زعيم الخلية الإسلامية في إسبانيا تبادل الرسائل مع منفذ الاعتداء على مركز التجارة العالمي

خطة نسف مبنى المحكمة الوطنية في مدريد تضمنت تدريب الأصوليين على السرقة لتمويل الهجوم

TT

أظهرت التحقيقات الجارية في قضية الخلية الإسلامية التي تم تفكيكها في إسبانيا الاثنين الماضي ان الزعيم المفترض للخلية الجزائري محمد اشرف المعتقل حاليا في زيوريخ تبادل رسائل مع منفذ الاعتداء على مركز التجارة العالمي في 1993 محمد سلامة. وكانت التحقيقات حول هذه الشبكة، التي يشتبه في أنها كانت تحضر لنسف مبنى المحكمة الوطنية في مدريد، مستمرة طوال صباح امس في مدريد حيث كان القاضي بالتاسار غارسون يستمع الى 10 معتقلين يشتبه في أنهم أقاموا علاقة مع اشرف ومجموعته. وقالت صحيفة «آ بي ثي» إن السلطات الاميركية هي التي نقلت الى الشرطة الإسبانية رسائل بعث بها محمد سلامة، احد المتهمين بالاعتداء على مركز التجارة العالمي في نيويورك عام 1993 الى أشرف، وأوقع الهجوم على مركز التجارة ستة قتلى وجرح أكثر من ألف. وأوردت «آ بي ثي» وصحيفة «إل باييس» إحدى الرسائل الموجهة عام 2003 الى محمد اشرف من سجن فلورنسا (كولورادو ـ الولايات المتحدة) كتب فيها سلامة، الذي يقضي حكما بالسجن لمدة 116 سنة لمشاركته المباشرة في الهجمات، انه يريد «فرصة للقيام بعمل خير ينقذه من يوم الحساب». كما أوردت الصحيفة رسالة بعث بها اشرف في 2001 الى احد أقربائه أكد فيها انه شكل في السجن «مجموعة من الإخوان على استعداد للاستشهاد في أي لحظة في سبيل الله لدينا الرجال والعتاد». وقالت الصحيفة الإسبانية ان اشرف اتصل بمتهمين آخرين اثنين على الأقل في قضية مركز التجارة العالمي هما محمود محمد أبو حليمة ونضال إياد الضالعان الموجودان ايضا في السجون الأميركية. كما أكد المحققون ان لديهم عدد من الرسائل تبرهن علاقة مجموعة محمد اشرف مع «المجموعة الإسلامية المسلحة» ومع الخليّة الإسبانية المرتبطة ببن لادن ومع مجموعة من المجرمين العاديين.

وكان اشرف قد جنّد اثني عشر عنصرا عندما كان في سجن «توباس» بين عامي 2001 و2002 كانوا يطلقون على أنفسهم اسم «شهداء للمغرب». وتزعم أشرف هذه المجموعة كما تزّعم مجموعة أخرى عندما كان في سجن «بالما دي مايوركا». وبعد خروجه من السجون الإسبانية انتقل الى باريس.

ارتكزت خطة اشرف لنسف مبنى المحكمة الوطنية في مدريد على ثلاث خطوات، الخطوة الأولى كانت ايجاد عناصر مستعدة للانتحار بقيادة شاحنة محملة بالمتفجرات لنسف مبنى المحكمة الوطنية والثانية تجنيد لصوص أصوليين من أجل السطو على عدد من المنازل وسرقة بطاقات ائتمان لتمويل نشاطاتهم والخطوة الثالثة هي الاتصال بشخص في مدينة المريّا الإسبانية لتأمين المتفجرات.

ولكن هناك علامات استفهام كثيرة حول هوية محمد أشرف. فالشرطة الإسبانية تعرفه باسم محمد أشرف مولود في الإمارات العربية المتحدة في التاسع عشر من شهر فبراير (شباط) 1974. وعلى أساس هذه الهوية نفّذ حكم سجن في اسبانيا في التاريخ الواقع بين 8 يوليو (تموز) 1999 و17 ديسمبر (كانون الاول) 2002. وأثناء إقامته في المريّا في يوليو (تموز) من السنة الحالية استعمل هوية فرنسية باسم ميكايل ايتيين كريستيان لوفوفر. أما في سويسرا فقد تم القبض عليه تحت الاسم المزوّر كمال سعادة، وقال انه يحمل الجنسية الفلسطينية. واستعمل جوازات سفر مغربية وجزائرية واستعمل اسم مصطفى هواري كما انه عرف لفترة بعبد الصمد. ولكن مصادر التحقيق تعتقد انه جزائري.

ومن جهة أخرى، اكتشف القاضي بالتاثار غارسون في زنزانة السجين عبد الكريم بن اسماعيل، صكا بحوالة مصرفية بمبلغ 150 يورو حولها اليه علقمة العماري بتاريخ 6 مارس (آذار). وكان العماري قد فجر نفسه مع ستة آخرين في ليغانيس وتعتبره الشرطة الإسبانية العقل المدبر لتفجيرات 11 مارس الماضى. وتؤكد الشرطة ان لعبد الكريم اسماعيل علاقات مع افراد المجموعة الذين تم اعتقالهم هذا الأسبوع في اسبانيا.

وكانت الشرطة قد ألقت القبض بأمر من القاضي غارسون على كل من إسماعيل والعماري في بالنسيا في عام 1997 في سلسلة مداهمات قامت بها ضد أفراد من المجموعة الإسلامية المسلحة وتمت إدانتهما 2002 الى جانب محمد أمين عقلي وبشير بلحاكم. وتم عزل هذين الأخيرين بالإضافة الى إسماعيل للتحقيق معهم وتفتيش زنزاناتهم على أثر اعتقالات هذا الأسبوع.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر موثوقة ان القاضي غارسون أرجأ التحقيق الذي كان مقررا مع المساجين الذين تم عزلهم في السجون الإسبانية على أثر اعتقالات مطلع هذا الأسبوع والمشتبه في علاقتهم بأفراد المجموعة التي قبض عليها، ومن بينهم شخص يحمل الجنسية الموريتانية ويدعى كامارا يشتبه في انه قام بدور الوسيط بين محمد أشرف الاسباني بالدوميرو لارا من اجل تأمين المتفجرات. ولكن العملية فشلت ولم يحصل اشرف على المتفجرات حسب مصادر من مكافحة الإرهاب الاسبانية. وأضافت هذه المصادر ان المجموعة كانت تنوي استئجار منزل في المريّا واستعماله كمخبأ للمتفجرات. وكانت الشرطة الاسبانية قد ارسلت الى مكتب القاضي غارسون خمسة ملفات تحتوي على وثائق بالاضافة الى عدة صناديق تحتوي على الأغراض الشخصية التي وجدتها في زنزانات المساجين المشتبه في علاقاتهم بالمجموعة التي قبض عليها يوم الاثنين الماضي.

وأعلنت بدورها نائبة رئيس الحكومة الإسبانية، ماريا تيريزا فرنانديث دي لابيغا، في المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس بعد جلسة مجلس الوزراء ان الحكومة قررت تقديم طلب لتسلم محمد اشرف من السلطات السويسرية بتهمتي الانتساب الى منظمة إرهابية ومحاولة الاغتيال، وقالت ان القاضي غارثون أصدر أمرا يوم الأربعاء الماضي يقضي بإلقاء القبض عليه وزجه في السجن.