استئناف المفاوضات النووية بين إيران والدول الأوروبية الأسبوع المقبل في فيينا

ألمانيا تصف المشاورات مع طهران بأنها «معقولة» وأميركا تشكك في وفائها بالتزاماتها

TT

أعلنت مصادر دبلوماسية ان فرنسا والمانيا وبريطانيا ستستأنف الاسبوع المقبل المباحثات التي بدأتها مع ايران في فيينا حول البرنامج النووي الايراني. وقال دبلوماسي في العاصمة النمساوية «ستجرى في فيينا واغلب الظن في منتصف الاسبوع القادم»، كما اكد مصدر اوروبي في بروكسل هذا النبأ.

وتعرض باريس وبرلين ولندن تقديم التكنولوجيا النووية المدنية لايران بما فيها مفاعل يعمل بالمياه الخفيفة، بشرط ان تثبت طهران عدم سعيها للحصول على السلاح الذري، وفقا لوثيقة حصلت عليها وكالة «فرانس برس» واكدتها مصادر دبلوماسية. وتطالب الدول الاوروبية الثلاث كشرط مسبق بوقف انشطة تخصيب اليورانيوم الذي يمكن استخدامه في اغراض عسكرية او مدنية، وهو الامر الذي يرفضه الايرانيون. وقال سيروس ناصري، عضو الوفد الايراني، الخميس بعد لقاء دام ثلاث ساعات في مقر البعثة التمثيلية الفرنسية في فيينا «ما اتفقنا عليه هو مواصلة الحوار. واعتقد اننا سنلتقي من جديد خلال ايام». واكد ناصري عدم وجود «اي مهلة من وجهة النظر الايرانية».

الا ان الدول الغربية قدمت الاجتماع الذي بدأ الخميس على انه «الفرصة الاخيرة» قبل الدورة المقبلة للوكالة الدولية للطاقة الذرية في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل في فيينا، والتي ستقرر ما اذا كانت سترفع الملف الايراني الى مجلس الامن لتوقيع عقوبات دولية محتملة.

ومن ناحيتها، وصفت المانيا امس مباحثاتها، وبريطانيا وفرنسا، مع ايران بأنها معقولة، وتوقعت عقد اجتماعات اخرى قبل مهلة 25 نوفمبر القادم لاقناع طهران بالتخلي عن خططها لتخصيب اليورانيوم. وقال فالتر ليندنر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الالمانية، معلقا على مباحثات فيينا «جرت بالطبع مباحثات معقولة، ولكن لا يمكنني ابلاغكم بأي شيء حول مضمونها». وقال ان المباحثات ستستمر على مستويات متعددة حتى 25 نوفمبر، موعد اجتماع مجلس امناء وكالة الطاقة لمناقشة الملف النووي الايراني.

وأضاف ليندنر في مؤتمر صحافي «نأمل بحلول هذا الموعد ان يتم تبديد الشكوك، ولكن هناك سلسلة من علامات الاستفهام. حتى ذلك الحين هناك معنى لاجراء هذه المحادثات على ان يكون ذلك بإحساس واضح بالواقعية».

الى ذلك، أعربت الولايات المتحدة عن شكوكها حيال التزام ايران بالمطالب الدولية حول برنامجها النووي، بعد الاقتراحات الاوروبية الاخيرة لطهران. وقالت وزارة الخارجية انها تنتظر تقريرا عن المحادثات التي عقدت في فيينا.

وقال ريتشارد باوتشر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية: «المهم هو ما سيقوله الايرانيون وما اذا كانوا سيقبلون مطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وما اذا كانوا سيفون بالتزاماتهم». واضاف «لا أعلم ما اذا كانوا سيفعلون ذلك اليوم او غدا، ولكن للاسف علمنا التاريخ ان الجواب سيكون لا»، مجددا التأكيد على ان واشنطن ما زالت تريد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان تقرر خلال اجتماعها المقبل نقل هذا الملف الى مجلس الامن.

وأبدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ترحيبها بالمحادثات بين المجموعة الأوروبية وايران، مؤكدة انها وان كانت ليس طرفا فيما يدور إلا انها تدعم الحوار الذي قد يقود دبلوماسيا لخلق ثقة دولية في ايران، جاء ذلك على لسان مليسا فليمنج، الناطقة الرسمية باسم الوكالة.