كلينتون يسعى لتولي منصب أمين عام الأمم المتحدة ومؤيدوه يؤكدون أنه سيعطيها «العضلات والفاعلية»

بوش قد يجد صعوبة فى دعم ترشيح كلينتون وكيري لا يمكن إلا أن يسانده وأوروبا وأفريقيا أهم أنصاره

TT

ذكرت مصادر مقربة من الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون أنه يسعى لتولي منصب الأمين العام للأمم المتحدة خلفا للأمين العام الحالي كوفي انان المقرر أن تنتهي ولايته مع نهاية العام المقبل. ونقلت وكالة «يونايتد برس» الإخبارية عن مصدر في الامم المتحدة تأكيده أن عيني كلينتون على المنصب حاليا وان ترشيحه من المرجح أن يحظى بتأييد واسع من دول العالم الثالث على وجه الخصوص. وذكرت الوكالة نقلا عن المصدر قوله «بلا أدنى شك هو يسعى للمنصب». وفي السياق ذاته، قال دبلوماسي في واشنطن، إن كلينتون يمكن أن يعزز من دور الأمم المتحدة في حال توليه أمانتها العامة. لكن المصدر نفسه أشار إلى أن كلينتون لا يمكن أن يقدم على ترشيح نفسه إلا إذا ضمن تأييد الحكومة الأميركية، وهو الأمر الذي تصعب معرفته قبل ظهور نتائج الانتخابات الرئاسية في الثاني من الشهر المقبل.

ومن المرجح أن يجد الرئيس الجمهوري جورج بوش صعوبة في القبول بترشيح كلينتون لهذا المنصب الهام لأن ذلك يعني تعاظم دور الديمقراطيين عالميا. وفي المقابل فإن المرشح الديمقراطي جون كيري إذا ما فاز بالرئاسة فإنه قد لا يرغب في ترشيح كلينتون أمينا عاما للمنظمة الدولية لكنه سيكون من الصعب عليه جدا، إن لم يكن مستحيلا، معارضة ترشيح الرئيس السابق الذى لا يزال يحظى بشعبية كبيرة داخل وخارج بلاده.

ويقول خبراء في الأمم المتحدة، إنه بعد تولي المصري بطرس غالي منصب الأمين العام ومن بعده كوفي أنان، فإن الدور يفترض أن ينتقل من أفريقيا إلى آسيا، ولم تعلن أي دولة حتى الآن ترشيح أي شخصية، ولكن من المعتقد أن الصين تدعم خلف الكواليس ترشيح وزير خارجية تايلاند سوراكيارت ساثيراثاي. كما تردد ان الرئيس الايرانى محمد خاتمى، المقرر ان تنتهي ولايته الثانية والاخيرة العام المقبل، عينه ايضا على المنصب، وهو لن يعدم دعما كبيرا من الدول الاسلامية.

وإذا ما تقدم كلينتون للترشيح فمن السهولة بمكان أن تحول الصين دعمها له بدلا عن الوزير التايلاندي، غير ان موقف ايران قد يكون مختلفا. وإذا ما فاز كلينتون بالمنصب فسيكون أول أميركي في تاريخ منظمة الأمم المتحدة يتولى الأمانة العامة فيها، بالرغم من مكانة اميركا الدولية وكونها اكبر مساهم فى ميزانية الامم المتحدة. ويقول مراقبون سياسيون، إن وجود بيل كلينتون على رأس المنظمة الدولية سوف يعطيها العضلات التي تحتاج إليها ويمنح قراراتها كثيرا من التأثير والفاعلية. يشار إلى أن الرئيس السابق أقنع الكونغرس الأميركي أثناء فترة رئاسته بدفع مساهمات الولايات المتحدة في المنطمة الدولية، كما أعاد بلاده لعضوية منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) ولو أن تنفيذ القرار تم فعليا في بداية عهد خلفه الرئيس جورج بوش.

وكانت الولايات المتحدة جمدت عضويتها في اليونسكو في عهد الرئيس الأسبق رونالد ريغان احتجاجا على مزاعم بالفساد اتهم به مسؤولون في المنظمة الدولية. يذكر أن الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون ما زال يتعافى من عملية جراحية لاستبدال أربعة شرايين أجريت له الشهر الماضي في إحدى مستشفيات نيويورك، وهو الأمر الذي أبعده عن المشاركة في حملة المرشح الديمقراطي جون كيري ولكن من المقرر أن يستأنف في القريب العاجل نشاطه ويشارك قدر المستطاع في دعم حملة كيري.

وليست هذه هي المرة الاولى التي تثار فيها مسألة اهتمام كلينتون بتولي المنصب، اذ انه فى فبراير (شباط) 2003، ذكرت تقارير ان هناك حركة نشطة للترويج لتولي الرئيس الاميركي السابق للمنصب، ومن دول من بينها المانيا وفرنسا وبريطانيا وايرلندا ونيوزيلندة والمغرب ومصر تدعم ترشيح كلينتون، وساعتها ذكرت التقارير ايضا انه «مهتم بالفكرة».

كما ترددت شائعات ايضا ان انان قد يستقيل قبل نهاية ولايته، مما يفسح المجال اكثر امام كلينتون، غير ان الامين العام للامم المتحدة اكد لاحقا انه سيكمل ولايته حتى نهايتها.