كوندوليزا رايس تروج لبوش في الولايات الحاسمة وتتعرض بذلك لوابل من التوبيخ

TT

تعرضت كوندوليزا رايس مستشارة الامن القومي لانتقادات قوية لاشتراكها النشط في حملة اعادة انتخاب جورج بوش على الرغم من ان منصبها في الادارة الأميركية يمنعها من ذلك. وقد فسر البعض نشاطها هذا بأنها «تسعى للاحتفاظ بمنصبها اذا اعيد انتخاب بوش لفترة رئاسية مقبلة». وتقوم الآن رايس بالتنقل في الولايات المتوقع ان تشهد سباقا متقاربا في الانتخابات في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) وتلقي المحاضرات والخطابات التي تؤيد سياسات بوش وتعطي عددا من المقابلات للصحافة المحلية.

وتتنقل رايس بين ولايات فلوريدا واوهايو وبنسلفانيا وميشيغان، كما ألقت خطبا ومحاضرات في اوهايو ونورث كارولاينا وأوريغون وولاية واشنطن. وبرر البيت الابيض ما تقوم به على اساس انها «تقوم بمجرد شرح السياسة الخارجية للأمة الأميركية». وجلبت تحركات رايس انتقادات حادة، كما هو متوقع، من معسكر المرشح الديمقراطي جون كيري. فقال جون ادواردز، مرشح كيري لمنصب نائب الرئيس، ان بوش «يستخدم اي وسيلة ليبقى في الحكم. انه مستعد للذهاب الى ابعد مدى ليظل متمسكا بالحكم حتى لو كان ذلك يعني ان يعطل مستشارة الأمن القومي الأميركي عن أداء عملها». واضاف: «لقد حان الوقت لبداية جديدة للبيت الابيض تكون اولوياته هي التركيز على أداء كل ما هو ممكن لجعل أميركا مكانا أكثر أمانا».

وقال ادواردز: «على الرغم من التخويف الشديد من الارهاب الذي تتبعه ادارة الرئيس بوش، فإن لديها التزاما حيال امنها السياسي اكبر من التزامها بأمننا القومي. حقيقة الامر هي ان العنف في العراق يتحرك بعيدا عن السيطرة واسامة بن لادن يبقى طليقا حرا بينما قامت كل من ايران وكوريا الشمالية بزيادة قدراته النووية. ومع حدوث كل هذا ما كان ينبغي لمستشارة الأمن القومي ان تتمتع بعطلة وتذهب للمشاركة في حملة اعادة انتخاب بوش».

وانضمت لحملة الانتقادات عائلات ضحايا 11 سبتمبر (ايلول) فقامت خمس ارامل لقتلى في هجمات 11 سبتمبر بنشر بيان لهن اول من امس ينتقدن فيه تصرفات رايس. وقلن في بيانهن: «في وقت يزداد فيه الإرهاب، وجنود القوات الأميركية يقتلون كل يوم في العراق فاننا ننزعج اذا وجدنا ان مستشارة الامن القومي تعطي مقابلات صحافية وتلقي خطابات في ولايات حاسمة للانتخابات. من الافضل ان تقضي رايس وقتها في محاولة تعقب اسامة بن لادن ورجال القاعدة. هؤلاء الرجال الذين قتلوا ازواجنا».

وقال بول فريدمان، احد المحاربين في حرب العراق وايضا ممن شاركوا في الحرب في افغانستان، انه كان من المقلق للغاية معرفة كم الوقت الكبير الذي تقضيه رايس في الترويج لحملة اعادة انتخاب بوش. وقال: «يجب الا يقضي من يشغل منصب مستشار الامن القومي الأميركي كل هذا الوقت، ولا يفترض فيه ان يركز على السياسة الحزبية، خصوصا مع الموقف المزعج في العراق حاليا ومع ما خسرناه في الحرب على الارهاب». وقال فريدمان انه كان على متن البارجة الحربية «يو اس اس ابراهام لنكولن» حينما قام الرئيس بوش في مايو (ايار) 2003 بالهبوط على سطح الطائرة ليعلن ان « المهمة تمت» بعد غزو العراق ودخول القوات الأميركية بغداد. وأضاف: «اتضح في ما بعد ان المهمة كانت ابعد ما تكون عن التمام كما تظهر الزيادة الشهرية في اعداد القتلى في صفوف القوات الأميركية وقوات التحالف. الحقيقة الواضحة بشكل مؤلم هي اننا دخلنا الحرب برغبة عارضة وبدون اي خطة لها ولما يمكن ان يحدث بعدها». وانتقد فريدمان تمكن افراد المقاومة العربية من الدخول والخروج بحرية عبر حدود العراق غير المؤمنة وفشل القوات الأميركية في السيطرة عليهم. وأضاف: «ماذا كنت المهمة يا دكتورة رايس؟ وما هي خطتك لأصدقائي ممن ما زالوا يشتركون في المعركة في العراق؟ رجائي لك هو ان تتوقفي عن القيام بأحاديث انتخابية، وان تعودي لعملك في الأمن القومي والاضطلاع بالمهمة التي عينك الرئيس بوش للقيام بها».