ألف شخص في إفطار الإخوان وحضور السفير السوري أثار الانتباه

TT

تحولت الافطارات الرمضانية المجمعة إلي أحد المظاهر السياسية في مصر والتي أبرزت الصراع بين القوى السياسية والنقابية الحريصة على تنظيم حفلات افطار. ويعد ابرزها الافطار الذي تنظمه جماعة الاخوان المسلمين وتم أول من امس وهو أحد الاحتفالات الهامة التي تحرص عليها الجماعة التي تعاني من الحظر السياسي وتجد في هذا الافطار فرصة للتعبير عن نفسها في ظل دعوتها لشخصيات عامة وحزبية.

لكن افطار الاخوان يلاحظ فيه عدم حضور اي اطراف تنتمي للحكومة منذ انطلاقه قبل 12 عاما، ويحضره مسؤولون سابقون. ويحاط إفطار الاخوان باحتياطات أمنية عالية خاصة أن عدد الحضور فيه يصل الى الف شخص ويلاحظ أن الأجهزة الامنية المصرية حرصت علي ان يتم ابعاد انظار الاخوان عن قلب العاصمة. واصر جهاز الامن ان يقام الافطار في فندق شيراتون المطار الذي يقع على اطراف القاهرة منذ نقل عام 1996 من مقر فندق أمان في حي الدقي بالجيزة.

ويعتبر المراقبون ووسائل الاعلام حفل افطار الاخوان السنوي المؤتمر الرئيسي للجماعة تقيمه بشكل غير رسمي ويحمل لافتة الجماعة في ظل الحظر المفروض عليها.

وبدا لافتا ان الجماعة ركزت توجهاتها خلال حفل الافطار الذي دعا اليه المرشد العام للجماعة محمد مهدي عاكف للمرة الاولى منذ اعتلائه رأس الجماعة في شهر يناير الماضي على المطالبة بتحقيق الاصلاح السياسي خاصة في محاولة من الجماعة لاثبات تمسكها بهذه المطالبات بعد ان تم استبعادها من تجمع توافق القوى الوطنية الذي تشكل قبل اسابيع قليلة من دون دعوة الاخوان، لكن وسط ذلك بدا لافتا حضور السفير السوري في القاهرة يوسف احمد للحفل في وقت اكتفت فيه السفارة السودانية واليمنية بايفاد عدد من اعضاء سلكهما الدبلوماسي بعد ان كان السفير السوداني واحدا من الضيوف الدائمين على افطار الاخوان في اعوام سابقة.

ورغم حدة الخلافات بين جماعة الاخوان وحزب التجمع اليساري المعارض والذي كان سببا في اقصاء الجماعة عن المشاركة في توافق القوى الوطنية الا ان حضور الامين العام للحزب حسين عبد الرازق كان لافتا. غير ان عبد الرازق تجاهل الحديث عن ابعاد الاخوان وركز كلمته على المطالبة بالتغيير الشامل وليس مجرد الاكتفاء باحداث اصلاح سياسي.

ومن اكثر المشاهد ايضا لفتا للانظار في حفل افطار الاخوان صعود المفكر القبطي الدكتور وفيق حبيب الى منصة الحديث كأحد الضيوف البارزين على افطار الاخوان رغم ان حبيب كان احد قيادات حزب الوسط الذين انشقوا على الاخوان لتأسيس الحزب في عام 1996.

وبعد افطار الاخوان، يأتي إفطار مجموعة حزب الوسط تحت التأسيس التي خرج اغلب اعضائها من الجماعة منذ عام1996 وسعوا لتكون حزب سياسي. ولذلك اتخذ مؤسسو الافطار الجماعي في رمضان هذا الحزب عرفا بالحرص على اقامة افطار سنوي يقل حجما وامكانية عن افطار الاخوان إلا أنه يتميز بحضور عدد أكبر من الشخصيات العامة .

ويقام إفطار الوسط هذا العام في يوم الاربعاء القادم. وتم تقديم الدعوة فيه الي ما يزيد عن ثلاثمائة شخصية اعلامية وسياسية.

ويتوازى مع افطار الوسط الافطار الذي تقيمه لجنة الشريعة الاسلامية بنقابة المحامين والتي تسيطر عليها جماعة الاخوان المسلمين وتحرص فيها الجماعات علي مخاطبة المحامين في هذا الافطار الذي يعقد في احدى الحدائق العامة بضاحية مصر الجديدة شرق القاهرة . ويدعو فيه المحامون الإخوان ما يزيد عن الف شخص.

لكن سامح عاشور نقيب المحامين ذا الاتجاه الناصري والمنافس التقليدي للاخوان المسلمين يقوم بالرد على افطار لجنة الشريعة الاخوانية بافطار مواز يقيمه في مجمع نادي الشمس الرياضي. ويحرص سامح عاشور على أن يفوق الحضور في إفطاره عدد الحضور في افطار لجنة الشريعة الاخوانية. وفاق حضور افطار سامح عاشور العام الماضي مايزيد عن 2500 شخص. ويتوقع ان يزيد عاشور عدد المدعوين للافطار هذا العام خاصة في ظل اقتراب موعد انتخابات نقابة المحامين التي ستبدأ في مطلع العام المقبل. وينافس هذا الافطار الحفل الافطاري الذي يقيمه رجائي عطية المنافس لسامح عاشور على منصب النقيب المدعوم من الاخوان المسلمين.

وهناك افطار اخر يقيمه منير فخري عبد النور رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد. ويعد احد الافطارات الهامة التي يحرص علي حضوره مسؤولون كبار وقيادات حزبية بارزة سواء من حزب الوفد المعارض أو أحزاب وقوى أخرى. ويعد افطار أسرة عبد النور تقليدا اتخذته عائلة عبد النور القبطية في اقامة افطار للمسلمين ويحضره الكثير من الشخصيات الرسمية. ويأتي بعده الافطار الذي يقيمه البابا شنوده بطريرك الكرازه المرقسية والذي يسمي افطار الوحدة الوطنية ويبث التلفزيون المصري أجزاء منه.

وبجانب هذا الافطار تقيم الطوائف المسيحية الأخرى مثل الطائفة الانجيلية افطارات اخري للمسلمين.

وتغيب الأحزاب الأخرى وباقي القوى السياسية عن الافطارات المنتظمة لكن تلجأ بعض الاحزاب لاقامة افطارات في مناسبات مختلفة، تميل في اغلبها إلى دعوة أعضاء وقيادات الحزب فقط وهذا ما يحدث في نقابات اخرى.