«أميركيو لبنان» يواجهون الانتخابات الرئاسية بالاقتراع لحقوقهم المدنية ولسياسات أفضل في منطقة الشرق الأوسط

TT

يحظى «اميركيو لبنان» بحصة من موسم الانتخابات الرئاسية في بلاد العم سام. لذا سارع معظمهم لأداء «واجبه القومي» واختيار من يقنعه بمشاريعه وطروحاته، وبادروا الى ارسال قواسم الانتخابات بالبريد المضمون من بيروت الى الولايات التي ينتمون اليها.

وعدد الاميركيين المقيمين في لبنان واللبنانيين الحائزين على البطاقة الخضراء (الـ«غرين كارد») سري لاسباب امنية، لا سيما بعد احداث 11 سبتمبر وحرب العراق» «وتطرف بعض الجماعات الاصولية والتيارات المتشددة في لبنان» كما جاء الجواب من الجهات المختصة. لكن متعة الانتخاب تبقى حاضرة عندما يطرح السؤال على اميركي أو لبناني حامل للجنسية الاميركية عن الاستحقاق المقبل. وفي هذا الاطار قالت هلا عيتاني الموظفة في احدى الوزارات لـ «الشرق الأوسط»: «حصلت قبل اشهر على جنسيتي الاميركية، ولكن لا اعرف ما اذا بت املك حق الانتخاب. سأتصل بالسفارة واسأل عن الموضوع، فهذه هي المرة الاولى التي سيتاح لي من خلالها ان انتخب فعلاً، ويكون لصوتي تأثير في صندوق الاقتراع». ولم تستطع هلا التمييز في اختيارها بين المرشحين الرئاسيين جورج بوش وجون كيري، فقالت: «الاثنان اميركيان، أليس كذلك؟ لا اعرف اين يكمن الفرق».

الاميركية برسيلا لوزين شاهين، المتزوجة من لبناني، تعرف الفرق جيداً وتقول: «اظن ان فيلم «فهرنهايت 9/11» يعبر عن رأيي في بوش وبرنامجه الانتخابي، وانا افضل كيري لأني مقتنعة بأنه يملك مشاريع افضل للولايات المتحدة واتمنى ان يحققها. وهو معتدل واكثر اتزاناً ودبلوماسية من بوش. كما انه صادق في قوله، انه سيعيد النظر في السياسة الخارجية للولايات المتحدة».

وعن مآخذها على سياسة بوش الخارجية تقول برسيلا: «يعتبر بوش قضاءه على صدام حسين واسامة بن لادن كفيلا بالقضاء على الارهاب. لكن المطلوب معالجة اسباب الارهاب نفسها وحل المشكلة من جذورها. فأنا لا أميل الى اعتماد القوة للقضاء على مشكلة ما، وانما افضل الحكمة ومحاولة تفهم الشعوب. وكيري يتمتع بهذه القدرة. كذلك اجد انه يهتم اكثر بالشعب الاميركي، بينما بوش لا يهتم الا بنفسه ويستغل خوف الاميركيين من الارهاب ليعطيهم حلولاً تناسب ردة فعلهم الفورية».

اللبناني عاطف عيد، الحائز على الجنسية الاميركية والذي امضى اكثر من ربع قرن في الولايات المتحدة قبل عودته الى وطنه، لا يوافق مواطنته برسيلا على تعاطفها مع كيري، لأنه، بكل بساطة مع بوش. وهو يجد كيري «غير صادق ويهودي اباً عن جد ومهما حدث فسيعطي اليهود كل ما يريدون على طبق من ذهب».

ونسأل: «ألم يعط بوش، من جهته، اليهود والاسرائيليين كل شيء ايضاً»؟ فيجيب: «صحيح ان بوش اعطى الاسرائيليين والسبب ورطته مع العراق. فهو لا يريد ان يثير كراهيتهم ضده. لكنه عندما ينجح في هذه الدورة سيسحقهم ولن يتساهل معهم. دائماً في ولايته الثانية يعمد الرئيس الاميركي الى «كبس» اليهود في الولايات المتحدة والحد من سيطرتهم على الاعلام والاقتصاد».

وتغرد الاميركية كيرستن ادريس، المتزوجة من مفكر لبناني، خارج السرب تماماً. فهي تقول انها ستنتخب رالف نادر. وتشير الى ان كيري «لا يختلف كثيراً عن بوش. فهما متفقان بشأن الشركات الكبرى ولا يتوقفان عند هموم التعليم وحقوق النساء والأعراق. فالحزبان الديمقراطي والجمهوري في خدمة رجال الاعمال، ولا اختلاف جذرياً في برامج الطرفين».

وتتوقف كيرستن عند الارتباط الوثيق بين القضايا الداخلية والقضايا الخارجية في الولايات المتحدة فتقول: «لا استطيع ان استمتع بحقوقي كمواطنة اميركية على حساب العالم الثالث، ولا اريد ان أربح الداخل على حساب الخارج. لذا سأنتخب نادر كخيار ثالث لاعطاء الفرصة لمرشحين منفردين في المستقبل، عوضاً عن عزوفهم، لأن النتائج محسومة سلفا. ولا امل يرتجى من خوض انتخابات لا يشارك فيها اكثر من 25 % من الشعب الاميركي».

وتنتقد ماجدة ابي فاضل، اللبنانية الحاصلة على الجنسية الاميركية، عدم توحيد وسائل الاقتراع وتحديثها في الولايات المتحدة. وهي تقول: «الوسائل متعددة وبعضها بدائي، واي مشكلة في الكومبيوتر تغير في النتيجة. كذلك هناك اخطاء في البطاقات المثقوبة. وبفضل هذه الاخطاء فاز بوش في المرة السابقة. وانا كنت سباقة واقترعت لصالح كيري حتى احول ومن معي دون تكرار ما حدث».

وتنتقد ماجدة التقرب المبالغ به لليهود من قبل المرشحين، وتقول: «كيري القى عبارات في احدى خطبه بالعبرية، الا انه على المدى الطويل يبقى افضل من بوش». وهي تعتبر ان عملها وحياتها في لبنان لا يحولان دون اهتمامها الشديد بالانتخابات الاميركية. هذا الاهتمام من شأنه ان يغير من واقع الوضع الداخلي للولايات المتحدة».

وتضيف ماجدة قولها: «يهمني راتب التقاعد والضمان الصحي ومستقبل ابنتي. اشعر بأنني انتمي الى اميركا ولبنان، وعلى ضوء كل ما يرتكب في المنطقة اخاف من تجذر المحافظين الجدد في الحكم. اعرفهم وهم مخيفون، فالتحالف الذي نشأ بين الجمهوريين واليهود خطر على المنطقة».