصا، مع تسارع العد التنازلي لصراع انتخابي محموم.

البروفسور دونالد غرين، من جامعة ييل، يقول «ما نشاهده مؤشر للغاية الأكبر (بعد الفوز) الا وهي حجم الاقبال. ففي هذا السباق المتقارب الأنفاس بعد النجاح في تسجيل ناخب ما والتعرف الى بيته تصبح مهمة اغرائه بالمجيء الى مركز الاقتراع». والواقع ان الجانبين الجمهوري والديمقراطي مرتاحان الآن لما حققاه من نجاح، الا ان الأيام المقبلة تعد بتزايد الحماسة وارتفاع الحرارة أكثر وستظل كذلك حتى يوم الحسم. فأرقام التسجيل (على قوائم الشطب) غير مكتملة. واحصاء الاسماء لا يعتمد على الولاء الحزبي او السياسي في ولاية أوهايو أو ولايات أخرى حساسة مثل ويسكونسن ومينيسوتا، حيث ما زال الحزبان الكبيران ومن يدعمهما يكافحون للابقاء على باب تسجيل اسماء الناخبين مفتوحاً حتى يوم الاقتراع 2 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

من ناحية ثانية، يحذر بعض الخبراء من ان التحمس في التسجيل لا يترجم تلقائياً الى نتائج الاقتراع المرجوة. فالناخبون المسجلة اسماؤهم حديثاً قد لا يتوجهون الى مراكز الاقتراع أو يتأثرون بمغريات مختلفة قد تحول دون اقتراعهم للجهة التي سعت الى تسجيلهم.

وفي ما يلي مراجعة سريعة لأرقام عمليات التسجيل الأخيرة:

ـ في ولاية آيوا نجح الديمقراطيون في تسجيل اربعة ناخبين جدد قبالة كل ناخب نجح الجمهوريون في تسجيله منذ عام 2000. منذ التجمعات الانتخابية للولاية تفوق الديمقراطيون على الجمهوريين على تسجيل ناخبيهم بنسبة 9 الى 1 مما قلّص الفارق الذي يتمتع به الجمهوريون على مستوى الولاية الى نحو 8 الاف ناخب.

ـ في ولايتي نيومكسيكو وكولورادو يتقدم الجمهوريون على الديمقراطيين في مجال تسجيل ناخبيهم بفارق نقطة مئوية واحدة. والملاحظ انه في ولاية كولورادو التي عادت هذا العام الى خانة الولايات المحورية المتقاربة الانفاس تغلب الديمقراطيون على منافسيهم في عدد المسجلين هذا العام لكنهم ما زالوا يتخلفون عنهم اذا ما اخذ حجم التسجيل خلال السنوات الأربع الأخيرة.

ـ في ولاية فلوريدا نجح الجمهوريون في تسجيل عدد أكبر بقليل من العدد الذي سجله الديمقراطيون، وكانت القوائم قد نمت بأكثر من مليون ناخب منذ انتخابات عام 2000 التي كسبها الرئيس جورج بوش بفارق 537 صوتاً. الا ان نحو نصف عدد الناخبين الجدد من المستقلين او غير الملتزمين.

ـ في ولاية نيفادا يسبق حجم تسجيل الديمقراطيين منافسيهم الجمهوريين بنقطة مئوية واحدة، ولكن هنا أيضاً نسبة عالية من المستقلين وغير الملتزمين من المهاجرين حديثاً الى الولاية يربو عددها على 28 الف ناخب.

ـ في ولاية نيوهامبشير قلص الديمقراطيون الفارق بينهم وبين الجمهوريين الا ان الفارق ما زال يتوقف عند 40 الف ناخب لمصلحة الجمهوريين.

* ما يقوله أصحاب العلاقة

* تيري نيلسون، المدير السياسي الوطني لحملة بوش ـ تشيني يقول ان الجمهوريين يراهنون على ثبات التزام من سجلوهم بالتصويت للرئيس بوش، مضيفاً ان الحزب الجمهوري سجل 3.4 مليون ناخب على امتداد الولايات المتحدة منذ يناير (كانون الثاني) عام 2003، وحرص على متابعة انتقال الناخبين السابقين من ولاية الى اخرى أو من مكان الى آخر داخل الولاية ذاتها. ويتابع بثقة «لدى اللجنة الوطنية الجمهورية سجلات ناخبين ممتازة، ونحن نشعر عموماً بالارتياح، واذا قارنتم الارقام فقد حققنا خطوات الى الأمام». أما في المعسكر الديمقراطي، فثمة منظمات لا ربحية تنشط في تسجيل الناخبين لعل أغناها على الاطلاق منظمة «اميركا كمينغ توغيذير» (أميركا المتضامنة) التي ركزت ميزانيتها البالغة 125 مليون دولار على أربع ولايات محورية يشير ناشطوها الى انهم سجلوا فيها 366 الف ناخب. وحسب ستيف روزنثال مدير المنظمة «في فلوريدا العملية ما زالت محتدمة في حين نظف نشطاؤنا لوائحهم تماماً في أوهايو وبنسلفانيا وآيوا». ومع ان بنسلفانيا لن تعلن سجلات ناخبيها النهائية قبل الأسبوع الأخير من اكتوبر (تشرين الأول) الجاري يشير مسح للمقاطعات (الاقضية الرئيسية) الى ان الديمقراطيين حققوا نجاحاً طيباً.

ففي مدينة فيلادلفيا ومحيطها أضيف الى السجلات أكثر من 35 ألف ناخب ديمقراطي منذ عام 2000 في حين تراجع عدد الجمهوريين المسجلين بأكثر من 22 الف ناخب، كما شملت نجاحات الديمقراطيين مقاطعات بكس وديلاوير وتشيستر ومونتغمري. في المقابل الاخبار هنا ليست كلها سارة للديمقراطيين فالجمهوريون أضافوا نحو 15 الف اسم في مقاطعة يورك منذ عام 2000 مضاعفين مرتين ما سجله الديمقراطيون.

خبراء المعارك الانتخابية يعتقدون ان المرشح الرئاسي الذي سيفوز بولايتين من اصل الولايات الثلاث بنسلفانيا وفلوريدا واوهايو سيكسب مفاتيح البيت الأبيض، بيد ان التخمين في اتجاهات التسجيل في اوهايو يبدو صعباً لأن استمارات التسجيل في الولاية لا تشير الى ولاء الناخب السياسي. مع هذا فان الاهتمام كبير جداً في ما سيحصل في اوهايو حيث أضيف الى السجلات أكثر من 500 الف ناخب منذ الانتخابات التمهيدية الأولية في مارس (آذار) الماضي مما يرفع عدد ناخبي الولاية الى فوق حد 7.7 مليون ناخب. فريق حملة بوش ـ تشيني يقول انه سجل 200 الف ناخب بينما تقول «اميريكا كمينغ توغيذير» وحليفتها جماعة «اميريكا فوتس» (اميركا تقترع) انهما سجلتا 300 الف ناخب. أيضاً في ولاية ويسكونسن حيث يبدو التنافس بين بوش ومنافسه الديمقراطي جون كيري شديداً للغاية وحيث يتقدم كيري بفارق ضئيل ارتفع عدد اسماء الناخبين المسجلين خلال العام الحالي بما لا يقل عن 200 الف ناخب. الا ان المطلعين على اجواء الحملة في الولاية يشير الى ان وراء الزيادة شدة التنافس بين المرشحين والاستقطاب في الشارع أكثر منها نشاط الحملات الحزبية.

* خدمة «واشنطن بوست»(خاص بـ«الشرق الأوسط»)