بلير عرض ترك منصبه لوزير ماليته براون إذا ساند الانضمام إلى اليورو

TT

عرض رئيس الوزراء البريطاني توني بلير التنحي عن منصبه قبل الانتخابات المقبلة لصالح وزير ماليته غوردون براون اذا ساند هذا الأخير خططه لانضمام البلاد الى العملة الأوروبية الموحدة «اليورو».

هذا ما زعمته كلير شورت، وزيرة التنمية الدولية السابقة، التي استقالت احتجاجا على حرب العراق وهي حليف مقرب من وزير المالية، في تعليقات نشرتها أمس في صحيفة «اندبندنت» اللندنية. وأضافت الوزيرة السابقة ان بلير استخدمها مرتين كوسيط بشأن الاقتراح الذي عرض فيه ترك منصبه لبراون مقابل أن يساند الانضمام الى اليورو.

لكنها قالت ان هذا الأخير نبذ الفكرة صراحة رافضا أن يقدم طموحه الشخصي على المصالح الاقتصادية القومية لبريطانيا ومصرا على ان البلاد «ليست جاهزة للانضمام الى اليورو الآن» وجاءت تصريحات شورت ضمن كتاب، بعنوان «خداع مشرف»، عن التوترات داخل حكومة بلير والذي بدأت الصحيفة نشره على حلقات.

وتمثل تصريحات شورت أحدث منعطف في التكهنات بشأن من سيخلف رئيس الوزراء الذي قال قبل إجراء جراحة في القلب في مطلع الشهر الحالي انه يريد أن يبقى في السلطة لفترة ولاية ثالثة لكنه لا يطمح الى رابعة. وانتشرت شائعات على مدى أعوام تفيد بأن بلير، الذي قاد حزب العمال الى فوزين انتخابيين ساحقين، عقد صفقة عام 1994 يتنحي بموجبها يوما ما ليخلفه براون.

وقالت شورت ان بلير أخبرها في رحلة الى افريقيا عام 2002 بأنه لا يريد بالفعل فترة ولاية ثالثة لكنه يتمنى ان يعمل براون معه عن كثب ليتمكن من احراز تقدم بشأن اليورو، واذا فعل ذلك فسيسعده ان يسلم منصبه لبراون.

وكتبت شورت قائلة: «أوضح تماما انه يريدني ان ابلغ براون بما قاله». وأضافت انه في اجتماع أخر في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي ابلغها بلير ان بريطانيا يتعين عليها أن تنضم الى اليورو قبل الانتخابات المقبلة التي يتوقع كثير من المراقبين الآن ان تجرى في مايو (ايار) المقبل.

ورفض مكتب بلير الإدلاء بأي تعقيب، الا ان ما كشفت عنه شورت سيذكي بالتأكيد تكهنات عن صدع بين بلير وبراون في قلب الحكومة. وقالت شورت ان براون ـ الذي يعتبره الكثيرون واحدا من أنجح وزراء المالية في تاريخ بريطانيا ـ خشي ان يفقد منصبه بعد الحرب على العراق.

وكتبت شورت تقول «انه شعر بشدة انه يتعرض لضغوط واعتقد أنهم يريدون ان يبعدوه عن موقعه كوزير للمالية». وأضافت قائلة: «بلير كف عن الإنصات اليه وكان يستمع فقط الى الأصوات غير العمالية. كان يفكر في سمعته في التاريخ».

وإذا فاز بلير في الانتخابات المقبلة ـ كما تشير استطلاعات الرأي ـ فسيكون الزعيم العمالي الوحيد الذي يفوز بثلاث ولايات متتالية وقد يستمر فترة أطول من مارغريت ثاتشر التي قضت 11 عاما في السلطة.

لكن بلير، الذي هوت ثقة الرأي العام فيه بعد أن دفع بريطانيا كارهة الى حرب العراق، قد يجد أحلامه ذهبت ادراج الرياح في ما يتعلق بأوروبا. وأعلن بلير نيته إجراء استفتاء في بريطانيا على دستور جديد للاتحاد الأوروبي ربما عام 2006 .