إريتريا تشكو السودان لدى مجلس الأمن وتتهمه بدعم «شبكة إرهابية»

مستشار الرئيس أفورقي: للصبر حدود ولن نقف مكتوفي الأيدي

TT

صعدت اريتريا من حربها الكلامية ضد السودان قائلة انها تعتزم تقديم شكوى الى مجلس الامن الدولي ضد السودان بعد اعتقالها افراد شبكة «ارهابية» قالت انهم كانوا يخططون لاغتيال الرئيس اسياس افورقي، و12 من كبار المسؤولين بدعم من الخرطوم. وقالت وزارة الشؤون الخارجية في بيان، ان قوات الامن الاريترية اعتقلت خلال الاسابيع الماضية افراد الشبكة، التي نشرتها الخرطوم. وقال عبد الله جابر، المستشار السياسي للرئيس الاريتري، في اتصال مع «الشرق الأوسط» ان بلاده ألقت القبض على 21 شخصا من اعضاء الشبكة، مشيرا الى انها كانت تخطط لاغتيال الرئيس افورقي و12 من كبار قيادات الدولة، وتفجير منشآت ومؤسسات اقتصادية حيوية في أسمرة ومصوع وكرن، اضافة الى تفجير مواقع تجمعات شعبية لبث الرعب في صفوف المواطنين والاجانب على حد سواء.

وقال جابر الذي يشغل ايضا منصب المسؤول عن الشؤون التنظيمية في الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة (الحزب الحاكم)، ان «الشبكة الارهابية تابعة لمنظمات اصولية اريترية مولها نظام الخرطوم فيما لا يزال البحث جارياً عن اثنين آخرين». وأضاف «معظم الارهابيين تسللوا من السودان، خلال الفترة الاخيرة، بينما الجزء الاخر منهم كان قد زرع داخل البلاد من قبل». وأوضح ان «المعتقلين اعترفوا ان الاجهزة الامنية السودانية شاركت في وضع الخطط، والتمويل، وأدوات التنفيذ، بما فيها المتفجرات، والاسلحة». وابان ان الاجهزة الامنية الاريترية، تمكنت من كشف المخطط، واعتقلت افراد الشبكة الاسبوع الماضي. واتهمت اريتريا السودان في وقت سابق من الاسبوع الحالي بمحاولة قتل أفورقي لكنها لم تذكر تفاصيل.

ونفى السودان هذه الاتهامات ووصفها بأنها لا تستند الى أي أساس من الصحة. وتتهم الخرطوم أسمرة بدعم مقاتلي دارفور والسعي للاطاحة بحكومة الانقاذ الوطني في خرطوم لصالح تجمع المعارضة السودانية، ومقره العاصمة الاريترية أسمرة. وأعلن المسؤول الاريتري أن بلاده سترفع شكوى عاجلة الى مجلس الامن الدولي «حيال الممارسات الارهابية المتكررة للحكومة السودانية منذ منتصف 1994 وحتى الوقت الحالي»، وقال: «سنقدم ملفا متكاملا الى مجلس الامن».

ووجه المسؤول الاريتري تحذيرا شديد اللهجة للحكومة السودانية، وقال عبد الله جابر «للصبر حدود ولن نبقى مكتوفي الايدي امام اعمال شريرة ودنيئة وقضايا من هذا القبيل».

وتابع «يجب ان يكون واضحا لحكومة الخرطوم ان المشاكل المعقدة التي خلفتها وافتعلتها في السودان لن يتم الخروج منها عبر التآمر على اريتريا»، موضحا بأن المحاولات السودانية لم ولن تتمكن من زعزعة الاستقرار في بلاده، مشيدا في الوقت نفسه بيقظة ودور أجهزة الامن الاريترية الذي أدى الى إحباط المؤامرة.

ونفى جابر ان تكون بلاده قد قامت بحشد قواتها في شرق السودان، حسبما اعلنت الخرطوم، كما نفى اتهامات الحكومة السودانية لبلاده بالتدخل المستمر في اوضاع دارفور.

وقال جابر: «تصريحات المسؤولين السودانيين حول وجود حشودات اريترية في الحدود الشرقية باتت اسطوانة مشروخة نظرا لوجود فصائل المعارضة السودانية المسلحة داخل الاراضي السودانية، وعلى بعد مئات الكيلومترات عن الحدود الاريترية، وان من المعارضة من وقع اتفاق هدنة عسكرية مع الخرطوم ومنها من لم يوقع حتى الآن».

وتابع «على نظام الخرطوم وبدلا من اتهام اريتريا وجعلها مشجباً لتغطية فاشلة هنا وهناك، وارتعاده من ضغطوات وتهديدات المجتمع الدولي بفرض عقوبات عليه فيما يخص جرائم الابادة الجماعية التي ارتكبها في دارفور ومناطق اخرى في السودان، وبدلا من التسوق في مسارات عديدة في أبوجا والقاهرة ونيفاشا أو أي منبر آخر، عليه ان يبحث عن سلام حقيقي وشامل لكل أهل السودان والمنطقة».

واتهم المسؤول الاريتري الخرطوم بشن عدة عمليات ومخططات تخريبية في بلاده منذ محاولة اغتيال الرئيس أفورقي الاولى عام 1997، والاستمرار في أعمال التفجيرات التي كان آخرها تفجير بارنتو في مايو (ايار) الماضي، اضافة الى عمليات كرن وأغوردات الفاشلة الشهر الماضي.

وقال: «مع استمرار اعمال الارهاب والنية السيئة للحكومة السودانية تجاه الشعب الاريتري، فإننا لم نحاول تصعيد الاوضاع مع الخرطوم، وذلك لاستمرار حالة اللاحرب واللاسلم الراهنة مع اثيوبيا، ودفعنا كافة فصائل المعارضة السودانية الى حل قضاياها مع الخرطوم، ونظام البشير يعرف ذلك تماما».

وكانت اسمرة قد أعلنت عام 1997 عن احباط محاولة لاغتيال الرئيس أفورقي كان يعتزم القيام بها رجل أمن سوداني يدعى نصر الدين أبو الخيرات، كان قد تسلل الى صفوف المعارضة السودانية وما زال رهن الاعتقال في أسمرة حتى هذه اللحظة.

من جهته، رفض وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل الاتهامات الاريترية، ووصفها بأنها «ستار دخان» لإخفاء جهود أسمرة التي تستهدف الإطاحة بحكومة الخرطوم.

وابلغ اسماعيل الصحافيين في الخرطوم بانه «لو كانت الحكومة الاريترية تعتقد فعلا فيما تقول لكانت قبلت لجنة تحقيق سواء كانت لجنة دولية او عربية أو افريقية للتحقق من صدق هذه المعلومات». وقال اسماعيل ان كل «التلفيقات» التي يرددها النظام الاريتري تمثل وسيلة لالتماس العذر لنفسه في «الجرائم» التي يرتكبها.