لحود يكلف كرامي تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة بعد استشارات نيابية قاطعها معارضو تمديد ولايته

كتلة الحريري وضعت «ورقة بيضاء» من دون أن تصنف نفسها في المعارضة

TT

كلف الرئيس اللبناني اميل لحود الرئيس عمر كرامي تشكيل الحكومة الجديدة التي ستخلف حكومة رفيق الحريري المستقيلة وستواكب الاشهر الاولى من الفترة الممددة من ولاية الرئيس لحود وتحضّر قانون الانتخاب الذي ستجرى على اساسه الانتخابات النيابية في مايو (ايار) المقبل، وذلك بعد ان سمت غالبية النواب كرامي لترؤس الحكومة في الاستشارات الملزمة التي اجراها لحود.

وخلافاً لفترة الجمود والمراوحة التي سادت قبيل تأليف حكومة الحريري واعتذاره عن عدم تأليف الحكومة الجديدة، فان الامور تسارعت باتجاه تأليف حكومة جديدة يتوقع ولادتها اواخر الاسبوع الحالي بعد انجاز الرئيس كرامي الاستشارات النيابية التي ستحدد شكل حكومته.

وكانت جلسة الاستشارات التي اجراها لحود امس شبيهة الى حد كبير بجلسة تمديد ولايته، اذ قاطعها النواب الـ 29 الذين صوتوا ضد التمديد وابرزهم نواب «اللقاء الديمقراطي» الذي يرأسه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط و«لقاء قرنة شهوان» المسيحي المعارض. فيما اتخذ الرئيس الحريري موقفاً لافتاً باعلان كتلته تقديم «ورقة بيضاء» من دون ان يعني ذلك «انها صنفت نفسها كمعارضة» كما قال النائب محمد قباني.

وكان رئيس الجمهورية بدأ صباح امس الاستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة الذي سيكلف تشكيل الحكومة الجديدة. واستهل شريط الاستشارات بلقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري. ثم التقى الرئيس رفيق الحريري لمدة عشر دقائق. ولم يشأ الحريري عقب اللقاء الادلاء بأي تصريح ثم استقبل الرئيس لحود الرئيس السابق لمجلس النواب حسين الحسيني الذي اعلن بعد اللقاء انه حتماً سمى الرئيس عمر كرامي. فيما قال كرامي الذي اتى بعده انه سمى «شخصاً».

وتوالت تسمية كرامي من قبل نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، ثم نائب رئيس مجلس الوزراء عصام فارس الذي اعلن عقب اللقاء انه سمى الرئيس عمر كرامي «لانه شمالي ولان القلب يميل شمالي».

بعدها بدأ الرئيس لحود استشارة الكتل النيابية، فاستقبل كتلة «التنمية والتحرير» برئاسة الرئيس نبيه بري والتي حضرت بكامل اعضائها (14 نائباً). وعقب الاجتماع اعلن بري باسم الكتلة تسمية الرئيس عمر كرامي. وسئلت النائبة بهية الحريري (شقيقة الرئيس الحريري) اذا كانت ستلتزم قرار الكتلة فقالت «طبعا».

واستقبل رئيس الجمهورية كتلة «قرار بيروت» التي يرأسها الحريري والتي تمثلت بثلاثة نواب. وقد اعلن النائب محمد قباني انهم ابلغوا فخامة الرئيس قرار الكتلة وهو عدم تسمية احد، وهي بمثابة وضع ورقة بيضاء. وقال: «هذا لا يعني اننا صنفنا انفسنا معارضة. وموقفنا سيتحدد على ضوء التشكيلة الحكومية وعلى ضوء البيان الوزاري. ونتمنى النجاح للحكومة المقبلة لان نجاح الحكومة هو نجاح للبنان. وهو ما نريد جميعاً».

ثم استقبل الرئيس لحود كتلة «الوفاق المتنيَ» التي يرأسها نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب ميشال المر وضمت النائبين اميل اميل لحود (نجل رئيس الجمهورية) وسيبوه هوفنانيان. وعقب اللقاء اعلن النائب المر تسمية عمر كرامي «لانه رجل وطني. وهذا الظرف يجب ان يشهد وجود رجل وطني مثل الرئيس عمر كرامي»، مطمئناً الاعلاميين الى ان نجله وصهر رئيس الجمهورية الياس المر باقٍ في الحكومة وزيراً للداخلية.

وسمت كتلة نواب «حزب الله» التي تضم 12 نائباً كرامي. وكذلك فعلت الكتلة الشعبية (3 نواب). وقال النائب نقولا فتوش ان الكتلة رشحت الوزير الحالي ايلي سكاف و«تمنت ان يكون وزيراً للزراعة نظراً لاهمية الزراعة على صعيد البقاع». كذلك فعلت كتلة نواب البقاع الغربي (3 نواب).

اما كتلة «نواب الشمال» التي تضم تسعة نواب ابرزهم وزير الصحة سليمان فرنجية ووزير الاشغال نجيب ميقاتي، وهما من ابرز خصوم كرامي السياسيين، فقد اعلن المتحدث باسمها النائب جهاد الصمد انها «سمت ووضعت التسمية في عهدة الرئيس لحود». غير انه ذكر ان الكتلة اعلنت «عدم ممانعتها بتسمية كرامي».

ثم استقبل الرئيس لحود النائب جورج افرام الذي اعلن باسمه الشخصي تسمية الرئيس عمر كرامي. فيما غاب زميلاه في كتلة «الكرامة والتجديد» النائبان نعمة الله ابي نصر وناظم الخوري الذي اعلن لاحقاً انه لا ينتمي الى اي كتلة.

وسمت «كتلة القرار الشعبي» (3 نواب) كرامي. وكذلك كتلة نواب حزب البعث. واعلن وزير الدولة عاصم قانصوه ان الحزب «قرر تسمية الرئيس عمر كرامي كبديل يستطيع القيام بالمهمات المطلوبة ضمن النهج الذي يساعد على حل المشاكل المطروحة في البلد». كما سمت كرامي كتلة الحزب السوري القومي الاجتماعي (4 نواب) وكتلة نواب الارمن (نائبان) وكتلة نواب «الكتائب» (نائب واحد).

وفي ختام الاستشارات اجتمع الرئيس لحود برئيس مجلس النواب نبيه بري واطلعه على حصيلة الاستشارات التي بينت ان غالبية النواب تؤيد تكليف كرامي الذي استدعي بعدها الى القصر الجمهوري وتبلغ قرار تكليفه تشكيل الحكومة.