البشر يستهلكون من الثروات الطبيعية أكثر من قدرة الأرض على تجديدها

TT

يستهلك سكان العالم من الثروات الطبيعية أكثر بعشرين في المائة مما يمكن لكوكبنا ان ينتج، مما يجعلنا غارقين في ديون بيئية تتطلب تدخلا حكوميا عاجلا لإعادة التوازن ما بين الاستهلاك البشري وقدرات العالم على التجدد. ويقول المدير العام لصندوق الحياة البرية «وايلد ورلد فاند» كلود مارتن «اننا نستهلك رأسمال الطبيعة بأسرع من قدرته على التجدد».

ويبين جدول التوازن البيئي الذي ينشر كل سنتين، زيادة مستمرة في الطلب على قدرات الأرض على توفير هواء نظيف وغذاء وطاقة ومواد أولية. ويحتل كل فرد ما يسمى «مساحة ضغط بيئي» تعادل 2.2 هكتار قياسا بقدرته على التلويث او استهلاك الطاقة والموارد الاخرى بما فيها الطعام، في حين ان الأرض يمكنها فقط ان توفر لكل شخص 1.8 هكتار، وفق تقرير صندوق الحياة البرية لسنة 2004 المعنون «الكوكب الحي». ومقارنة مع التقرير الأخير للصندوق قبل سنتين والذي قام بقياس التوازن البيئي حتى 1999، أكد التقرير الأخير ان ثروات العالم الحيوانية والسمكية ومن الطيور تواصل تراجعها خلال القرن الحادي والعشرين. ويؤكد صندوق الحياة البرية ان اكثر الأمور المنذرة هي الزيادة المستمرة في استهلاك وقود باطن الأرض من النفط والغاز والفحم للاستهلاك الصناعي والفردي والذي ارتفع بنسبة 700 % بين 1961 وسنة 2000 . ويحدد التقرير ثلاثة عوامل مؤثرة على حجم «المساحة البيئية» هي حجم السكان ومستوى الاستهلاك وأنماط أنظمة الإنتاج المستخدمة لتحويل الموارد الطبيعية الى طاقة او منتجات. والدولة التي احتل سكانها أوسع «مساحة ضغط بيئي» في 2001 كانت الإمارات العربية المتحدة، حيث بلغت حصة كل شخص اقل بقليل من عشرة هكتارات، وذلك خصوصا بسبب الاستهلاك المرتفع للطاقة الذي يتجاوز 70% من تلك المساحة. وتبعتها الولايات المتحدة والكويت اللتان سجلتا تسعة هكتارات. وتتقدم دول الخليج على دول العالم الأخرى في استهلاك الطاقة للفرد، حيث يبلغ نحو 80% من مساحة الضغط البيئي الكلية. واحتلت استراليا المرتبة الرابعة في الضغط على المصادر الطبيعية (7.7 هكتار) تبعتها السويد وفنلندا (7 هكتارات). وينخفض استهلاك الطاقة في هاتين الدولتين الشماليتين حيث يشكل نحو 15% من مساحة الضغط البيئي، لكنهما تستهلكان الكثير من الأطعمة والألياف (خمسة هكتارات) وذلك أساسا بسبب استهلاك الغابات في صناعة الخشب.