مجلس الدوما الروسي يعتمد بروتوكول كيوتو ليفتح الطريق أمام تطبيقه دوليا

TT

اعتمد النواب الروس مشروع قانون التصديق على بروتوكول كيوتو، في خطوة تاريخية لإنقاذ الاتفاقية الدولية لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري. ووافق على المشروع 334 نائبا مقابل 73 وامتناع اثنين عن التصويت. ويكفي لإمرار مثل هذا المشروع 226 صوتا في البرلمان. ويجب ان توافق الغرفة العليا للبرلمان في خطوة شكلية على القرار قبل ان يصدق عليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ويرسله الى الامم المتحدة في نيويورك ليصبح تصديق روسيا على البروتوكول رسميا. ويصبح التصديق الروسي على البروتوكول رسميا بعد ثلاثة اشهر.

وسيتيح اقرار النص في الدوما تطبيق البروتوكول الدولي الذي تم توقيعه عام 1997 وينص على خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بهدف مكافحة ارتفاع حرارة الارض. وبقي مصير هذا البروتوكول متعلقا بقرار روسيا منذ ان رفضته الولايات المتحدة في مارس (اذار) 2001. وفيما رحبت المنظمات البيئية الدولية بقرار موسكو، اعلنت الولايات المتحدة مجددا «انها لا تعتزم التوقيع او المصادقة» على بروتوكول كيوتو بشأن المناخ على الرغم من الضغوط الدولية. الى ذلك، رحب المدير التنفيذي لبرنامج الامم المتحدة للبيئة كلاوس توبفر بقرار مجلس النواب الروسي بالتصديق على بروتوكول كيوتو ودعا واشنطن الى ان تحذو حذوه. وقال توبفر في بيان امس «ان المعركة ضد التغيير المناخي كانت ضعيفة لوقت طويل. لكنها بدأت اخيرا والنتيجة هي هذا القرار الذي نرحب به واتخذه البرلمان الروسي في تصديق بروتوكول كيوتو». وأشار توبفر من جهة اخرى الى وجوب مضاعفة الجهود الرامية الى استقرار المناخ في العالم. واضاف «ان هذا الجهد على المدى الطويل» يجب ان يعني ايضا الدول النامية. من جهة اخرى، وجه المدير التنفيذي لبرنامج الامم المتحدة للبيئة نداء عاجلا الى الولايات المتحدة ودعاها الى اتباع مثل روسيا والتصديق على البروتوكول.

كما وصفت منظمة «غرينبيس» موافقة البرلمان الروسي على بروتوكول كيوتو بانه «تصويت تاريخي» واقترحت الاحتفال بذلك، وذلك في بيان في باريس بعد دقائق على جلسة التصويت.

وفي معرض اعتبارها هذا التصويت بانه مرحلة حاسمة بالنسبة لدخول البروتوكول حيز التنفيذ، رأت المنظمة البيئية ان الضوء الأخضر الروسي لبروتوكول كيوتو يشكل «فشلا ذريعا بالنسبة للرئيس بوش ومسؤولي الصناعة المتحجرة الاميركية». وقد رفض الرئيس بوش بروتوكول كيوتو في 2001، معتبرا ان خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري التي يفرضها على الدول الصناعية، باهظ الكلفة. وقالت المنظمة «الان وقد وضع البروتوكول قيد التطبيق، فان السؤال الوحيد المطروح هو معرفة ما اذا كانت السياسات ستكون قادرة على التحرك بسرعة لكي لا يتجاوزها الزمن» بسبب الكوارث المنتظرة.

وفى بروكسل، رحبت المفوضية الأوروبية بتصويت مجلس النواب الروسي على البروتوكول وحثت الولايات المتحدة على ان تحذو حذو موسكو. وقال رئيس المفوضية رومانو برودي «آمل ان يتبع هذا المثل اولئك الذين لم يوقعوا بعد، بدءا بالولايات المتحدة». وأضاف في بيان «ان بروتوكول كيوتو ليس كاملا ربما لكنه الأداة الوحيدة التي بحوزتنا. وينبغي ان لا تستبعد الولايات المتحدة نفسها عن معركة حاسمة بالنسبة لمستقبل البشرية».