جنوب أفريقيا تدافع عن العلاقات مع إسرائيل وسط حملة من الاحتجاجات

TT

بريتوريا ـ رويترز: دافعت جنوب أفريقيا أمس عن تحسينها للعلاقات مع اسرائيل التي تنتقدها جماعات موالية للفلسطينيين، وقالت انها ستكون محايدة في محاولتها للمساعدة على إيجاد حل للصراع في الشرق الأوسط. والتقى رئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي مع ايهود اولمرت نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي خلف أبواب مغلقة امس ضمن سلسلة اجتماعات تعقدها حكومة مبيكي التي يتزعمها السود مع عناصر في الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني.

وتقول جنوب افريقيا انها تأمل ان تستغل تجربتها في التفاوض لانهاء حكم البيض من اجل المساعدة على احلال السلام بين اسرائيل والفلسطينيين، لكنها ايضا من المنتقدين صراحة للسياسات الامنية الاسرائيلية. وقال عزيز بهاد نائب وزير الخارجية بعد ان وقف مبيكي واولمرت امام عدسات المصورين «ليست مسألة تعزيز العلاقات بل استمرارها حتي نتمكن من تمديد نطاق اتصالاتنا مع عناصر من المجتمع الاسرائيلي». وقال في مؤتمر صحافي «لسنا وسطاء. نريد استخدام تجربتنا الشخصية لمساعدتهم». وتابع «سننتقد الاجراءات التي يقوم بها على سبيل المثال جيش الدفاع الإسرائيلي في الأراضي المحتلة وفي الوقت نفسه ننتقد الأعمال التي تقوم بها الجماعات الفلسطينية مثل التفجيرات الانتحارية». وقال ان جنوب افريقيا تريد ان ترى دولة فلسطينية شرعية تعيش جنبا الى جنب مع إسرائيل خلف حدود آمنة. وأضاف بهاد ان المحادثات المتعلقة بمناقشة قضايا موسعة تشمل السلام في الشرق الأوسط، ستتواصل في وقت لاحق خلال هذه الزيارة. وأثار استعداد جنوب أفريقيا للتحدث الى الحكومة الاسرائيلية بالاضافة الى كونها أكبر شريك تجاري لاسرائيل في افريقيا، مشاعر الغضب لدى بعض الناشطين الموالين للفلسطينيين وأغلبهم من الاقلية المسلمة ذات النفوذ الاقتصادي بالبلاد. واتهمت جماعة التضامن مع الفلسطينيين حكومة بريتوريا هذا الاسبوع «بتبديد المستوى الاخلاقي العالي» باقامة صلات مع اسرائيل، بينما اتهم ناشطون آخرون جنوب افريقيا بعدم تسليط الاضواء على زيارة اولمرت للحد من الاحتجاجات.

وأولمرت وهو ايضا وزير الصناعة والتجارة، هو اول مسؤول اسرائيلي كبير يزور جنوب افريقيا منذ نهاية الحكم العنصري في عام 1994. وأشاد بما وصفه بعصر جديد من الروابط القوية مع جنوب افريقيا خلال رحلته هذه، حيث وقع خلالها على اتفاقية لحماية الاستثمار مع نظيره الجنوب افريقي. ويصل حجم التبادل التجاري بين البلدين الى نحو 500 مليون دولار كل عام، ويقول مسؤولون انه قد يتضاعف خلال السنوات المقبلة. واستضافت جنوب أفريقيا محادثات الشهر الماضي مع اعضاء من حزب الليكود الاسرائيلي الحاكم في محاولة لإحياء المفاوضات لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط، وانتقدت ايضا اسرائيل لبناء الجدار العازل في الضفة الغربية بقطاع غزة.