كرامي بعد مشاركته في الاستشارات: المرحلة المقبلة في لبنان «حمل ثقيل»

TT

بدا رئيس الحكومة، السابق ـ الحالي، عمر كرامي متهيباً الموقف بعد عودته صباح امس الى منزله البيروتي في منطقة الرملة البيضاء آتياً من القصر الجمهوري بعد مشاركته في الاستشارات النيابية التي أجراها رئيس الجمهورية اميل لحود لتسمية الرئيس الذي سيكلف تشكيل الحكومة الجديدة. فالابتسامة التي نادراً ما تفارق محياه، وروح النكتة التي طبعت اسلوبه في الكلام وأنس لها القريبون والاصدقاء، وأكسبته «شعبية» لدى متابعي جلسات مجلس النواب التي تنقل على الهواء مباشرة، تراجعتا بعض الشيء امس لتطفو على وجهه ملامح الجد والاستعداد للمرحلة المقبلة التي لخصها كرامي بعبارة «الحمل ثقيل»، قالها وهو يسترخي على مقعده في الصالون الفسيح الذي جعله منتدى يستقبل فيه الصحافيين صباح الثلاثاء من كل اسبوع، والاصدقاء الخلص مساء اليوم نفسه بعد غياب في معظم ايام الاسبوع يمضيها في مسقط رأسه طرابلس حيث يتابع شؤون مريديه وهواية صيد السمك.

بادره احدهم بالقول: «الرجال عند الملمات، وانت في طليعتهم يا دولة الرئيس، فحالة البلد يرثى لها والاوضاع مضطربة عندنا وحولنا. وها قد اخترت للانقاذ وانت اهل له»، وسارع كرامي بالاجابة: «هذا صحيح، لكن من اوصلنا الى هنا؟».

سألناه عن رأيه في التشكيلات الحكومية التي نشرت في الصحف امس فيما هو لم يكلف بعد، وتزامنها مع تصريح رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، بأن الحكومة جاهزة ومؤلفة منذ اليوم الاول للتمديد، فانتفض قائلا: «ومتى لم تكن الحكومات جاهزة والتسريبات شغالة؟ ألم يكن كذلك على وقتهم؟ ألم يدخلوا حكومات جاهزة؟ كفى.. فليستحوا على دمهم».

ولم يبد كرامي قلقاً من القرار 1559 وتداعياته، حيث رأى في البيان الرئاسي الاخير الصادر عن مجلس الامن تراجعا كبيرا عما تضمنه القرار نفسه. وعاب على الذين «بنوا قصورا من الاوهام عند صدوره».

ورغم حراجة الموقف وما ينتظره من مهمات صعبة ان لم نقل مستحيلة، ابتسم كرامي وهو يروي كيف اجاب صحافيا في القصر الجمهوري عن سؤاله «الغريب» حول الشخصية التي رشحها لتشكيل الحكومة، اذ قال له «لقد رشحت شخصا».