مصادر أميركية: إيران تقدمت سريع في مجال تجميع أجهزة الطرد المركزي

طهران بعد مباحثات فينا: العرض الأوروبي في الملف النووي لم يرق إلى مستوى الصفقة وسنواصل الحوار

TT

بدأت بفيينا أمس محادثات بين إيران والمجموعة الأوروبية ممثلة فى بريطانيا وفرنسا وألمانيا، سعى من خلالها الاتحاد الأوروبي إلى تقديم فرصة أخيرة لإيران بشأن خططها النووية وإنهاء برامج تخصيب اليورانيوم أو مواجهة عقوبات محتملة من الأمم المتحدة، وبينما امتنعت الأطراف كافة عن التعليق حول مسار المباحثات، أجمع عدد من الدبلوماسيين المتابعين للاجتماع عن عدم تفاؤلهم القوي بالتزام إيران بتعليق طويل المدى لنشاطها، مؤكدين أن إيران تتفاوض من موقف قوي مما لن يجبرها عن التنازل، خاصة أن الولايات المتحدة مشغولة بانتخاباتها في الوقت الراهن، كما أن الأوروبيين ليسوا متحمسين تماما لفكرة فرض عقوبات اقتصادية قد يفرضها مجلس الأمن على إيران، مما قد يضر بمصالحهم المتبادلة، بالاضافة للغضب الروسي الصارخ مما تكشف أخيرا من تعاون أمير كي ـ صيني في المجال النووي يصب بالأساس في مصلحة الشركات الأميركية.

وتقول إيران التي تصر على أن برنامجها النووي يستهدف فقط توليد الطاقة، إنها مستعدة لإجراء محادثات، إلا أنها لن تتخلى مطلقا عن تخصيب اليورانيوم، وهي عملية يمكن أن تستخدم لتصنيع وقود للمفاعلات النووية أو مواد لقنابل ذرية. وفى أول رد فعل إيراني على اجتماع فيينا، قالت طهران إن العرض الأوروبي لم يرق بعد إلى مستوى الصفقة، إلا انها ستبحث العرض خاصة أن الجانبين اتفقا على مواصلة الحوار مستقبلا، مما سيجعل الباب مفتوحا أمام صيغ أخرى للتفاهم.

ويقول دبلوماسيون إنه إذا رفضت إيران عرض الاتحاد الأوروبي فإن غالبية الدول الأوروبية ستساند مطالب الولايات المتحدة لإحالة ملف طهران إلى مجلس الأمن الدولي لفرض عقوبات اقتصادية محتملة، عندما تجتمع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في نوفمبر (تشرين الثاني).

ويقول بعض الدبلوماسيين إن المسؤولين الإيرانيين لم يشرحوا أبدا بوضوح لماذا تحتاج الدولة الغنية بالنفط طاقة نووية، أو لماذا هم مصممون على إنتاج وقود نووي قبل سنوات من حاجة أي منشآت إيرانية للطاقة الذرية لمثل هذا الوقود.

وفي سياق تطورات الملف الإيراني قالت مصادر أميركية أمس إن إيران حققت تقدما كبيرا في اتجاه إنتاج وقود نووي يمكنها من صنع كميات من اليورانيوم المخصب في أقل من عام.

ونقلت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» عن دبلوماسيين لم تسمهم وعن علماء ومصادر في الاستخبارات، أن اتقان عملية التخصيب سيسمح لطهران بأن تقطع خطوة كبيرة في اتجاه صنع قنبلة ذرية. وكانت إيران أعلنت رغبتها في تصنيع مادة اكزافلورور اليورانيوم «يو إف 6»، التي تستخدم في أجهزة الطرد المركزي لإنتاج اليورانيوم المخصب.

واستنادا إلى نفس المصادر فإن إيران تقدمت سريعا أكثر مما كان متوقعا في مجال تجميع أجهزة الطرد المركزي. وأوضحت أن هذا التقدم يعني أن المصنع النموذجي قرب ناتنز (وسط إيران) يمكن أن يجهز قريبا بما يكفي من أجهزة الطرد المركزي للبدء في تخصيب اليورانيوم على نطاق واسع.

وفى واشنطن عبر المسؤولون الأميركيون عن قلقهم من احتمال حصول إيران على مساعدة أوروبية في القطاع النووي المدني لاقناعها بالتخلي عن سعيها لامتلاك أسلحة نووية. ورفضت وزارة الخارجية الأميركية التعليق على الأنباء التي تحدثت عن اقتراح من هذا النوع، لكنها قالت بوضوح إنها «قلقة (...) من احتمال أن تتمكن إيران من الحصول على قدرات جديدة في مجال التقنية النووية».

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ريتشارد باوتشر إن ايران «استخدمت من قبل مبادلات نووية وتقنية نووية لتطور ما لا يمكن وصفه بغير برنامج نووي للتسلح». وتشير وثيقة حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها في فيينا مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى أن باريس وبرلين ولندن على استعداد لتزويد إيران بالتقنية النووية المدنية بما في ذلك مساعدتها في الحصول على مفاعل يعمل بالمياه الخفيفة لقاء تخلي طهران عن أي برامج للتسلح النووي.