هانز بليكس يحذر الدول الغربية من شن هجمات جوية على منشآت إيران النووية

مفتش الأسلحة السابق أكد أن طهران تخزن اليورانيوم عالي التخصيب في أماكن سرية

TT

حذر هانز بليكس مفتش الاسلحة السابق بالامم المتحدة الدول الغربية من شن هجمات جوية على منشآت ايران النووية وقال انه لا يجري تطوير أي أسلحة نووية في هذه المواقع العلنية، موضحا ان طهران نقلت على الارجح اليورانيوم عالي التخصيب الصالح للاستخدام في الاسلحة النووية الى مواقع تخزين سرية في أماكن أخرى من البلاد. وقال «لست على يقين من أننا نعرف مواقع كل المنشآت». ويأتي ذلك فيما أعلنت السلطات الايرانية ان الدول الاوروبية الثلاث الكبرى قدمت اليها «ضمانات» لتنفيذ تعهداتها فيما يتعلق باتفاق نووي ما يزال الطرفان يتناقشان حوله، مشيرة في الوقت نفسه الى ان الاقتراح الاوروبي الذي قدم لها حتى الان «غير متوازن» وانها ستقدم اقتراحاتها الخاصة الى الاوروبيين بعد غد من اجل التوصل الى اتفاق اكثر توازنا حول تجميد تخصيب اليورانيوم.

وحث بليكس الدول الغربية على تقديم تنازلات لايران اذا أرادوا من الحكومة الايرانية التخلي عن تخصيب اليورانيوم. وقال خلال مقابلة مع محطة «ايه.ار.دي» الالمانية امس ان لايران كل الحق في العمل في برنامج لتخصيب اليورانيوم.

وأوضح بليكس ان الامتيازات التي تهدف الى اقناع طهران بالتخلي عن التخصيب من الممكن أن تشمل أيضا تحسين العلاقات التجارية أو ابرام معاهدة عدم اعتداء. وأضاف أن الدول الغربية اذا طلبت من ايران التخلي عن تخصيب اليورانيوم «فأنت اذن تطلب منها التخلي عن شيء لها حق في فعله. وبالتالي سيتعين عليك ان تقبل الوضعية المتمثلة في أنها ستطرح مطالب».

ومن ناحيته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي خلال مؤتمره الصحافي الاسبوعي امس تعليقا على المباحثات بين الجانبين ان «المفاوضات كانت ودية وصريحة. هذا اقتراح اولي وليس نهائيا لكنه اقتراح غير متوازن». واضاف «يجب تعزيز النقاط الايجابية وخفض النقاط السلبية» مشيرا الى ان قرار بدء «مفاوضات مع الاوروبيين هو قرار صائب ونحن اليوم على الطريق الصحيح». وقال ان على الاوروبيين تقديم ضمانات ليثبتوا انهم «سينفذون تعهداتهم». غير انه لم يذكر ماهية الضمانات الاوروبية. وأكد آصفى مجددا ان ايران سترفض اي «تعليق مفتوح» لنشاطات تخصيب اليورانيوم كما طالبت الدول الاوروبية الثلاث وهي فرنسا وبريطانيا والمانيا خلال مفاوضات فيينا. واوضح ان «الاوروبيين طلبوا في اقتراحهم تعليق التخصيب الى حين التوصل الى اتفاق شامل. وفي المفاوضات مع الاوروبيين من غير الوارد تعليق التخصيب بشكل مفتوح». وقال «يجب ان نصل الى نقطة توازن لتبديد مخاوف الاوروبيين وضمان مصالحنا في اطار معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية». وذكر ان ايران «ستسلم الاربعاء اقتراحاتها» للدول الاوروبية الثلاث. غير انه لم يذكر ايضا محتوى اقتراحات بلاده الى الدول الاوروبية. وفي مقابلة مع التلفزيون الرسمي كرر المتحدث باسم المفاوضين الايرانيين في شأن الملف النووي حسين موسويان امس القول ان ايران ستواصل برنامجها لتخصيب اليورانيوم رغم طلب الاوروبيين التخلي عن ذلك. وقال «لن نعتمد على الاوروبيين في الوقود وستواصل ايران طريقها لكي تكون مستقلة في مجال الوقود النووي». من جهة اخرى، اكد ان بلاده تعاونت مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتوضيح الغموض و«ستواصل تعاونها لتبديد اي لبس». واضاف ان «الاوروبيين يريدون تسوية المشكلة في اطار مفاوضات مع ايران، وهذا ما لا يروق للأميركيين». وكانت الدول الاوروبية الثلاث طلبت من طهران الخميس في فيينا تعليق انشطتها لتخصيب اليورانيوم بالكامل لتجنب احالة الملف النووي الايراني الى مجلس الامن الدولي الذي قد يقرر فرض عقوبات على طهران.

وأكدت مصادر دبلوماسية ان باريس وبرلين ولندن اقترحت تزويد طهران بالتكنولوجيا النووية المدنية بما في ذلك مدها بمفاعل يعمل بالمياه الخفيفة عندما تبرهن ايران انها لا تسعى للحصول على سلاح ذري. وتطالب الدول الاوروبية الثلاث كشرط مسبق بأن تعلق طهران الى اجل غير مسمى انشطتها لتخصيب اليورانيوم وتتخلى عن بناء مفاعل يعمل بالمياه الخفيفة في آراك (200 كلم جنوب غربي طهران) قادر على انتاج البلوتونيوم. من جهته اعلن وزير الخارجية الاميركي كولن باول اول من امس ان الولايات المتحدة لا ترى اي مؤشر على ان ايران تتجاوب مع مطالب المجموعة الدولية لتعليق انشطتها النووية، وانها ستواصل تحركها من اجل احالة الملف النووي الايراني الى مجلس الامن الدولي.