بوش وكيري يركزان على الولايات «المتأرجحة» مع احتدام السباق الرئاسي إلى البيت الأبيض

TT

يكثف الرئيس الأميركي جورج بوش ومنافسه الديمقراطي السناتور جون كيري جهودهما الانتخابية قبل ايام من انعقاد الانتخابات الرئاسية الأميركية للخروج من مأزق تعادل الاصوات، الذي يشير الى ان ايا منهما لا يتمتع بتفوق ملحوظ في هذا السباق المتقارب. وتظهر نتائج استطلاعات الرأي تقاربا في عدد الأصوات المؤيدة لكل من المرشحين الرئيسيين لمنصب الرئاسة قبل أقل من أسبوعين من موعد الانتخابات. وفي هذه الفترة يركز الحزبان على مدى إقبال الناخبين على التصويت، وينظمان حملات ضخمة يشترك فيها متطوعون لتسجيل أسماء المواطنين في جداول الناخبين، خاصة في دوائرهم الانتخابية الأصلية لتشجيعهم على التصويت لمساعدتهم على التوجه لمراكز الاقتراع يوم الانتخابات إذا تطلب الأمر.

ومما يعقد مسألة حسم الانتخابات امام بوش وكيري انه يمكن للمقترعين، وفق النظام الانتخابي، تسجيل أسمائهم حتى في يوم الانتخابات نفسه في ست ولايات. وهو ما يجعل إمكان التنبؤ بالفائز أكثر صعوبة. وهذه الولايات هي: وايومينغ وأيداهو وويسكونسن ومين ونيوهامبشر ومينيسوتا. ووفق بيان ايضاحي من وزارة الخارجية الأميركية اول من امس، فإن المتسابقين يكرسان في هذه الفترة الحرجة معظم الوقت والمال للفوز بأصوات المناطق العشر التي تعرف باسم «الولايات المتأرجحة». وهي ولايات يصفها المراقبون بأنها ستكون الولايات الحاسمة بالنسبة لنتائج الانتخابات. وسميت الولايات بهذا الاسم لأنها تتأرجح بين انتخاب وآخر في التصويت تارة للديمقراطيين وتارة اخرى للجمهوريين.

فطبقا لدراسة أجراها «مركز نيلسون» مع «مشروع الإشهار» بجامعة ويسكونسن، فإن الولايات العشر هي: بنسلفانيا وفلوريدا ونيفادا وكولورادو وأيوا ونيومكسيكو وويسكونسن وميشيغان ومينيسوتا وأوهايو وهو ما يفسر توجه حملة كل من المرشحين بمعظم دعايتها عبر وسائل الإعلام في تلك الولايات. ويعتبر الناخبون في ولايتي أوهايو وفلوريدا ـ اللتين وصفتهما الدراسة بأنهما «مركز العاصفة الدعائية» ـ أكثر الولايات المغمورة بالدعاية السياسية لأن خمسا من أكبر عشر أسواق للدعاية في تلك الحملة تتركز في مدن تقع بتلك الولايات، حسب بيان الخارجية.

وفي هذه الفترة ايضا تزداد التصريحات والبيانات والمؤتمرات الصحافية من خبراء وجماعات مناصرة واخرى متحالفة مع الحزبين. وتشهد هذه الايام ايضا نشاطا ملحوظا من اقصى اليمين الأميركي الذي يعمل على بث الخوف في الأميركيين من التطرف الاسلامي. وينتشر اعضاء الجماعات اليمينية في الجامعات والمؤتمرات الصحافية وقاعات اجتماعات المجالس المحلية، ومنهم مثلا ستيفن ايمرسن الكاتب المعادي للاسلام الذي كثف نشاطه في الفترة الحالية وعقد مؤتمرات صحافية لتأييد بوش بشكل مستتر. وقد انضمت اليه جماعات الدفاع عن حمل السلاح التي تناهض انتخاب كيري لأنه يطالب بحظر شراء الاسلحة الخطرة في أميركا. وفي المقابل، تنضم لكيري الجماعات العلمية والمدافعون عن ابحاث الادوية وبعض جماعات الاقليات والمهاجرون. وفي ولايتي أوهايو وفلوريدا أنفق المرشحان أكثر من 19 مليون دولار على الدعاية التلفزيونية وحدها في الأسبوع السابق لآخر مناظرة أجريت بينهما، وأذيعت الإعلانات 17 ألف مرة. وبالإضافة إلى الحرب الإعلامية خلال الأيام الأخيرة السابقة على موعد إجراء الانتخابات، يتنقل المرشحان بلا انقطاع بالطائرة او في حافلات مجهزة للتواصل مع أكبر عدد ممكن من الناخبين.

ومن بين الفئات التي يستهدفها الحزب الجمهوري في حملاته البروتستانت، الذين يقول عنهم المراقبون إنهم يؤيدون الرئيس بوش تأييدا ساحقا نتيجة تدينه الظاهر. لكن نسبة إقبالهم على التصويت كانت منخفضة في انتخابات 2000. أما الديمقراطيون فإنهم يتواصلون بأسلوب مشابه مع الأقليات العرقية، مثل ذوي الاصول اللاتينية والافريقية والاسيوية التي تعتبر من أهم جمهور الناخبين بالنسبة لهم، خاصة في المدن الكبيرة وضواحيها.

يذكر ان آخر لقاء من المناظرات الثلاث المقررة، تم في 13 من الشهر الحالي بتبادل المرشحين الآراء حول القضايا الداخلية في مدينة تامبه بولاية أريزونا. وأظهر ذلك اللقاء اختلافا ملحوظا بين المرشحين، وكان بمثابة إشارة البداية لآخر مرحلة على الطريق نحو يوم الانتخابات في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.